عضو بارز في “كتيبة الدم” (الدفعة الأولى) التابعة للحرس الثوري بمكتب الاتصال باللجان الثورية
ـ هذا المخلوق “حقيقة” ليس له من اسمه شئ، رغم ان العرب قالت: كل له من إسمه نصيب، ورغم أن الليبيين يغيرون الاشياء والأسماء التي تدعو إلى التشاؤم والتطيّر بنقضها، فالفحم يسمونه “بياض”، والاعمى يسمونه “بصير”، والأعور يسمونه “كريم العين”، ويطلقون على النار “عافية”، بل أنهم أطلقوا على الدكتاتور معمر “مخرب”. انعكست القاعدة في حالة هذا المخلوق الثوري المجرم، فهو لا طيب ولا صافي.
ـ ولد “اللاطيب” في طبرق بشرق ليبيا عام 1954، ثم انتقل إلى بنغازي مع والده، الذي هرب من طبرق بسبب ثأر قبلي لا يمحوه إلا الدم في عرف المجتمع القبلي. تخرج “اللاطيب” عام 1979، وكان أثناء دراسته الجامعية، انضم “اللاطيب” إلى كتيبة العنف في الجامعة التي أسسها أحمد إبراهيم القذافي، ومصطفى الزايدي، ويونس معافة، الذي قاموا بجريمة السابع من أبريل، والذين استهدفوا الأساتذة والطلاب بالاعتقال والتعذيب والطرد والاهانة.
ـ جريمة 7 أبريل أهلت “اللاطيب” إلى أن يكون من رجال غرفة العمليات في مكتب الاتصال باللجان الثورية. وقام بدور بارز في التحقيقات التي قادتها اللجان الثورية، فكان يراس المعتقل الذي أقيم في بنغازي لرجال الأعمال والمقاولين والموظفين الذين وجهت إليهم تهم البرجوازية، والاستغلال والفساد، وتحول ذلك المعتقل إلى مسلخ لتشويه الرجال جراء التعذيب.
ـ كان من ابرز قضاة المحاكم الثورية التي لا يوجد بها إلا القاضي وحده. ومن ثم كان مؤهلا من دون منافس لقيادة عملية الهدم الواسعة التي تعرضت لها مدينة بنغازي. وكلف فيما بعد بمسؤولية الأمن الداخلي “المباحث” في مدينة بنغازي، وأثبت أنه الأكثر إخلاصا على تنفيذ تعليمات القذافي.
ـ وعندما قرر القذافي تحويل السفارات إلى مكاتب شعبية، كُلّف بقيادة عمليات الزحف على عدد من السفارات وطرد السفراء وتحويلها إلى أوكار للجان الثورية في عديد من الدول. ولم تتوقف سلسلة مهامه الثورية عند حد، فقد كان ثالث ثلاثة أسندت إليهم مهمة التخطيط للأعمال الإرهابية في أوروبا مع مصطفى الزايدي، وعمر السوداني، وفي الداخل كان له أدوار إجرامية كثيرة.
ـ كُلّف “اللاطيب” بإدارة الشركة العامة للأسواق وبعدها تولى اللجنة الشعبية العامة في بنغازي، والمؤسسة الوطنية للسلع التموينية، وأمان شؤون المؤتمرات الشعبية في مؤتمر الشعب العام، ثم وزيرا للاقتصاد والاستثمار والتجارة بين عامي 2006 و 2007.
ـ وبعد انطلاق ثورة 17 فبراير، عين نائبا للبغدادي المحمودي في اللجنة الشعبية العامة، وكان قرار القذافي أن تتولى قيادات اللجان الثورية أهم المواقع، خصوصا تلك التي تصنع فيه القرارات والاجراءات لتوفير السلاح والمال لكتائب القذافي التي تقتل الثوار.
ـ “اللاطيب” “اللاصافي” يعتبر نموذج حقيقي لإولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا وفي الآخرة إن شاء الله، وكان يطوف بين مؤسسات المال، وأخذ من اخذ، من دون سائل ورقيب، ولكنه بعد ثورة فبراير المجيدةن هرب ولم يحمل معه إلى دما يقطر من يديه، ذلك الذي سال خلال سنوات العنف الأولى في بنغازي، والشلالات التي تدفقت من اجساد الشباب الليبي في خضم ثورة 17 فبراير.
ـ تبين من عدة تسجيلات لمكالمات “جرئية” استمع إليها الليبيون، كانت قد تمت بين البغدادي اللامحمود مع “اللاطيب”، يبشرهذا المخلوق فيها البغدادي، بأن اللجان الثورية والمرتزقة يقفون على أبواب البيوت الليبية لانتهاك أعراضهم بالاعتداء على زوجاتهم وبناتهم، ولم يخفيا سعادتهما الإستثنائية بذلك، كما استمع الليبيون إلى مكالماته الهاتفية مع القذافي وعبدالله السنوسي، وسيف إبن الطاغية، ومحمد الحجازي وغيرهم.
ـ تلذذ “اللاطيب” وغيره باقتراف جرائم ضد النساء وهي جرائم تتداخل مع جرائم القتل والتعذيب، ولهذا لم يتردد أولئك المجرمين من أمثال “اللاطيب” في تنفيذ التعليمات التي أصدرها القذافي بقوله: “اهجموا على ضحاياكم من البنات القاصرات وأخرجوهن وهن ينزفن عاريات إلى الشوارع”.
ـ هذا هو “اللاطيب” الذي مثل غيره من المجرمين يقتادون إلى سفح دماء الأبرياء والبريئات، لأن تفسير “الشرف” في قواميسهم لا وجود له.
_____________
المصدر: تم اقتباس هذه الفقرات (بتصرف من المحرر) من كتاب “أشخاص حول القذافي” للكاتب عبدالرحمن شلقم (دار الفرجاني ـ 2012)