يوسف عبدالهادي الحبوش
هيئة تحرير ليبيا .. طعم عزّام الذي ابتلعه السعداوي
في سنوات المهجر في دمشق وفي سنة 1928 تحديدا تأسست لجنة الجاليات الطرابلسية البرقاوية, والتي تحولت سنة 1935 الى ما عُرِف بـ(جمعية الدفاع الطرابلسي البرقاوي), وكان لرئيسها الشيخ بشير السعداوي خلال تلك السنوات نشاطا إعلاميا معروفًا.
حتى تلك اللحظة كان الشيخ بشير السعداوي ملتزما ببيعته للأمير إدريس السنوسيّ التي وقع عليها في صيف 1922, ووفق ما أورده صديقه ومستشاره محمد فؤاد شكري من وثائق في كتابه الموسوم “ميلاد دولة ليبيا الحديثة وثائق تحريرها واستقلالها” ؛ أن السعداوي كان يراسل السيد ادريس مخاطبًا إياه بـ“حضرة صاحب السمو مولاي الأمير المُعظّم“.
وقد ظهر هذا الولاء واضحًا أيضًا في الموقف الذي اتخذته جمعيته جمعية الدفاع تجاه اجتماع فيكتوريا الإسكندرية الذي دعا إليه الأمير إدريس وانعقد في 20أكتوبر 1939 وانبثقت عنه وثيقة زعماء ومشايخ الجالية الطرابلسية البرقاوية المهاجرين بالديار المصرية, والتي أعلنوا من خلالها ثقتهم في أميرهم وممثلهم محمد ادريس المهدي السنوسي.
ولكن الذي يدعو إلى الاستغراب هو ما حدث بعدها بأشهر قليلة وأقصد موقف السعداوي من النداء الذي وجهه الأمير لجميع المهاجرين في مصر وسوريا وفلسطين وشرق الأردن بخصوص اجتماع اغسطس 1940, إذ صرّح السعداوي –وفق ما جاء على لسان صديقه ومستشاره شكري– بعد عقد الاتفاق الذي لم يحضره السعداوي ولم يُفهم موقفه منه بوضوح,
وبعد انسحاب الحلفاء أمام قوات رومل بأنه (أي السعداوي) صرّح بقبول التعاون لكن شريطة أن يعترف الانجليز باستقلال ليبيا بعد هزيمة قوات المحور.
وهذا نفس ما كان يتحجج به المناوئين الأربعة الآخرين الذين خولوا لأنفسهم التحدث زورًا نيابة عن جمهور الطرابلسيين!, والذين أطلقوا على أنفسهم فيما بعد (اللجنة الطرابلسية).
هذا ولم يُفسّر بعد أيضًا صمت السعداوي طيلة الـ 5 سنوات التالية التي دارت خلالها رحى الحرب والسياسة على تراب بلاده!, والتي كان يقيم خلالها بالحجاز مستشارًا للملك عبد العزيز, أي حتى يناير سنة 1946 حين جاء مع الملك السعودي الى القاهرة واستأذنه للبقاء من أجل الانخراط في ما يدور حول ليبيا –أو وفق ما جاء في مصدر آخر– أن هذا حدث حينما قدم السعداوي مع ولي العهد السعودي إلى مؤتمر الزعماء العرب المنعقد في أنشاص المصرية في مايو من نفس العام,.
في هذه السنة 1946 أيضًا قدم وفد الجبهة الوطنية الطرابلسية المتحدة المتكون من محمود المنتصر والطاهر المريض والذين قدّموا مذكرة الجبهة للأمير وتناولا رد الأخير عليها, وبدأوا بالفعل في التباحث مع أمير البلاد المرتقب حول الترتيبات المشتركة لاجتماع الوفدين في بنغازي بما يضمن وحدة الكلمة واتحاد البلاد, وقد أيّد السعداوي هذا الاتجاه بقوة.
ولكن وللأسف فالكتلة الوطنية الحرة وصاحبها علي الفقيه حسن, يصحبه الحزب الوطني لصاحبه مصطفى ميزران أعلنا فجأة انشقاقهما من الجبهة المتجهة إلى بيعة الأمير وأصدرا بيانا تضمّن هجومًا قاسيًا على “جبهتهم” السابقة وعلى ما يدور في بنغازي في يناير 1947 من مباحثات برقاوية طرابلسيّة.
أضف إلى ذلك الصداع الذي كانت تسببه اللجنة الطرابلسيّة ومنشوراتها وهي تنفخ في أذن الجميع من هناك من القاهرة, كل ذلك تسبب دون شك بذعر الوفد البرقاوي الذي زاد في تمسكه بمطلب الأمارة دون قيد أو شرط.
إلى جانب عزّام الذي كان يُلح على السعداوي للعودة إلى ليبيا؛ كان الانجليز يفعلون أيضًا, وذلك عن طريق “جريتوريكس” ضابط الاتصال بالسفارة البريطانية في القاهرة, ولن يغيب عن الباحث المُطَّلع فهم السبب الذي دعا هؤلاء أيضًا للاقتراح على السعداوي بالعودة إلى البلاد.
وبالفعل عاد الأخير الى ليبيا في فبراير 1948 صحبة أعضاء هيئة التحرير الآتي ذكرها, ورتبت الإدارة العسكرية البريطانية في طرابلس برنامج استقبال حافل دعت إليه حتى الخيّالة من الفرسان الوطنيين والذين أبلغتهم أنها لن تقبل حضورهم بدون جيادهم.
صحيح أن بشير السعداوي اتسم بحكمته حين لم ينساق وراء دعوات ما عُرِف بـ(اللجنة الطرابلسية) المذكورة, والتي كان يحرك خيوطها عبدالرحمن عزّام, ويتولى كِبر نارها “الشيخ الطاهر الزاوي“, والتي نشأت على مباديء أساسها الأول مناوأة الأمير إدريس السنوسي, بل لقد جاهر السعداوي بشجاعة بعدم أهلية أعضائها لتقدير الظروف, وبُعدهم عن الرأي العام في طرابلس والمتعطّش للاستقلال والوحدة, واعتبر الشيخ السعداوي أن أفرادها هم “مجرد أعداء لوحدة ليبيا” (هكذا).
ولكن مالذي حدث بعدها؟!
ها هو السعداوي نفسه يوافق فجأة على ترأس ما عُرف بـ(هيئة تحرير ليبيا) التي نشأت في مارس 1947 بمعزل تام عن البرقاويين, مدعية أنها هيئة ليبية مستقلة عن جميع الأحزاب!, وأنها ما تشكّلت إلا لأجل توحيد الجهود بعد فشل مداولات بنغازي السالفة الذكرة التي انعقدت لتوحيد الصف البرقاوي الطرابلسي, ولتصدر هيئة التحرير هذه بيانها الأول خاليًا من أي إشارة إلى مسألة إمارة السيد إدريس!.
لقد برّر السعداوي الموقف الذي وضع فيه نفسه بأن: “المطلب الأساسي هو الاستقلال والوحدة وبعد أن تنال البلاد استقلالها فكل شيء تهون معالجته وما دام موضوع الإمارة أصبح عقبة في تحقيق التوافق فلا مانع من تأجيل البت فيه حتى يتم الاستقلال“, وهو قول غريب حقًا!
فالسعداوي يدرك تمامًا أن إمارة ادريس السنوسي أمر أقرّه الطرابلسيون منذ 1922 في بيعة حملها إلى الأمير السعداوي نفسه, وقبولها الآن صار شرط البرقاويين الأول وفي كل مناسبة, فهم يعتبرون أن الامارة السنوسيّة هي الركن الضامن لتماسكهم وعدم انفراط عقدهم, وأن مآلهم بدونها لن يكون أحسن مآلا من الفرقة التي وقع فيها إخوانهم الطرابلسيين.
لقد كان موقف الهيئة المذكورة وموقف رئيسها السعداوي أمام لجنة التحقيق الرباعية الدولية صادمًا للبرقاويين, الأمر الذي دفع المؤتمر الوطني البرقاوي أن يبرق إلى السعداوي يذكره بوعوده التي قطعها ويحذره سوء المغبّة اذا سار في مسلك التجاهل لموضوع الإمارة فهو طعن في وحدة البلاد وبلبلة للخواطر.
لقد انهالت البرقيات على الحكومة المصرية والجامعة العربية من شباب برقة وزعمائها بإدانة عزّام واعتباره المسؤول الأول عن تجزئة القطر الليبي, كما أرسل 7 من كبار رجال برقة وهم: عبدالحميد العبار, وعمر شنيب, وعلي اجعودة, ويوسف لنقي, وناصر الكزة, ومحمد ابراهيم امنينة, وحسين باشا بسيكري, أرسلوا إلى الملك فاروق والجامعة العربية والصحف المصرية بيانا يستنكرون فيه صراحةً “موقف السعداوي ورفقاه الذين مزّقوا شمل الوحدة الليبيّة ونالوا سخط البرقاويين عامة, بتجاهلهم للإمارة واعترافهم للايطاليين بأنهم شركاء في البلاد وحثهم (أي للايطاليين) على المشاركة في تقرير مصير ليبيا الدامية رغم أن المؤتمر الوطني البرقاوي قد قرّر في 9 فبراير 1948 وحدة البلاد كاملة والاستقلال التام وعدم الوصاية الاجنبيّة وامارة السيد ادريس السنوسي“.
ويضيف هؤلاء: “أن الشعب البرقاوي وحده الذي ضحّى بالأرواح والاموال والاملاك كما هو ثابت عند العام والخاص لا يعترف بالسعداوي ورفقاه كهيئة تحرير ليبيا اذ لا يوجد في هذه الهيئة المزعومة فردًا واحدًا يمثل برقة لذلك يُستنكر ويُحتج على أعمال هؤلاء النفر الذين لم يشتركوا في الحرب الحاضرة لا بالقول لا بالفعل والذين كانوا على الحياد حتى يتبيّن الغالب من المغلوب. ويُلقى مسؤولية تجزئة البلاد وتمكين الايطاليين في طرابلس والاستعمار الأجنبي فيها على عاتقهم وتتمسك برقة باستقلالها وامارة أميرها“. (هكذا).
لقد وضع هذا الأمر السعداوي في موقف لا يُحسد عليه, مما جعله يقسم بأغلظ الايمان في لقاءاته الخاصة التالية بأنه لم يَحد عن موقفه بأن مسألة امارة ادريس مبدأ لم يتخل عنه, ولكن الجميع كان يعرف أنه تجاهل هذا الأمر في كل خطواته التي مشاها منذ دخوله للبلاد, مثلما تجاهله أيضًا في كل خطبه الحماسيّة الملتهبة التي ألقاها في أرجاء الإقليم الطرابلسي, بل ونقلا عن سكرتيره زارم أن السعداوي صرّح لممثل الجالية الايطاليّة الذي لامه على مؤازرته لإمارة إدريس بأنه سار في ذلك بحكم المصلحة.
ويبدو أن ما حدث وضع الحكومة المصرية أيضًا في حرج, وهو ما يفسر دفع رئيس الحكومة المصرية “النقراشي باشا” وبدون مواربة للهيئات السياسيّة الطرابلسيّة الستة إلى تجديد الولاء للأمير ادريس السنوسي, فأصدرت بدورها في 8 أغسطس 1948 وثيقة إقرار بالإمارة وقعها كل من:
احمد عون سوف ممثلا للجبهة الوطنية المتحدة,
ومصطفى ميزران عن الحزب الوطني,
وبشير السعداوي عن هيئة تحرير ليبيا,
وعلي رجب عن حزب الاتحاد المصري الطرابلسي,
وصادق بن زرّاع عن حزب الاحرار,
أما توقيع الفقيه حسن عن الكتلة الوطنية الحرة على هذه الوثيقة هو ما يؤكد الارتباك التي وقع فيه الجميع, وأن هذا الأمر تم بالفعل بضغط مباشر من رئيس الحكومة المصرية, اذ أن “الفقيه حسن ذو الطبع الحاد” كان من الرافضين “قبلها وبعدها” لمسالة تزعم ادريس السنوسي للبلاد, وسينفض يده قبل أن يجف حبر هذه الورقة التي دمغها هو أيضًا بتوقيعه وختمه.
وما يؤكد ذلك أيضًا هو رسالة السعداوي التي ارسلها في 17 أغسطس الى النقراشي يبلغه بأنهم وقعوا وثيقة إقرار الامارة حسب توجيهات سيادته!! (أي سيادة النقراشي) ويطلب منه السعداوي التوجيهات التالية!
واضح أن الأمير ادريس اختار عباراته بكل دقة حين رد بالشكر على السعداوي بمناسبة وثيقة إقرار الامارة السالفة, جاء ذلك في رسالة أرسلها إليه عن طريق الحكومة المصرية!, وأضاف الأمير: أن هذه الامارة لن تتم إلا بعد الاستقلال, إذا لا يمكن أن يُعَيَّن ملك قبل وجود مملكة, وأن مقترحه (أي مقترح السعداوي) بإرسال وفد الى باريس هو ممكن بشرط أن يتم ضمان وقوف ذلك الوفد مسبقًا أمام هيئة الأمم قبل سفره من هنا.
وبعد ان أحال الأمير ادريس وثيقة البيعة هذه الى الهيئة السياسية الوحيدة في برقة والممثلة لكل سكّانها؛ وأقصد المؤتمر الوطني البرقاوي الذي كان قد وحّد رأيه أمام اللجنة الدولية, وتمت تلاوة نصها في جلسة 16 سبتمبر وفق ما جاء في مضابط جلسات المؤتمر.
وبعد أن نوقشت باستفاضة, صرّح المؤتمر يوم 30 سبتمبر في بيان مفصل أرسلت منه نسخة الى الحكومة المصرية بأن المؤتمر يرحّب بهذه البيعة, ولكنه يراها في نفس الوقت متأخرة عن أوانها, وأنه قد أصبح تقرير المصير على الأبواب, وأنه (أي المؤتمر) يرى أن السبيل الوحيد الذي يمكن سلوكه هو أن يعمل كل من القطرين على استقلاله وعلى مؤازرة القطر الشقيق الاخر للحصول على استقلاله ثم يأتي تحقيق الوحدة.
ولكن الأمير لم يقطع الأمل إذ قال في كلمته مخاطبا المؤتمر وفي نفس اليوم: “… واما ما ذكرتموه بقراركم عن تأخير تقديمها أمام اللجنة الرباعيّة في وقته, فأرى أن هذا لا يمنع من الوصول إلى هذا الغرض بعد نيل الاستقلال ..”
لقد كتب القنصل المصري “احمد بهجت” الى حكومته موضحا “ان موقف هيئة التحرير جرّأ الايطاليين على المطالبة بالعودة الى طرابلس, وأضاف في تقريره بأن الطرابلسيين وجدوا ضالتهم في شخص المفتي الشيخ أبو الاسعاد العالم, والذي اشتهر بصدق وطنيته وبُعده عن الشبهات, والذي يزداد أنصاره يومًا بعد يوم, حتى ليُمكننا القول أن الأغلبية الساحقة في طرابلس من بدو وحضر أصبحت تدين له بالولاء, وأن البرقاويين مرتاحين لوجوده على رأس الحركة الوطنية الجديدة لاعتقادهم أنه يعمل بوحي المصلحة العليا ولا يتأثر بمؤثرات خارجية, وهم يطالبون أن يتبرأ الطرابلسيون من هيئة تحرير ليبيا التي ينسبون إليها ما أصاب البلاد من انقسام …”.
بالفعل لم يجانب رأي القنصل المصري في الشيخ أبو الاسعاد الصواب, وسيكون المفتي خلال الأشهر العصيبة القادمة هو رمّانة الميزان بين الطرابلسيين, كما سيكون صاحب الفضل في تعزيز موقف السعداوي بين رجال مؤتمره الوطني, وهو الذي سينأى أيضًا بالسفينة الطرابلسيّة عن السير في مسلك لا يُحمد عقباه. كما سيأتي.
وفي ردهات هيئة الأمم بليك سيكسس, وقبيل صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باستقلال ليبيا, وتحديدا في الأسبوع الأول من نوفمبر 1949, وفي جلسة حوارية للوفد البرقاوي مع مندوبي الوفود العربية وممثل الباكستان واجه الوفد البرقاوي المتكون من (شنيب والقلال وشقلوف) ؛واجهوا السعداوي مدينين تصرفات عزّام وما قام به من الأعمال المضرة بقضية الوطن, فأكّد السعداوي صواب ما قالوه.
وأضاف أنه اضطر لمسايرة حزب الاستقلال الطرابلسي الذي هو صنيعة الايطاليين مثلما ساير عزّام, وأنه (أي السعداوي) المسؤول أمام الموجودين في الجلسة بأن ينبذ هذا الحزب (أي الاستقلال) وأن يسير على خُطى الوفد البرقاوي لأنه أصدق الجميع لمصلحة بلاده ولسمو الأمير الذي ليس في ليبيا جمعاء من تسوّل له نفسه أن يتقدّم عليه ولا يصح أي استقلال أو وحدة بدونه .. (هكذا).
إذًا فقد عاد السعداوي إلى رشده وإلى ما هو مؤمل منه, وعمل بعدها عن طريق نشاط مؤتمره الوطني على التزام خطه المعتدل السابق والسعي لتحقيق قرار الأمم المتحدة المشروط بالاستقلال.
وعقد السعداوي بعد عودته من الأمم المتحدة وتحديدا في مارس 1950 تجمعا للمؤتمر بتاجوراء ندد فيه بوضوح بعبد الرحمن عزام مطالبًا الدول العربية بإبعاده (أي عزام) عن القضية الليبية, وأعلن يومها حل هيئة التحرير الليبية التي كان يرأسها.
هذا الأمر لم يعجب عزّام وجماعته من الطرابلسيين؛ فأصدر من تبقى من الهيئة المنحلّة وتحت تأثير عزام بيانا في شكل كتيّب من 9 صفحات بعنوان : (مذكرة عن أسباب الخلاف بين هيئة تحرير ليبيا والسيّد بشير السعداوي).
وهو كُتيّب واضح من سياقه أنه صيغ بطريقة بيانات الطاهر الزاوي, وقد انتقم فيه عزام من صديقه السابق متهمًا إياه على لسان الهيئة بأنه أستغل هذه الهيئة استغلالًا شخصيًا وانحرف بها عن مبادئها القويمة وأنه سخرها لخدمة الانجليز وأنه هو من أدخل الشك في نفوس البرقاويين بتأييده للإمارة تارة ونفض يده منها والعمل ضدها تارة أخرى!
هذا ولم يتورع من اتفقوا على كتابة هذا البيان عن اتهام الشيخ السعداوي صراحة باختلاس المبالغ المصروفة له من الجامعة العربية والحكومة المصريّة دعمًا لهذه الهيئة.
…
يتبع
_____________
المصدر: صفحة علاء فارس على الفيسبوك