من السلاح والمواجهة .. الى سلاح الكلمة والاشتباك
من العمل المسلح … الي الاشتباك بالكلمة
عاشور الشامس
كُـتَّاب تأثـرت بهـم
ومن اوائل الكتاب والمفكرين الذين عمقوا فينا هذا المفهوم بكتباتهم النافذة واساليبهم الجذابة التي تأثرنا بها ونحن صغار، وكنا نتلقاها ونتناقلها ونناقشها بشغف ـ وتعصب احيانا ـ الاستاذ سيد قطب والعلامة الهندي ابو الحسن الندوي ومحمد قطب والشيخ محمد الغزالي والسيد سابق وغيرهم من كتاب الاخوان.
وكانت لرسائل حسن البنا دورا تربويا في حياتي الاولى بدون شك. كما كان اساتذتي الفاضل محمد حجازي العنقودي (رحمه الله وأحسن اليه) ـ وكان واسع الاطلاع وصاحب مكتبة متنوعة ضخمة ـ يوجهني الى قراءات خارج اطار كتاب “الاخوان المسلمون” وفكرهم من أمثال طه حسين وأحمد أمين وخالد محمد خالد، والى القراءة في بعض امهات الكتب كالسيرة لابن اسحاق وتفسير ابن كثير واحياء علوم الدين للإمام الغزالي.
ومن أفضال هذا الرجل الخلوق الودود ذو الروح المرحة والثقافة العالية عليّ أنه علمني قراءة القرآن وحببه اليّ حتى اصبح أقرب ما يكون الى قلبي، وربطني به حتى كان له أكبر الأثر في نفسي. وهكذا اصبح القرآن أنيسا حبيبا لا يفارقني، ومرجعا في كل شأن من شؤون حياتي الى اللحضة هذه.
وكان سيد قطب هو أكثر من قرأت له وتأثرت به. وكنت اقرأ الكتاب مرتين وثلاث. كتب مثل “خصائص التصور الاسلامي ومقوماته” و “التصوير الفني في القرآن” و “مشاهد القيامة في القرآن” و “المستبقل لهذا الدين” و “السلام العالمي والاسلام“، وتفسيره الرائع للقرآن الكريم “في ظلال القرآن” (التي لم يدر بخلدي آنذاك أنني سأقوم بترجمته الى الانجليزية فيما بعد).
وفي 1964 ظهر له كتابه الشهير الذي احدث دويا ضخما هز الساحة الفكرية والسياسية في ذلك الوقت وهو كتب “معالم في الطريق“. ذلك الكتاب ادي الى العودة به الى السجن واعدامه عام 1966. وكان لأخيه الاستاذ محمد قطب كتبا كنا نتلقفها بنهم منها: “قبسات من الرسول” و “جاهلية القرن العشرين” و “الفن الاسلامي” وغيرها.
لقد كانت هذه الكتب ـ وغيرها من كتب الاسلاميين ـ بأسلوبها العصري الشيق ومواضيعها المواكبة لأحداث الساعة تخلب عقولنا وتأخد بألبابنا. وكنا في الوقت ذاته نتابع كل اخبار سيد قطب وغيره من الأخوان المسلمين وتطوارت قضيتهم مع النظام المصري وجمال عبدالناصر، وكنا كثيرا ما نضرب به المثل للإنسان المسلم الذي وقف أمام “الطاغوت” والرجل الذي قال كلمة الحق عند سلطان جائر.
وكان من زملائنا في الثانوية من اتجه اتجاهات قومية واشراكية وماركسية واتجاهات كانت تبدو لنا غريبة مثل الوجودية!! وكنا نناقش هؤلاء في جلسات مطولة تمتد الى ساعات الليل المتأخرة في المقاهي أو في البيوت.. وتطول المناقشات وتعلو الاصوات وينتهي اللقاء باصرار كل ذي رأي على رأيه ونفترق دون الوصول ـ غالبا ـ الي نتائج حاسمة. وفي المرة القادمة يتكرر نفس المشهد.. وهكذا.
* * * *
كانت تلك بدايات الشعور بالتميز الاسلامي. والافتخار بالانتماء للأسلام. ونهم للقراءة واقبال على الكتب والمقالات الاسلامية في الصحف والمجلات. وفي الستينيات شهدت ليبيا حركة ثقافية غنية تأثرا بباقي الدول العربية وخاصة مصر ولبنان وسوريا.
كان هناك وعي سياسي ووعي ثقافي في أن واحد. وكنا ضد الاستعمار بكل انواعه سواء الذي رأيناه في العدوان الثلاثي على مصر أو في حرب الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. كنا ضد الانقلابات العسكرية والانظمة البوليسية والشمولية التي ظهرت في الوطن العربي وتكررت وجاءت بحكومات في العراق وسوريا ومصر، واليمن كذلك. كما كنا ضد الاشتراكية والشيوعية لأسباب اكثر من سياسية.
لم يكن يساورنا شك في أن الاسلام هو طريقنا. فقد تعودنا التردد على المساجد للصلاة وعلى قراءة القرآن وعلى قراءة الكتب الاسلامية التي كانت متوفرة في المكتبات الليبية آنذاك. كان الشعور بالاسلام قويا وحيا حيث كان “الاخوان المسلمون” يخوضون صراعا مريرا مع حكومة جمال عبدالناصر في مصر. وكنا نقرأ ونسمع أن عددا منهم قد علق على المشانق وأن اعدادا كبيرة منهم تقبع في السجون حيث تلقى أشد انواع العنت والتعذب.
كنا نقرأ في كتب سيد قطب واخيه محمد قطب وغيرها من الكتب الاسلاميين عن اسلام العدالة الاجتماعية.. والاسلام العالمي.. والاسلام الشامل. وكنا نقرأ في تلك السن المبكرة عن الدولة الاسلامية والمجتمع الاسلامي وان الاسلام هو الحل لكل مشاكل الانسان المعاصر وعن تصور الاسلام للانسان والكون والحياة.. ذلك التصور المتكامل الذي لا حاجة لتصور سواه وانما الحاجة فقط الى فهمه والغوص في تفسيراته.
وكانت كتابات سيد قطب ومحمد قطب تتوسع وتغوص في افكار أساسية كنظرية التطور والارتقاء (دارون) ونظرية التفسير الاقتصادي للتاريخ والدين أفيون الشعوب (ماركس وانجلز) ونظرية التحليل النفسي (فرويد) وكنا نقرأ كل ذلك ونناقشه ونفخر بالقدرة على استيعابه وتفنيده والرد عليه.
* * * *
ماذا يعني ارتباطي بـ “الاخوان السلمون“
جاء ارتباطي بمنهج وتنظيم “الاخوان المسلمون” كأمر عفوي بحكم صلتي منذ فترة مبكرة بشخصيات اسلامية وانخراطي في الاتجاه الاسلامي. وقد كان صدى لحس فطري نحو التدين، وملكة التمييز بين الخير والشر التي رسخت فينا مذ كنا اطفالا.
فقد اصبحت طوال حياتي التي وعيت فيها في ليبيا ـ وخاصة في الفترة ما بين 1962 و 1965 ـ أومن بأن الاسلام ليس مجرد دين للتعبد وفعل الخير وحسب، بل هو منهج متكامل للتفكير والعمل والفصل في مخلتف مجالات الحياة.
فكل شيء يعرض على الاسلام، وكل شؤون الحياة تتشكل وتؤسس على الاسلام… السياسية والاقتصادية والشؤون الاجتماعية والشخصية وكل ما يتعلق بحياة الانسان في هذا العالم يجب أن ينظر اليه من خلال المنظار الاسلامي وينبغي أن يقاس بالموازين الاسلامية. فالاسلام قادر على تنظيم الحياة الانسانية بكل جوانبها، وفيه الحلول لجميع قضايا الانسان في كل زمان ومكان.
والجماعة الوحيدة التي كانت تعرض هذا الفكر، ويناقشه ويدافع عنه كتابها ومفكروها هي حركة “الاخوان المسلمون“. ولذا فقد كان من الطبيعي أن نتجاوب معه وأن يروق لنا ويستثيرنا الى مزيد من البحث والدراسة.
فكانت صلتي بالمساجد وحلقات الذكر لا تقل اهمية عن مساهماتي في حلقات النقاش التي تتناول الاوضاع الفكرية والسياسية والاجتماعية المختلفة، والتي كنا ننضم اليها كلما سنحت الفرصة.
وقد كان الاستاذة الذين يرعوننا ويوجهوننا ـ ممن نسميهم “اخوان مسلمين” أو من المتأثرين بخط الاخوان وغيرهم ـ يغذوننا بأفكار الاخوان ـ أو بأفكار هي أقرب ما تكون لأفكارهم ـ ويحكون لنا من مآثرهم وأحداثهم ومواقفهم في مواجة الحكام في مصر وسوريا والعراق آنذاك، وهي البلاد التي ابتليت بحمي الانقلابات العسكرية في الخمسينات والستينات.
وكنا نتأثر بذلك ونحفل به ويدعونا الى مزيد من القراءات والبحث عن ما كتبوه وما قالوه مما كان سببا في الانتهاء بهم الى أحبال المشانق أو غياهب السجون، وجعلهم يواجهون ما لقوه من تعذيب وعنت وحرمان لمجرد قولة الحق.
ولكن طوال هذه الفترة لم يحدثني أحد عن الانضمام لتنظيم ولم يطلب مني دفع اشتراكات ولم يطلب مني اعطاء تعهد أو بيعة لأحد أو آداء قسم يؤدي الى أن أصبح عضوا في أي تنظيم بما في ذلك تنظيم يسمى “الاخوان المسلمون“. كما أن احدا لم يعرفني بهيكل تنظيمي يرأسه “فلان” أو بمن هم اعضاؤه وما هي مسؤوليات كل عضو، وما هي النظم واللوائح التي يقوم عليها هذا التنظيم.
ورغم ذلك كنت أحس أنني انتمي الى جماعة ما ـ نعم هي جماعة الاخوان المسلمون ـ انتماء خاصا وان صلة مميزة تربطني بهم. وأقولها الآن ـ وبعد هذه العقود الطويلة ـ أن هذا الاحساس لايزال يسكنني ولا أزال احمله تجاه العديد ممن عرفت في تلك السنوات، وكأنه وليد اللحظة.
وعندما قدمت الى بريطانيا للدراسة سنة 1965 ـ وقد تجاوزت الثامنة عشرة ـ اندمجت ولمّا يمضي على وصولي فيها شهران اثنان، الى العمل الاسلامي الطلابي الذي كان يمثل أكبر مجال للعمل الاسلامي في بريطانيا.
وتلقفني هنا شباب “الاخوان” ممن سبقوني اليها، كان في مقدمتهم الشاب الليبي العصامي محمد يوسف المقريف، الذي صار له فيما بعد شأن كبير في السياسة الليبية، والتحق بنا بعد ذلك بقليل عمرو النامي ومحمد مصطفى رمضان. وكان بين أولئك عدد كبير من مصرين وسودانيين وعراقيين وسوريين وسعوديين وغيرهم.
وعندما قدمت الى لندن كنت احمل رسالة تعريف بي خاصة من الشيخ فتح الله احواس ـ اشهر “اخوان” ليبيا ـ لمحمد المقريف. وأذكر انني سلمتها له فقرأها وبمجرد الانتهاء من قراءتها طواها وقال لي: “برسالة أو من غير رسالة، لقد وصلت بيتك.. وشكرا للأخ “فاتح” ولا حاجة بنا الى رسالة الآن واهلا وسهلا بك“.
وقد كان لتلك الكلمات اطيب الأثر في نفسي اذ شعرت أنني بين اخواني وأفراد عائلتي. فقد استقبلني كأحد اخوته وعشت معه حتي غادرها عام 1971 وكأنني أحد أفراد اسرته الطيبة.
ومن اجمل واغني الفترات الي عشتها في بريطانيا تلك التي قضيتها في صحبة الشخصية الليبية الودودة والعقلية الفذة عمرو النامي ما بين سنوات 1967 و1971 ابتداء في لندن ثم في كيمرديج حيث كانت يحضر للدكتوراه.
وقد كان يجمع بيننا اننا “اولاد جبل” أي أبناء الجبل ـ جبل نفوسة أو الجبل الغربي ـ ووعورته وقسوته. واكتشفنا أن لنا فيه ذكريات وأسمارا وأحاديث وتجارب متشابهة كنا نتبادلها ونقضي الساعات في مشاطرتها في غربة كانت تضفي عليها لقاءتنا جوا خاصا.
وقد سجن عمرو في ابريل 1973 في ما أطلق عليه القذافي “الثورة الثقافية” مع مجموعة “الأخوان” ومنهم محمود الناكوع وفتح الله احواس وعشرات آخرون.
وأجري معهم تحقيق مفصل عن نوعية النظام الذي كانوا ينخرطون فيه، فاتضح أن المعلومات كلها كانت مبنية على تقارير أمنية قديمة منذ العهد الملكي (اي قبل عام 1969)، وان تلك كانت محاولة وئدت في بدياتها، وانه لم يقم بعد ذلك للأخوان أي تنظيم. واطلق سراح المجموعة في ديسمبر 1974 وقفل هذا الملف بالكامل.
…
يتبع
_____________
https://v-clean.ru/
Для пациентов с тяжелой формой интоксикации или сопутствующими заболеваниями мы предлагаем капельницу от запоя в стационаре. Стоимость лечения в стационаре начинается от 35 000 рублей и может увеличиваться в зависимости от сложности случая и объёма предоставляемых медицинских услуг. В условиях стационара пациент получает полный спектр медицинских услуг, включая детальные диагностические исследования (анализы крови и мочи, ЭКГ, ультразвуковое исследование органов), капельное введение необходимых растворов и медикаментов, а также круглосуточное наблюдение врачей. Такой подход минимизирует риски осложнений и обеспечивает более быстрое и стабильное восстановление.
Получить дополнительную информацию – [url=https://kapelnica-ot-zapoya-voronezh.ru/kapelnica-ot-zapoya-na-domu-v-voronezhe/]kapelnica ot zapoya na domu nedorogo voronezh[/url]
обучение покеру с нуля бесплатно
обучение игры в покер бесплатно
sv school poker
ural poker school
Запой нарушает нормальную жизнедеятельность и вызывает тяжелые физические и психические расстройства. Профессиональный подход и комплексное лечение в условиях стационара позволяют контролировать состояние пациента, оказывать постоянную поддержку и предотвращать осложнения. Клиника предоставляет стационарное лечение с высоким уровнем анонимности, что важно для многих пациентов.
Детальнее – [url=https://vyvod-iz-zapoya-14.ru/vivod-iz-zapoya-na-domu-v-sankt-peterburge/]наркология вывод из запоя на дому [/url]