قامت كتيبة الفضيل بو عمر المرابطة في بنغازي بقمع التظاهرات واقترفت مجزرة في بنغازي، الأمر فجر الأوضاع في بنغازي ودفع بالمواطنين الليبين إلى مهاجمة كتيبة الفضيل بو عمر وفلول المرتزقة كما حدثت اشتباكات بين الثوار وكتيبة حسين الجويفي وفي مطار الأبرق في البيضاء.

وإثر استفحال الوضع قام المهدي زيو بتفجير سيارته في مقر الكتيبة وقضى بذلك على حامية القذافي في المدينة وغنم المدنيون في بنغازي الأسلحة التي وجدوها في مقر الكتيبة. وبعد تحرير البيضاء ودرنة والزنتان توالى تحرر المدن الليبية من قبضة القذافي فتحررت طبرق وبنغازي وأجدابيا ومصراتة والزاوية وزوارة وغيرها حتى بات الشرق في ليبيا بكامله في غضون أيام قلائل خارج سيطرة القذافي.

وفي خضم زحف الثوار نحو الغرب الليبي اصطدموا مع طلائع كتيبة خميس المتمركزة في البريقة وبعد قتال استمر يوما استطاعوا أن يجلوهم من المدينة نحو رأس لانوف ثم إلى بن جواد. قبل أن ينقلب الوضع وضعفت هيمنة الثوار على المدن المحررة تحت وطء قصف جوي وصاروخي عنيف من قبل قوات القذافي التي اتبعت نهج الأرض المحروقة ، ما أفقد الثوار زخمهم كما أفقدهم عديد المدن التي استولوا عليها حتى باتت قوات القذافي قاب قوسين أدنى من اجتياح بنغازي، بيد أن تحركا فرنسيا خاطفا نجح في استصدار القرار 1973 من مجلس الأمن الذي يحظر الطيران فوق ليبيا ويسمح باستعمال سائر التدابير اللازمة لحماية المدنيين الليبين من نيران القذافي. ونجحت الضربة الجوية الفرنسية الأولى في تدمير الأرتال العسكرية التي قصدت مهاجمة بنغازي.

***

معركة البريقة الأولى

النفط هو المصدر الرئيس للدخل في ليبيا، ومدينة البريقة تضم كبرى مجمعات النفط في ليبيا وبها خليط من السكان والعمال. لذا فهي تُعد مرسى أكثر من كونها حاضرة مدنية. كما أنها كانت قبيل المعركة خط التماس بين الثوار الليبين وكتائب القذافي لإنها أولى المدن التي تواجه القادم من الغرب صوب الشرق. فأمست البريقة قبلة لطرفي النزاع وبات الاستيلاء عليها نصرا استراتيجا ومطلبا لكلا الجانبين.

معركة البريقة وقعت أحداثها إبان الثورة الليبية بين كتائب القذافي والثوار الليبين في مدينة البريقة وضواحيها. حثت المعركة نتيجة زحف الثوار من البيضاء وبنغازي ودرنة وطبرق صوب سرت التي يقصدون السيطرة عليها لبلوغ غايتهم الأخيرة وهي العاصمة طرابلس المعقل الحصين للقذافي وزمرته.

قامت مقاتلات القذافي بقصف المدينة ودخلتها صبيحة يوم الإربعا 2 مارس 2011 لكن قوة من الثوار قدرت بالآلاف قدمت من أجدابيا مسنودة بوحدات صاعقة موالية لهم اشتبكت مع كتائب القذافي في معارك كر وفر حتى تمكنت من استعادة البريقة بحلول الظهيرة. لكن تركت بعض جيوب المقاومة قرب الجامعة وعن مدخل شركة سرت النفطية. وبعد اتمام الانسحاب من البريقة، تمركزت كتائب القذافي في راس لانوف حيث أمرحت فيها.

ومع صبيحة يوم الخميس استأنفت قوات القذافي القصف الجوي على البريقة استهدفت الميناء والمنطقة الصناعية بيد أنها عجزت عن دخولها وتحدث الثوار عن أسر 100 شخص من مقاتلي القذافيوفي يوم الجمعة كررت مقاتلات القذافي قصفها على البريقة وترددت أنباء لم يتسن تأكيدها عن إنزال لكتائب القذافي عند حقول النفط جنوب البريقة.

معركة راس لانوف

تراجعت كتائب القذافي كليا إلى راس لانوف لاعادة تنظيمها وبعد معركة رأس لانوف تراجعوا نحو بن جواد ثم تراجعوا بعد بن جواد التي دخلها لثوار يوم السبت 5 مارس 2011 ثم انسحبوا منها ليلا طواعية لتدخلها قوات القذافي وتتوارى في البيوت، ومع تقدم الثوار صبيحة يوم الأحد نحو بن جواد كانت كتائب القذافي قد حاكت لهم كمينا محكما سقط على إثره عدد من الثوار وأوقف تقدمهم صوب سرت بل ومهد الطريق نحو الهجوم المضاد على معاقل الثوار.

إثر بدء الهجوم المضاد من قبل كتائب القذافي تسارعت الأحداث تسارعا مضطردا حيث توالى سقوط معاقل الثوار بدءا من راس لانوف فالبريقة فأجدابيا حتى وصلت إلى مشارف عاصمة الثوار بنغازي، ما دفع بالدبلوماسية الفرنسية (التي اعترفت بشرعية الثوار) وعلى رأسها وزير الخارجية آلان جوبيه إلى تسريع جهودها واستصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي قلب الطاولة رأسا على عقب مع بدء الضربات الجوية على كتائب القذافي.

معركة البريقة الثانية

في 2 مارس عام 2011، قامت قوات الثوار  بالرد على محاولة قوات القذافي للاستيلاء على المدينة، قبل أكثر من 10 أيام، من معركة البريقة الأولى. تقدمت قوات الثور على طول الطريق الساحلي الليبي، واستولت على مدينتي راس لانوف وبن جواد. ومع ذلك، بعد معركة بن جواد الأولى ومعركة راس لانوف الأولى، استعادت قوات القذافي كل الأراضي المفقودة وهددت مرة أخرى البريقة بحلول منتصف مارس.

في 13 مارس، نجحت قوات النظام التي تتقدم من راس لانوف، في استعادة السيطرة على مدينة البريقة، على الرغم من أن التقارير الليلية أشارت إلى أن القتال ما زال مستمراً وأن المتمردين ربما ما زالوا يسيطرون على أجزاء من المدينةوبحسب ما ورد عاد المتمردون إلى البلدة وتبع ذلك قتال عنيف مما أدى إلى تراجع القوات الحكومية إلى مطار بريغاومع ذلك، وبعد ساعة واحدة فقط، قيل إن القوات الموالية قد أرجعت قوات المتمردين من البلدة إلى أجي أوجيلا، على بعد 20 كيلومتراً من شرقي البريقة.

بحلول صباح يوم 14 مارس، كانت قوات المتمردين تحتجز المنطقة السكنية وكانت القوات الموالية تحتجز المنشآت النفطية.

في 15 مارس، تخلت قوات المتمردين عن البريقة وكانت في تراجع تام نحو أجدابيا. تعرضت أجدابيا نفسها لهجوم بري بعد ساعات قليلة من بدء معركة أجدابيا الأولى.

في 26 مارس، بعد أن خسرت قوات القذافي مدينة أجدابيا وتراجعوا أكثر إلى الساحل، استعادت قوات الثوار البريقةبعد بضعة أيام، عادت القوات الموالية مرة أخرى، واستعادت السيطرة على المدينة بعد معركة طويلة مع قوات المتمردين.

________________

مقالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *