ياسين ابو سيف ياسين

اخترت لكم اربعة من اكبر رجال الادريس وأربعة من اكبر رجال القذافي .. نفوذا ومقدرة وسياسة .

ومعلوم ان رجال العاهلين كثيرون ولكن للدلالة اخترت اربع رؤساء وزارات لكل منهما

اخترتهم دون سواهم على اساس معرفتي الشخصية بكل منهم .

رجال الملك :

  • المرحوم محمود أحمد ضياء الدين المنتصر
  • المرحوم حسين يوسف مازق
  • المرحوم عبدالحميد البكوش
  • المرحوم ونيس القذافي

رجال القذافي :

  • المهندس عبدالمجيد القعود
  • المرحوم بوزيد عمر دوردة
  • المرحوم المهندس عمر مصطفى المنتصر
  • السيد امبارك الشامخ

مع ملاحظة الفارق الكبير بينهم فرجال الملك في اطار تقيدهم باحكام الدستور والقانون في حين ان رجال القذافي يحكمهم فكرة العقيد وهواه وكتابه الاخضر .

أول رجال الملك الذين تشرفت بمعرفتهم السيد المغفور له محمود المنتصر وكان ذلك خلال بعثتي الى لندن في سنة 1956م وكان سفيرا بالمملكة المتحدة كان رجلا ودودا طيبا ما عرف اني ابن الشيخ بوسيف ياسين حتى استقبلني بحفاوة بالغة وامر السكرتير الثاني بالسفارة السيد محسن اعمير بتلبية احتياجاتي فاكدت له اني في بعثة دراسية اتلقى مرتبا كاملا من الدولة وحضرت للسلام فقط .

عين اول رئيس للوزراء بعد الاستقلال مباشرة فكان نعم الرجل الوطني الغيور الذي كانت له مواقف وطنية سابقة ويعتبر من رجال الاستقلال الاوائل تحت قيادة الملك ادريس السنوسي وبعد الاستقلال مباشرة سنة 1951 اوفده الملك لطلب مساعدة مصر في اول ميزانية لها اذ كانت خارجة لتوها من حروب طاحنة وفقر وجهل ومرض وكل ما تطلبه من جارتها الكبرى اموال تغطي المرتبات الحكومية بما يقدر بثلاثة ملايين ونصف المليون من الجنيهات.

فكان رد رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت مصطفى النحاس باشا ان مصر موافقة بشروط ان يكون الصرف عن طريق مستشار مالي تعينه الحكومة المصرية وان تتخلي ليبيا عن اراض لصالح مصر من بينها الجغبوب .. كان رد المنتصر بقبول شرط المستشار المالي.

اما مسالة تعديل الحدود فترجع الى الملك حيث يرى فيها ما يرى .. وكان رأي الملك انه لو اراد بيع الارض لوحد من يعطي سعرا افضل .. ولذلك لجأت حكومة محمود المنتصر الى تاجير القواعد البريطانية والامريكية .

شارك المرحوم محمود المنتصر في تأسيس الدولة الليبية الحديثة بمختلف مراحلها ومعظم تفاصيلها، سواءً قبل الاستقلال أو بعده، ليصبح من أبرز سياسي مشهدها حتى تاريخ وفاته.

فتقلّد العديد من المناصب السيادية في المملكة الليبية المتحدة، بداية بعضوية الجمعية الوطنية، ثم رئاسة أول حكومة مؤقتة قبيل الاستقلال ما بين 29 مارس إلى 24 ديسمبر 1951، وهي التي تسلمت السلطات من الإدارتين الإنجليزية والفرنسية، ثم كلّفه الملك رئيسًا لأول حكومة بعد الاستقلال، ووزيرًا لخارجيتها من 24 ديسمبر 1951 وحتى 18 فبراير 1954، ثمَّ عُيّن سفيرًا لليبيا بلندن من 1954-1957.

وهي الفترة التي قابلته فيها ثم مستشارًا للملك خلال سنة 1957، وفي هذه السنة عُيِّن سفيرًا في إيطاليا، ووزيرًا مفوضًا باليونان ويوغسلافيا إلى سنة 1960، وفي 22 يناير 1964 كلّفه الملك رئيسًا للحكومة مرة ثانية حتى 18 مارس 1965، ثمَّ اختير رئيسا للديوان الملكي لأربع سنوات متتالية 1965-1969.

وقد قال عنه السفير الأمريكي بليبيا هنري فيلارد في معرض مراسلاته للخارجية الأمريكية بأنه أقوى رجل سياسي علي الساحة الليبية..

ومن المآخذ التي اخذت عليه كونه اصدر قراراً بابعاد السيد بشير السعداوي نتيجة لتعرض الوحدة الليبية للخطر والانقسام كما اخذ عليه تاجير القواعد الاجنبية

ففي 22 فبراير 1964 ألقى الرئيس المصري جمال عبد الناصر خطاباً قال فيه أن القواعد [العسكرية الأجنبية] الموجودة في ليبيا هيخطر على الأمة العربية كلها، وأدى هذا الخطاب الذي صاحبه دعاية مصرية مضادة لليبيا في الإذاعات المصرية إلى تأجيج غضب جماهير الشعب الليبي على حكومته، ولكي يهدأ المنتصر من غضب الشعب، كلف وزير خارجيته حسين مازق ببدء مفاوضات الجلاء مع بريطانيا والولايات المتحدة.

لكن الرئيس عبد الناصر قام على نحو مفاجئ (بعد ضغط أمريكي عليه) بتحمّيل الوزير مازق (أثناء حضوره لقمة عربية في القاهرة تلك السنة) رسالة أخوية إلى الملك إدريس أن لا يستعجل في إخراج القوات الأمريكية من ليبيا، مما عنى عملياً إيقاف مفاوضات الجلاء.

وفي أواخر 1969 قبض عليه قادة الانقلاب وأودع السجن دون محاكمة حتى وفاته سنة 1970.م شهيدا داخل اسوار الحصان الاسود .

البقية في حلقة قادمة باذن الله .

_____________

المصدر: صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات