جبرين حبور

اللاعب الخفي الظاهر يراقب الوضع عن كثب يتلمس نقاط الضعف ويسدد سهامه عليها وكان احد اللاعبين هي الادارة الامريكية .

الشخصية الأولى هو السفير الامريكي ديفيد نيوسوم .. كان له وجود متحرك في ليبيا وربطته علاقات قوية مع كامل الطيف السياسي الليبي .

.. منذ صيف 1965 إلى صيف 1969 ظل من أكثر السفراء الأجانب الذين سمحوا لأنفسهم بالتحرك والاتصال المستمر بأطراف الدولة .

لقد التقى الملك ودارت بينهما نقاشات حول مستقبل البلاد من بعده وما عساه أعد من تدابير لتلافي أي فراغ في البلاد .. وإضافة إلى هذا سمح هذا السفير لنفسه أيضا بالتجول في مناطق البلاد القريبة والبعيدة ليلتقي بالكثير من زعاماتها وأعيانها وكان يطرح سؤالا واحدا مفاده:

ماذا أعددتم لذلك؟.

ما هي الرؤية الجاهزة أو الخطة البديلة في حالة وفاة الملك أو حدوث فعل مضاد؟ ) الكبتي بوابة الوسط

***

( … هذا, وتُفيد رواية شفوية موثّقة أنه بعد أحداث يونيو 1967 الدامية

وبعد أن تقلّد الوزارة المرحوم عبدالقادر البدري؛ قام السفير الأمريكي ديفيد نيوسوم ـ الذي نسج علاقات قوية مع كل من في المشهد من الليبيين ـ بزيارة مفاجئة له في مزرعته بالمليطانيّة في يوم عطلة وبلا موعد، وعرض عليه إمكانية إحداث تغيير في البلاد يتم بموجبه إزاحة الملك المسن، وللبدري أن يرعى هذا التغيير, وباختصار للقصة توجه البدري في صبيحة اليوم التالي إلى الملك .. واطلعه على زيارة نيوسوم وما دار فيها,

وعلّق البدري على محاولة نيوسوم بأن الأمريكان يبحثون عن محمد نجيب ليبي!.”

لم يمنع رفض البدري محاولة الأمريكان من جديد مع خلفه المرحوم عبد الحميد البكوش؛ فوثق تصريح البكوش نفسه بعد خروجه من السجن ولجوئه إلى خارج البلادلمجلتي المجلة السعودية والوسط اللندنية

ربما يُفسّر هذا سبب إقالة الملك للبكوش التي فاجأت الجميع بما فيهم الامريكان.

وقد تفصح الأيام عن أن سكوت الملك على تصرّف البكوش هو ما جعل الأخير يحمل أسمى آيات الاحترام والتقدير للملك حتى توفاه اللهمن صفحة يوسف الحبوش

***

(في الرابع من شهر يوليو 1969 اي قبل أقل من شهرين من وقوع او ” تنفيذ ” الانقلاب كنت بصفتي وكيلًا لوزارة شؤون البترول مدعوا لحضور الحفل الذي أقامه السفير ديفيد نيوسوم بمناسبة عيد الاستقلال الامريكي ضمن كبار المسؤولين الليبيين الآخرين.

فوجئت خلال الاحتفال بالسفير الامريكي ديفيد نيوسوم يتنحي بي جانبا و يوجه إلي هذا السؤال: هل تعتقد أنه يمكن حدوث إنقلاب عسكري في ليبيا.!!؟

كان السؤال غريبا و مفاجئا و لكنني أجبته دون تردد بأن ذلك ليس أمرًا مستبعدا فقط ولكنه مستحيل.!! ولم يعلق السيد السفير بأكثر من ابتسامة صفراء ثم انصرف للحديث مع باقي ضيوفه .

و اعتقد جازما ان السفير الامريكي قد وجه نفس السؤال لأكثر من واحد من ضيوفه من كبار المسؤولين الليبيين في ذلك الوقت ولكنني لا أعلم كيف كانت ردودهم .

و عندما أبلغت ما جرى مع السفير نيوسوم لزميلي وكيل وزارة الخارجية الصديق الاستاذ محسن عمير قال لي باللهجة الليبية : ”هذا يخرف” ومعناها باللغة العربية الفصحى ”إنه يهذي.!”)

ابراهيم محمد الهنقاري .. موقع رأي اليوم .

***

(. . . ” خلال أحد لقاءاته مع الرئيس الامريكي الأسبق ريتشارد نيكسون .. سأله ! لماذا لم تتدخلوا لمنع الانقلاب العسكري في ليبيا !؟

و ان السيد نكسون .. قال له انه كان ينوي ذلك ولكن جهاز المخابرات الامريكية “CIA” هو الذي منعه من ذلك لانه كانت لهم خطة مع القذافي لمدة ثلاثين سنة. )

صفحات مطوية من تاريخ ليبيا السياسي مصطفى بن حليم ،، رأي اليوم

***

ويستطرد الهنقاري .. ( إلغاء حالة الطوارئ قبل يومين من الانقلاب ليس شيئا عابرا بل كان شيئا خطيرا ولم يتم تقديم مبرر أو أي تفسير له حتى الان. !

ومن المؤسف ان السيد المرحوم ونيس القذافي لم يترك لنا مذكراته ولم يبين لنا سبب اصراره الغريب على رفع حالة الطوارئ في تلك الليلة كما روى لي السيد وزير الاعلام و الثقافة الاستاذ احمد الصالحين الهوني رحمه الله

..أبلغني الصديق العزيز الاستاذ عبد الحميد البكوش رحمه الله رئيس الحكومة الليبية ثم سفير ليبيا في فرنسا أنه في شهر يونيو من عام 1969 أي قبل الأنقلاب العسكري بشهرين .

اتصل من باريس بالسيد ونيس القذافي الذي كان وزيرا للخارجية في حكومته وخلفه في رئاسة الحكومة الليبية يسأله عن بعض التقارير التي يتم تداولها عن بعض الاجتماعات المشبوهة لبعض صغار ضباط الجيش وقال له كما روى لي هو شخصيا في بيته في القاهرة خلال لقاءاتنا العديدة في سنوات الهجرة؛

من هو القذافي و جلود و الخويلدي!؟

فطمأنه السيد رئيس الحكومة وطلب منه الا يعير اهتماما كثيرا بذلك وان الجهات المختصة تتابع ما يقوم به صغار الضباط و ان الامر كله تحت السيطرة. ! )

***

أما الشخصية الثانية هو الكولونيل الامريكي دانيل جيمس الذي نقل للمملكة الليبية في أغسطس 1969 كقائد لجناح التدريب المقاتل رقم 7272 في قاعدة ويلس .. قبل الانقلاب بشهر

***

يقول ابراهيم الهنقاري في موقع رأي اليوم: (….. روى لي من أثق فيه نقلا عن العقيد علي عقيل أحد كبار ضباط الشرطة في طرابلس غداة الانقلاب

انه تلقى مكالمة في تلك الساعة المبكرة من صباح اليوم الاول من سبتمبر 1969 من الكولونيل الامريكي قائد قاعدة ويلس الجوية بعد إذاعة بيان الانقلاب قال له خلالها كما تقول الرواية: ( Ali. It is all over ).!!

و معناها ” انتهى كل شيئ يا علي.”!!

وقد يكون معناها أيضا : ” انتهى الدرس يا غبي. “!! )

الهنقاري نفس المرجع

________________

المصدر: صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات