الشهيد أحمد احواس

رجل من رجالات الوطني

إعداد شكري السنكي

مِيْلاده وَنَشْأَتُه

لم تكن حياة أحمَد إبراهيم إحواس طويلة بحساب السنوات حيث غادر الدنيا ولم يتجاوز عمره الخمسة والأربعين، ولكن تلك السنوات كانت عامرة بالعلوم والوظائف والمواقف والأعمال التطوعيّة والتضحيّات فكان ضابطاً وسفيراً وداعية إِلى الله سبحانه وتعالى.

وكان أحد مؤسسيي الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا وعضواً فِي لجنتها التنفيذيّة وقائداً لقوَّات الإنقاذ (جناح الجبهة العسكري)، وقد استشهد فوق ثرى ليبَيا الغاليّة فِي السادس مِن شهر مايو/ أيار مِن عَام 1984م وهُو يقود عمليّة فدائيّة استهدفت معمّر القذّافي ونظام حكمه الدّكتاتوري البغيض.

وحقيقة، لا علاقة للأثر بطول العمر أو قصره فهُناك مَنْ أمد الله فِي عمره ويوم خرج مِن الدنيا لم يترك أثراً ولا ذكرى باقيّة.. وهُناك مَنْ كان عمره قصيراً لكن يوم أن فارق الحيَاة ترك بصمة كبيرة وأثراً يُخلّد اسمه أبد الدهر، وَمِن هؤلاء دون شكّ الشهيد أحمَد إحواس.

ولد شهيدنا البطل فِي نهايّة عَام 1938م بمنطقة (جردينة) الواقعة فِي إقليم برقة فِي جنوب غرب مدينة بّنْغازي. والدته هي سعدة إدْريْس، ووالده هُو الحاج إبراهيم الزروق إحواس، مِن قبيلة المغاربة، عيت بهيج، وشيخ بيت بهيج، وأحد كبار تجار الجملة بـ(سوق الفندق) فِي بّنْغازي فِي ستينيات القرن المنصرم، والمُتوفي فِي مدينه بّنْغازي فِي عَام 1987م عَن عمر يناهز (75) خمسة وسبعين عاماً.

وكان السّيِّد إدْريْس بوعزيزه جدّه مِن طرف أمّه، مجاهداً قاتل الإيطاليين الّذِين غزوا بلاده فِي عَام 1911م، على أكثر مِن جبهة، وفِي أكثر مِن ميدان، واستشهد فِي إحدى المواجهات البطوليّة مع قوَّات الاحتلال الفاشستي.

وتوّج جهاده وجهاد الأبطال الِلّيبيّين بطرد آخر جندي إيطالي مِن الأراضي الِلّيبيّة فِي يوم 25 يناير / كانون الثّاني 1943م، وبإعلان الملك إدْريْس السّنوُسي (1890م – 25 مايو/ أيّار 1983م) فِي صباح يوم 24 ديسمبر/ كانون الأوَّل  1951م، مِن شرفة قصر المنار فِي مدينة بّنْغازي، الاستقلال وميلاد الدولة الِلّيبيّة كنتيجة لجهاد الشّعب اللِّيبيّ الأسطوري العظيم.

وكان ذلك بناءاً على قرار الجمعيّة الوطنيّة التأسيسيّة الصّادر بتاريخ 2 ديسمبر/ كانون الأوَّل 1950م، وتنفيذاً لقرار رقم (289) الصّادر عَن الدّورة الرَّابعة لاجتماعات الجمعيّة العامَّة للأمم المتَّحدة المنعقدة بتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 1949م والقاضي بالاستقلال وعلى أن تكون ليبَيا دولة مستقلة ذات سيادة وتشمل برقة وطرابلس وفزَّان، وألا يتجاوز الإعلان عَن استقلالها الأوَّل مِن يناير / كانون الثّاني مِن عَام 1952م.

درس المرحلة الابتدائيّة فِي مدرسة الأبيار الكائنة بمدينة الأبيار الواقعة شرقي مدينة بّنْغازي وتبعد عنها حوالي اثنين وستين (62) كيلوا متر، وكان الأستاذ الزبير أحمَد الشّريف السّنوُسي (1908م – 1985م) مدير المدرسة أو ناظرها. ودَرَسَ المَرْحَلَة (الإِعْدَادِيَّة) و (الثّانويّة) فِي مدينة بّنْغازي. والتحق بالكلية العسكريّة بمنطقة بوعطني فِي مدينة بّنْغازي عَام 1960م، ضمن الدفعة الرَّابعة، وتخرج ضابطاً فِي عَام 1962م وكان الأوَّل على دفعته.

تزوج مِن السيدة فاطمة ميكائيل داود بوسرويل فِي عَام 1960م، وقد تمّ عقد القران يوم الأربعاء 4 جمادى الآخر 1380 هجري الموافق 23 نوفمبر/ تشرين الثّاني 1960م. وسكن أولاً فِي بيت عائلته فِي رأس عبيدة ثمّ انتقل إِلى منطقة البركة واستقر بها فترة بسيطة إِلى أن أتمَّ والده بناء بيت جديدة لكل العائلة بجانب الإذاعة المسموعة ومقابل مركز الشرطة فِي منطقة رأس عبيدة فأنتقل إِلى شقته الجديدة في بيت العائلة. وقبل أن ينتقل إِلى منطقة الفرناج بمدينة طرابلس، كان قد أقام لفترة بسيطة فِي منطقة السلماني بمدينة بّنْغازي.

وفِي عَام 1963م، وقتما أحلت بمدينة المرج كارثة الزلزال، تطوّع أحمَد إحواس على الفور لإنقاذ الجرحى والمصابين، وكان وقتئذ ضابطاً بالجيش الِلّيبيّ. تطوّع ضمن مجموعة مِن الأشخاص، غادروا مدينة بّنْغازي إِلى مدينة المرج الواقعة شرق مدينة بّنْغازي وتبعد عنها (94) كيلو متر، لإنقاذ الجرحى وإيجاد حلول مؤقتة للعائلات المنكوبة بعد أن ضرب المدينة زلزال مدمّر مساء يوم الخميس الموافق 21 فبراير/ شبّاط 1963م، وأدَّى إِلى وفاة (243) شخصاً وجرح المئات.

وتسببت هذه الكارثة فِي تدمير مدينة المرج القديمة بالكامل حيث أصبحت أطلال وهجرها كل سكّانها. وَفِي بداية صيف نفس السنة، غادر الضابط أحمد إِلى الولايّات المتَّحدة الأمريكيّة فِي دورة تدريبيّة استمرت (6) ستة أشهر. وفِي العام الّذِي يليه، غادر إِلى المملكة المتَّحدة فِي دورة تدريبيّة استمرت عاماً كاملاً فيما بين عامي 1964م و1965م.

تقلد عدة مناصب خلال عمله بالجيش منها: آمراً لسرية هندسة الميدان.. مدرساً بالكليّة العسكريّة.. مدرساً بمدرسة الهندسة، كمَا، التحق بعدة دورات دراسيّة عسكريّة في كلّ مِن: الولايّات المتَّحدة الأمريكيّة وبريطانيا وليبَيا.

وتدرج فِي الرتب العسكريّة حتَّى رتبة (رائد) والتي رُقِي إليها فِي 9 أغسطس/ أب 1969م، الموافق لذكرى تأسيس الجيش الِلّيبيّ والذي تأسس فِي التاسع مِن أغسطس/ أب مِن عَام 1940م. وكان من المفترض أن يرسل بعْد ترقيته فِي دورة تدريبيّة ثانيّة إِلى الولايّات المتَّحدة الأمريكيّة، وقد تقرر له ذلك بالفعل فانهى يوم 31 أغسطس/ أب 1969م كلَّ ارتباطاته فِي طرابلس مكان إقامته وقتئذ، وكان مِن المفترض أن يغادر يوم 1 سبتمبر/ أيّلول 1969م إِلى مدينة بّنْغازي للسلام على الأهل وحجز تذاكر الطيران، إلاّ أن انقلاب الأوَّل مِن سبتمبر حال بينه وبين ذلك بل أحاله إِلى الإقامة الجبرية بدلاً مِن السفر إِلى الولايّات المتَّحدة.

انشغل أحمَد إحواس بهُمُومِ وَطنهِ وقضايا أمته، وكان ضمن سياق المدرسة الإخوانيّة فِي مرحلة مبكرة مِن شبابه، وحينما طُلِبَ منه مبايعة المرشد العامّ فِي مِصْر، رفض البيعة مفضلاً أن يعمل مع كلِّ الِلّيبيّين، ويمد يده لكلَّ ليبي يريد أن يشارك فِي الإطاحة بنظام القذّافي الباغي المستبد، ويسعى لإقامة بديل وطنيّ دستوري ديمقراطيّ يعبر عَن تطلعات الشّعب الِلّيبيّ وأمانيه، ولذا شارك فِي تأسيس (الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا) التي انطلقت مِن رؤيّة وطنيّة لا ايدلوجيّة فكان اللقاء فيها على أساس وطنيّ بحت.

وكان اختلافه مع الإخوان المُسلمين الِلّيبيّين، اختلافاً واضحاً وصريحاً ولا لبس فيه، حيث رأى معركة الشّعب الِلّيبيّ وقتئذ معركة مع الاستبداد والقمع المتمثل فِي نظام القذّافي، ورآها معركة لا تحتمل التأجيل والتأخير، وتتطلب التحرَّك المباشر فِي اتجاه الاطاحة برأس النَّظام لا الانتظار حتَّى يتغير حال النَّاس وسلوكيات المجتمع انطلاقاً مِن قواعد الإعداد التربوي وإصلاح الفرد بهدف إصلاح المجتمع ككل.

وَمِن جديد، بالرَّغم مِن تركيز الحاج أحمَد إحواس على الإعداد والاستعداد لمواجهة معمّر القذّافي إلاّ أن صلته واهتمامه بالفكر والثقافة الإسْلاميّة، لم تنقطع بعْد مشاركته فِي تأسيس الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا، وتوليه لرئاسة المفوضيّة العسكريّة، حيث دعم أصحاب التوجه الإسْلامي داخل الجبهة، والذِين عبروا عَن صوتهم ورؤيتهم ومدرستهم الفكريّة مِن خلال مجلّة (الشروق) الشهريّة، والتي صدرت مِن أمريكا بعْد شهور مِن استشهاده فوق ثرى ليبَيا الطاهر. صدرت مجلّة (الشروق) مِن مدينة سياتل بولايّة واشنطن ، ورأى عددها الأوَّل النور فِي شهر صفر 1405 هجري الموافق نوفمبر/ تشرين الثّاني 1984م، وتوقفت عَن الظهور أو الصدور بعْد سنوات معدودة مِن صدور عددها الأوّل.

ولابُدّ أن أذكر هُنا أن الحاج أحمَد إحواس، تمّ وضعه تحت الإقامة الجبرية بعْد انقلاب سبتمبر/ أيّلول 1969م، ثمّ جرى فصله مِن الجيش وأُبعد إِلى الخارج للعمل فِي السلك الدّبلوماسي، فعمل كأمين ثاني في السفارة الِّليبيّة فِي كوبنهاغن عاصمة الدانمرك مِن عَام 1970م إِلى عَام 1972م.. وأمين أوَّل بجمهوريّة جيبوتي ودولة الصومال التي تحد جيبوتي مِن الجنوب الشّرقي، ومِن عَام 1972م إِلى عَام 1973م.. وقائم بالأعمال فِي عدن (اليمن الجنوبي) مِن عَام 1973م إِلى عَام 1975م.. ومستشار للشئون الإسْلاميّة بسنغافورة مِن عَام 1975م إِلى عَام 1976م.. وقائم بالأعمال بغويانا بأمريكا اللاتينية مِن عَام1979م إِلى عَام 1981م. ويذكر أنه عمل أيْضاً فِي اليمن الشمالي وماليزيا.

كان أحمَد إحواس مثقفاً مِن الطراز الأوَّل وذو دراية واسعة بالفقه والتاريخ الإسْلامي إِلى جانب حفظه لعدة أجزاء القرآن الكريم والعديد مِن الأحاديث النبويّة الشّريفة. وكان صوته فِي قراءة القرآن الكريم بديعا جميلاً وكثيراً مَا كان يهز رفاقه بتلاوته المؤثرة خصوصاً حينما تسيل دموعه مِن عينيه تأثراً بما يقرأ مِن آيات الذكر الحكيم.

وكان على صلة بالعديد مِن أصحاب الرَّأي والمشايخ والمفكرين، وتحلى بالنبل فِي التعامل، وأصالة فِي الأخلاق، وتفان متواصل فِي خدمة قضايا الإسْلام والمسلمين، وهي الصفات التي مكنته مِن أنّ يحظى بالتقدير والاحترام مِن الجميع، وأن يقيم علاقات وطيدة مع شخصيّات عامّة ونشطاء وفعاليات المجتمع المدني فِي الدّول التي عمل بها وتشهد على ذلك آثاره التي لازالت موجودة فِي تلك البلدان إِلى يومنا هذا.

أحب الشّعر العربي وحفظ العديد مِن الأشعار والقصائد ولكنه عشق القصيدة الشّعبيّة وله العديد مِن المحاولات فِي نظم أبيات مِن شعرنا الشّعبي. وكان حينما يتناول الشّعر الشّعبي هُو وأصدقائه لابُدَّ أنّ يجرهم إلى أغاني (صوب خليل)، وحدثنا الأستاذ إبراهيم صهّد عَن هذا، فقال: “.. والحديث عَن حياة البادية كان يجرنا بالضرورة إِلى أغاني صوب خليل التي كان يجيدها أحمَد إبراهيم إحواس ورفيقه نائب آمر الحظيرة بالكلية العسكريّة فِي فترة الدراسة، وكنت أجهل عنها الكثير، ولا زلت اذكر كم يكون أحمد سعيداً ومنتشياً عندما تتسلسل أغاني صوب خليل لتتكامل معانيها..”.

ويروى أنه نظم بعض الأشعار الشّعبيّة أو المطالع، ولعلنا فِي هذا الصدد نُشير إِلى المطلع الّذِي نظمه بعْد شروع القذّافي فِي مشروع (النَّهر الصِّناعي)، فقال: النَّهر الصِّناعي العَظيمْالله وْعَليمْعَليكَمْ ما يْخَـلّى ملّـيمْ. أضاف الشّاعر السّنوُسي البيجُّو (أبي شهيان) إِلى هذا المطلع بعض الأبيات، ونُشرت القصيدة فِي ديوان: (الشّعر الشّعبي فِي معركة الإنقاذ)، مِن مطبوعات الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا، الصّادر عن (دار الإنقاذ) فِي شهر رجب 1406 هجري الموافق إبريل/ نيسان 1986م.

وَفِي جانب ثاني، كان أحمَد إحواس مغرماً بالتاريخ، ويستمتع كثيراً بقراءة مذكرات الرؤساء القدامى وكبار السّياسيين والجنرالات الّذِين خاضوا فعلاً غمار الحروب. وإِلى جانب ثقافته العربيّة كان متقنًا للغة الإنجليزيّة التي مكنته مِن الاطلاع على الإصدارات العالميّة وثقافات الشعوب المختلفة والتعرف على آدابها وفنونها. كذلك، تعلم اللغة الفرنسيّة وأجادها، وقد تعلمها فِي فترة وجوده فِي الدنمرك ثمّ واصل دراستها فِي معهد متخصص في عدن خلال فترة وجوده هُناك

وَفِي يوم 18 يناير/ كانون الثّاني 1981م، أعلن استقالته مِن منصبه كقائم بأعمال السفارة الِلّيبيّة فِي غويانا، وانضمامه إِلى المُعارضة الِلّيبيّة فِي الخارج، وشارك فيما بعْد فِي تأسيس (الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا) التي أُعلن عَن تأسيسها فِي السابع مِن أكتوبر/ تشرين الأوَّل مِن عام 1981م. وحينما انعقد المجلس الوطنيّ الأوَّل للجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا فِي عام 1982م فِي المملكة المغربية، اُختيرَ الدّكتور محَمّد يُوسف المقريَّف أميناً عاماً للجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبيا، والسّيِّد غيث عبْدالمجيد سيف النَّصر نائباً للأمين العامّ، والسّيِّد أحمَد إبراهيم إحواس مفوضاً عسكرياً، ضمن أثنى عشر (12) عضواً انتخبوا لعضويّة اللجنة التنفيذيّة.

شارك الحاج أحمد إحواس فِي نشاطات وبرامج الجبهة السّياسيّة والإعلاميّة والتنظيميّة، ودعم النشاط الطلاّبي، وشارك فِي ملتقيات القوى الوطنيّة وجهودها السّاعيّة لتوحيد الصف ووضع اتفاق عامّ يكفل التنسيق بين فصائل المُعارضة ويجعل مِن اختلافاتها شيئاً إيجابياً لا سلبياً يُوظفه نظام القذّافي لصالحه. وعُقدت معه عدة مقابلات صحفية أهمها: اللقاء الّذِي عقدته معه مجلّة (المُسلم)، المنشور بتاريخ شوال 1401 هجري الموافق أغسطس/ أب 1981م.. ومقابلته مع جريدة (الشّرق الأوسط) التي نُشرت بعد تأسيس الجبهة وتحدث فيها عَن خطط  الجبهة وبرامجها وارتباطها بالدَّاخل واتصالها بقطاعات المجتمع الِلّيبيّ المختلفة بما فيها الدّائرة الأولى التي تحيط بمعمّر القذّافي.. واللقاء الّذِي عقده معه الأستاذ نبيل مغربي لصالح مجلّة (الوطن العربيّ) الشهيرة، فِي 11 أبريل / نيسان 1984م.

شارك فِي البرامج الإذاعيّة لإذاعة (صوت الشّعب الِلّيبيّ – صوت الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا)، وقدم برنامج مِن إعداده، أسماه (كلمات مباشرة). وكتب لصالح مجلّة (الإنقاذ) التي كانت تصدرها الجبهة مِن مكتبها الإعلامي فِي الولايّات المتَّحدة الأمريكيّة، عدة مقالات أهمها الّذِي تحدث فيه عَن صناعة التاريخ، فقال: “.. هُناك أناس يصنعون التاريخ، وهُناك أناس يكتبون التاريخ، وهُناك أناس يقرأون التاريخ، فكونوا من صانعي التاريخ..“.

قاد الجناح العسكري للجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا، وأسس قوَّات الإنقاذ التي خاضت فِي مايو/ أيّار 1984م معركة ضارية مع مرتزقة القذّافي، وقد استشهد الحاج أحمَد إحواس خلال المصادمات مع عناصر تلك القوى على مشارف مدينة زوارة يوم الأحد الرَّابع مِن شعبان 1404 هجري الموافق 6 مايو/ أيار 1984م وأعلنت إذاعة القذّافي المسموعة والمرئيّة فِي يوم الاثنين ليلاً خبر مقتل أحمَد إحواس ثمّ أظهر التلفزيون صورته مقتولاً والجثة ملقاة على الأرض. اشتبكت مجموعة (بدر) التي أسسها إحواس، فِي يوم الثلاثاء الموافق الثامن مِن مايو/ أيار مع عناصر النَّظام فِي معركة وصفت وقتذاك بأنّها أخطر معركة واجهت نَّظام سبتمبر ومعمّر القذّافي شخصيّاً.

يتبع في الجزء الثاني

_____________

المصدر: تقارير نشرت في ليبيا المستقبل من إعداد الأستاذ شكري السنكي

مقالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *