بقلم د. أسامة وريث

السيدة الرائدة جميلة مصطفى الإزمرلي من مواليد مدينة طرابلس عام 1892م. (شارع كوشة الصفار بزنقه تحمل لقب اجدادها زنقة الازمرلي)

تعتبر (عائلة الأزمرلي من العائلات الشهيرة بطرابلس القديمة ) والتي تنحدر أصولها السلالية من بلدة أزمير بتركيا.

كانت السيدة جميلة من إحدى نساء طرابلس الرائدات في مجال التعليم وهي من خريجات المدرسة الرشيدية في تركيا خلال العهد العثماني، كما درست في دمشق بمعهد المعلمات أيام الاحتلال الإيطالي.

.تحصلت السيدة جميلة على دبلوم المعلمات ولا شك أنها كانت من أبرز نساء عصرها ثقافة وتعليماً

تزوجت السيد جميلة من السيد بشير محمد البوصيري ووالدتها السيدة عويشة القاجيجي ولها شقيقين: جميل و فوزي توفيا في سن مبكرة .. ولها اختان؛ المدرسة الفاضلة: نديمة مصطفى صبري الأزمرلي، وهي تكبرها سنا. والسيدة الفاضلة: حكمات مصطفى صبري الأزمرلي، وهي تصغرها سناً.

أوقفت السيدة جميلة حياتها على تعليم البنات رغم كل الصعوبات التي واجهتها من الداخل والخارج، فعملت كمدرسة ثم كمديرة لمدرسة البنات في طرابلس.

تحصلت السيدة جميلة على العديد من الشهادات والترقيات، حتى ارتقت إلى وظيفة التفتيش ثم أصبحت مفتشة عامة ثم كبيرة المفتشين .

كانت السيدة جميلة استاذة في أعمال التطريز والسجاد، فضلا على أنها كانت من الرائدات في العمل التطوعي.

كان دورها الاساسي هو الوصول إلى ربات البيوت اللاتي لم تسمح لهن ظروفهن الالتحاق بالمدارس الرسمية.

سمي معهد المعلمات بمعهد جميلة الإزمرلي بطرابلس، إعترافا بدورها البارز في مجال التعليم.

كانت أستاذة في أعمال التطريز والسجاد، فضلاً على أنها من الرائدات في العمل التطوعي، وترفع لها القبعة كعلم من أعلام التعليم والتعليم التقني خاصة، كما كانت عازفة على آلة القانون.

كان للسيدة جميلة قلـم بارز في ( مجـــلة المـــرآة ) الأدبيـة – الفكـاهية – الرياضـية نصـف الشـهرية بأواخر الثلاثينـيات – مطـلع الأربعينـات. واشتهرت عبر مقـالاتها الثاقبـة في الوعـظ والإرشاد والعـادات والأخـلاق، وبرزت في ذلك المجال وكانت شبه وحيدة فيه

والدها المرحوم مصطفى صبري، وزوجها المرحوم السيد: بشير البوصيري، وكل الرجال من حولها، تُرفع لهم القبعة في واقع الأمر؛ لمناصرتهم المرأة والوقوف معها ومساندتها في ذاك الزمن الذي كانت فيه كل النساء يتعثرن ويحفرن في الصخر لكي يتركن أثراً عظيما للأجيال أمامهن!

وافتهـا المنيـة في طرابلـس عام 1965 … وطيّب الرب ثراها وأنار مثواها وجميع المسلمين والمسلمات، فقد أنارت ظلمات الجهل في ليبيا.. ولاتزال المدرسة الكبيرة تحمل اسمها في شارع 24 ديسمبر بطرابلس.

_______________

المصدر: مدونة هشام الطبيب 

مقالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *