الأستاذ فؤاد الكعبازي، شخصية فذة واستاذ فاضل متنوع المعرفة ومثقف موسوعي.

فقد امضى سنوات عمره في خدمة وطنه مدرسا ورياضيا وناظرا للأشغال بولاية طرابلس سابقا ووكيلا دائماً لوزارة المواصلات حيث اشرف على العديد من المشاريع التي لا تزال شاهدة حتى اليوم على عبقرية هذا الرجل النادر المثال،

وكان وزيرا وسفيرا وكاتبا ومؤلفا وشاعرا وفنانا تعدت مواهبه لتطال شهرته حدود الوطن !

قد وجدت سيرته الذاتية في إحد صفحات موقع ايطالي تعنى بالشخصيات الايطالية التي عاشت في ليبيا و برزت في اعمال عديدة ،، و كذلك في بعض الصفحات الأخرى التي كتبت عنه كصديق و كزميل عمل

من مواليد شارع كوشة الصفار بالمدينة القديمة في طرابلس سنة 1922 

أمضى طفولته و جزءاً كبيراً من شبابه فيها و قد درس في مدراس تحفيظ القرآن، بداية بكتّاب «حورية».

انتقل بعد ذلك للدراسة في المدارس الإيطالية بداية بمدرسة «أخوان يوحنا» الإخوة المسيحيين في شارع اسبانيول بباب البحر ليتخرج منها 1936 مع مرتبة الشرف.

ثم التحق بمعهد التقنية مُتحصِّلاً على دبلوم الهندسة المدنية حتى شهر ابريل 1941 و هو تاريخ الإغلاق النهائي لجميع المدارس في ليبيا بسبب أحداث الحرب العالمية الثانية .

و بسبب الغارات الحرب العالمية الثانية على طرابلس انتقلت أسرته للعيش في منطقة عرادة بسوق الجمعة وفي عام 1943 توفت والدته تاركة عائلة صغيرة متكونة من فؤاد و له أخ و أختان وبعد ثلاث سنوات توفى والده و أصبح فؤاد يتحمل مسؤولية إعالة عائلته الصغيرة ..

وبعد انتهاء الحرب وبقاء ليبيا تحت الانتداب البريطاني عرضت له الفرصة لخدمة البلاد، لما فتحت أول مدرسة ثانوية عربية في طرابلس سنة 1946 كان الأستاذ فؤاد الكعبازي ضمن المجموعة الصغيرة من الليبيين المتعلمين الذين اختيروا ليقوموا بمهمة التدريس فيها

كان فؤاد الكعبازي أستاذ الرياضة البدنية والرياضيات

و قد اشتهر الأستاذ الجليل و العالم الفذ فؤاد الكعبازي عند تلاميذه بروحه الطيبة الفكاهية كان بالنسبة لهم الاخ و الصديق و اعتبروه القدوة لهم و يبعث فيهم حب العلم و التشبت لمواصلة الدراسة ليساهموا مع الاباء في تسيير أمور الدولة حيث كانت تفتقر لحملة الشهادات الجامعية ..

أجاد اللغات الإيطالية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والتركية، إلى جانب اللغة العربية، وقد كتب الشعر بالإيطالية، والإنجليزية ،،

و تميز فؤاد الكعبازي بمواهبه العديدة في مجال الثقافة بوجه عام و كان كاتبا و شاعرا و فنانا و مخرجا و رساما مبدعا في رسم الكاريكاتير فقد كان أول رسامي الكاريكاتير الليبين وقد رسم العديد من الرسوم الكاريكاتورية 

وحتى بعد اعتقاله عقب الانقلاب الأسود عام 1969 و سجنه، كان عزاه داخل السجن هو الرسم ليسترجع أجمل ذكرياته من خلاله، فتفنن في رسم لوحات رائعة عن المدينة القديمة وحواريها ومعالمها التاريخية

قام بتصميم طوابع تذكارية جميلة للمديرية العامة للبريد، وكذلك كان باحث في التراث الشعبي الطرابلسي

وكان عضوا في مجمع اللغة العربية وروما الوطنية الإيطالية الليبية، فضلا عن غيرها من المنظمات المحلية والأجنبية

يعزى له الفضل في أنه ساهم في تأسيس (نادي العمال) وهو من النوادي التي شكلت فيما بعد نواة للأحزاب الوطنية السياسية وساهم في تأسيس الشركة العربية للمسرح. وتميز أيضا كصحفي وكاتب مقالات وناقد أدبي

في عام 1944 شارك في تأسيس مجلة الميرتي ” ( المرآة ) مع الدكتور مصطفى العجيلي 

وكان عضواً في أكاديمية البحر الأبيض المتوسط 1953 

في عام 1957 تم تعيينه للإشراف على تأسيس أول محطة إذاعية وطنية التي كانت تحت إشراف وزارة الموصلات ليصبح رئيسا لمجلس الإدارة في الإذاعة

قام في مركز الثقافة التي تستخدم لتنظيم المؤتمرات المحلية بمختلف أنواعها بأنشطة ثقافية له في ايطاليا ولبنان

يعتبر أول وزير لشؤون البترول في ليبيا عام 1961 في حكومة السيد محمد عثمان الصيد وفي عهده صدّرت ليبيا أول شحنة نفط في أكتوبر 1961 ثم تقلد المنصب نفسه للمرة الثانية في حكومة المرحوم السيد محمود المنتصر الثانية عام 1964 وأعيد تعيينه في هذا المنصب للمرة الثالثة في حكومة المرحوم السيد حسين مازق عام 1965

أصبح دبلوماسيا حيث تم تعيينه سفير ليبيا لدى الفاتيكان في روما في عهد النظام السابق. وعندما حدد له الموعد لمقابلة البابا قيل له أن الوقت المخصص له هو خمس عشرة دقيقة مع الحبر الأعظم!! 

ولكن يبدوان الحبر الأعظم لم يقابل في حياته كلها شخصا في قامة الاستاذ فؤاد الكعبازي علما وثقافة وفكرا وفهما عميقا لكل الديانات السماوية مما جعل البابا يبقيه معه ما يقرب من ساعة كاملة وسط ذهول واستغراب وارتباك مساعديه في الفاتيكان!

وعندما أراد السفير الكعبازي الانصراف قال له البابا: ” لا يبدو أنك بدوي يا سعادة السفير!!” فأجابه قائلا: يا قداسة البابا! إن البدوي يمكنه هو أيضاً أن يكون دبلوماسيا جيدا!!”.

ويعلم الله وحده كيف كان وقع هذا الرد الذكي والرائع على بابا روما الذي لم يكن أمامه إلا أن يبدي إعجابه بالسفير الليبي الذي لم يكن يتوقع ان يجد فيه كل هذا العلم وكل هذه الدبلوماسية وكل هذه اللباقة

منحت له شهادة الدكتوراة في الأدب الايطالي المقارن من جامعة (تيبيرينا الايطالية العام 1961)

وقد نشر له جزء من الإنتاج الأدبي الممتاز في اللغة الإيطالية في مجلدات التالية:

  • مختارات من الشعر العالمي المعاصر، دار موندادوريميلانو، 1962
  • قراءات من الشعر العالمي 
  • ديوان شعري باللغة الإيطالية بعنوان ليبيتكونال بها جائزة مدينة ريجيو كالابريا للشعر المؤلف من غير الإيطاليين عام 1981
  • الحان عربية على أوتار من الغرب

قام بترجمة كتاب فابريتسو موري الذي تناول الرسوم. الصخرية ((بجبال اكاكوس))

وقام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإيطالية بلغة دانتي التي حيرت عقول الإيطاليين أنفسهم! هذه الترجمة الفريدة التي صاغها بأسلوب جديد لم تعرفه الترجمات الأخرى لكتاب الله حيث حافظ في الترجمة الايطالية للقران الكريم على تلك الموسيقى والأداء النادر الذي يجده قارئ القران بلسانه العربي المبين!! وهو ما أذهل علماء اللاهوت وكبار القساوسة في الفاتيكان نفسه

كان فؤاد الكعبازي عاشقًا لمدينة طرابلس القديمة وكان يُطلق عليها (المدينة اللغز)، باحثًا عن معالمهما القديمة. 

توفي فؤاد الكعبازى 14 مايو 2012 في طرابلس بعد سيرة حياة حافلة بالتنوع والعطاء

_______________

المصدرصفحة “تاريخ طرابلس والعائلات الطرابلسية بالصور (قبل غزو الغجر لها” ـ فيسبوك 

مقالات

31 Commentsاترك تعليق

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *