سالم الكبتي

بعض من وثائق:

(1)

تحريراً 15 شعبان 1339 (1921م)

من خادم الملة الأسلامية محمد إدريس المهدي السنوسي

وكيلنا بخولان الشيخ عبد القادر فركاش حفظه الله.

عندما يصلكم كتابنا هذا إطلبوا القلابطة وانتخبوا منهم مبعوث وأن تأخذ مضابط عن كل ما هو ممكن أخذها في فسخ الأنتخابات الجارية مع الطليان وتكون سرية جداً

والسلام.

(2)

نحن الواضعون أسماءنا وأمهارنا أسفله قد حضروا كافة السديدي وتذاكروا فيما يخص وطنهم وما يحدث عليهم في المستقبل من طلبات الحكومة ومن غيرها يذاكروا عليه عموم السديدي ويعطوا الرأي ومن غير حضورهم عموماً ما يصدر لهم رأي خصوصاً من جيهت الحكومة وطلباتها لأنها فهمنا منها أن الحكومة قصدها الخير أولاً منحت الحرية وثانيأ القانون الأساسي وثالثاً كون أهل الوطن يخدمونه والذي مصلحتها عائدة للوطن تجريها والذي فيها ضرر على الوطن وعائدة على الأهالي فالواجب على أهل الوطن يبينوا ضررها وما يتأتى منها والحكومة ترفعها حكم ما أوعدتنا بموجب المناشير وما فهمنا من القانون الأساسي فعلى هذا إتفقوا عموم السديدي بربط وضبط هذه المضبطة لأجل الخير في الأتفاق وغيره في الشقاق وربنا يوفق لما فيه الخير.

15 شوال 39 (1921)

(3)

أصوات* الناخبين في بنغازي لترشيح محمد الكيخيا ممثلاً لقبيلة الكراغلة

المحـــلة

كل الأصوات

كراغلة

خدام الزروق

عقيب

غريبيل

565

144

17

79

الشــابي

120

45

16

3

بالخيــر

133

23

4

سيدي سالم

50

20

2

سيدي حسين

138

23

15

5

الصابــري

274

96

19

3

الشريــف

512

131

42

3

الــدراوي

793

96

18

207

الوحيشــي

260

23

9

4

بن عيسـى

432

98

34

5

خريبيــش

1190

313

60

13

البركـــة

482

147

81

13

المجمــوع:

4879

1159

317

335

* خانة كل الأصوات تعني الذين شاركوا في التصويت من كل المقيدين بسجل الناخبين.

(4)

برنامج جلسة يوم 4 ماجو الساعة 8 صباحاً

1 ـ تبليغات الرئاسة

2 ـ جواب خطاب صاحب السمو الملكي برنس أودني

3 ـ مسألة تصدير الشعير وبعض أشياء أخرى

4 ـ نظام المجلس الداخلي

5 ـ تبليغات عن تعيين لجنة تحقيق المناصب

رئيس مجلس النواب

الأمضاء: محمد صفي الدين السنوسي

تنبيه: علمت الرئاسة أن بعض النواب يدخلون القاعة مسلحين، لذلك أمنع قطعياً حصول ذلك مرة أخرى، وأن خالف أحد أحفظ لنفسي الحق في تأديبه حسب النظام الموقت للمجلس القاضي بمنع النائب من المجلس لأمور تأديبية.

(5)

تحريراً 15 رجب 1340 (1922م)

سيادة السيد محمد صفي الدين حفظه الله آمين

بعد إهداء عاطر السلام. معلوم سيادتكم طيه صورة جواب لوكيل بنغازي

مؤرخ في 20 فبراير 1922 لأجل إطلاعكم عليها وإذ رأيتم شئ مضر بالوطن

وعرضوه عليكم أجّلوه إلى تمام المدة المعنية وفي الختام تفضلوا بقبول تحياتي.

محمد إدريس المهدي السنوسي

(6)

من محاورة بين رئيس المجلس وممثل الحكومة:

3ـ أما الأقتراح المتعلق بعرض مسألة حل الأدوار على مجلس المبعوثان فلا يمكن النظر فيه بعين الأعتبار فانها لا تدخل في صلاحية مجلس النواب على حسب القانون الأساسي، وإنما هي عائدة لسمو الأمير الذي بالتزامه برفع الأدوار اعترف بأن هذه الصلاحية عائدة لنفسه فقط !

فليس المقصود من هذا الاقتراح إلا المماطله والتسويف.

***

ســــؤالان:

قد ينهضا الآن:

لماذا المجلس تكون في (برقة) ولم يتكون شبيه له في (طرابلس) رغم أن دستور أقليم طرابلس كفل حق تكوينه ؟

ولماذا كان مقره في بنغازي وليس في اجدابيا مقر الحكومة (الوطنية) ؟

وهما جديران بالاجابة، وان كانت ليست بصورة قطعية، فقد تعثرت الخطوات السلمية في مسارها عقب صلح بنيادم، وربما حدثت (خديعة إيطالية) أيضاً هناك، إضافة إلى أنه كان لزعماء الجمهورية الطرابلسية مجلس ضم في عضويته مستشارون يمثلون المناطق كافة في (اللواء الطرابلسي)، الأمر الذي لم يتح الفرصة لتكوين مجلس للنواب واقتصر على مجلس المستشارين وربما اعتبروا (نواباً) طالما أنهم يمثلون تلك المناطق.

ولعل المنازعات التي حدثت لاحقاً – للاسف – بين الزعماء الوطنيين وغذتهم السلطات الاستعمارية في جنون وعدم الاستقرار والثبات على (زعامة واحدة) بحكم الظروف، ساهمت أيضاً في قطع الطريق على تكوين المجلس مع مرور الأيام.

اختيار بنغازي مقراً لمجلس نواب برقه، تم لأنها مدينة بها بمقاييس ذلك الزمن خدمات ومقار بعكس مناطق الدواخل المفتقرة إلى العديد من الأمكانيات المادية والعمرانية، وجعلت من إيطاليا تشيد مبنى فخماً للبرلمان وأعدت استراحته وجهزت ما يوفر أو يخدم النواحي الدعائية والإعلامية لها في الصحف العربية والأوربية.

لقد خاض الليبييون غمار هذه التجربة البرلمانية القصيرة في عمرها، وكانوا رغم حذرهم من التجربة أو حماسهم في جزء منها – على عدم دراية كافية لمحاولات إيطاليا التي استدرجتهم إلى ذلك ولعلهم كانوا يحسنون الظن بهذه المحاولات وأرادوا بطريقة أو بأخرى العمل بما أتيح وتيسر لهم من نظم ابتدعها المستعمر وأنجزها على هواه مثلما حدث في بلدان أخرى بشكل هو اقرب إلى: (من فمك أدينك) أو (أحاربك بالسلاح الذي سلمتني إياه).

ولكن التجربة في الحالتين لم تنجح النجاح المطلوب، فقد ألغت إيطاليا كل تعهداتها وتنكرت لوعودها في الفترة الأولى وصارت في حلٍّ منها بمجئ الفاشست وفتحت النار على العزّل، وكانت في الثانية مهيمنة بصورة واضحة على سير أعمال المجلس ونظامه وأرادته وسيلة للدعاية أمام الاخرين وبوقاً لسياستها.

إضافة إلى أن الظروف الثقافية والاجتماعية للواقع الليبي آنئذ تختلف إختلافاً جذرياً عن مرامى ومقاصد الأيطاليين وأهدافهم في التوسع والاستيطان، علاوة على خبايا ودسائس سياساتهم التي لم يكن الليبيون بشيوخهم ونوابهم على علم واسع بها، أو السياسة عموماً.

أنتهت تجربة مجلس نواب برقه، وكادت أن تنجح لو واتتها فرصة صادقة من الأيطاليين، وظلت محدودة الأجل، فكانت في نصفها محاولة وطنية.. وجلّها خديعة إيطالية لم يحصد منها الليبيون سوى رجع الصدى الذي تكسر في النهاية على صخور الجبال، ثم قذفت به الشواطئ إلى البعيد !

_______________

مقالات