فتحي الفاضلي

بالرغم من ان الاعلان عن الحركة جاء مع نهاية عام 1980م، الا ان مؤسسي ومنتسبي الحركة، كانوا يمارسون نشاطاتهم السياسية والاعلامية في الخارج منذ اواخر السبعينيات. بل قد يعود نشاط بعض قيادات واعوان ومؤسسي الحركة داخل ليبيا، الى اوائل الخمسينيات، لكن الحركة، اختارت ان تعلن عن نفسها عام1980م، تفاعلاً مع الحملة الدموية التي تعرض لها البعثيون في ليبيا، والتي كان من ضحاياها الرئيسيين الاستاذ “عامر الدغيس” (فبراير1980م)، والاستاذ “محمود بانون” (مارس 1980م)، والمحامي “محمد حمي” (ابريل 1980م)، والاستاذ “حسين احمد الصغير” (مارس 1980م).

وهذه نماذج من شهداء الحركة الوطنية

الاستاذ عامر الدغيس

ولد الاستاذ عامر الدغيس بمدينة طرابلس عام 1933م. وهو من مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي في ليبيا، وقد انتخب عدة مرات، اميناً عاماً للحزب. واصل دراسته العليا بجامعة القاهرة. وتحصل على ليسانس القانون عام 1959م. القي القبض عليه في عام 1961م اثناء الحملة التي شنها العهد الملكي ضد حزب البعث في ليبيا، والتي تم القبض فيها على 158عضواً من اعضاء الحزب اتهموا بمحاولة قلب نظام الحكم الملكي. شارك عام 1964م في اصدار صحيفة “الايام”، وشارك في احداث 1967م. وفي 4 سبتمبر 1969م استدعاه النظام، وطلب منه التعاون معه في حكم البلاد فرفض ذلك. ثم اعتقل في 1973م لمدة اربعة اشهر، اثناء او بعد اعلان الثورة الثقافية. واستدعاه النظام مرة اخرى في ديسمبر1979م حيث تم استجوابه حول علاقته باحدى الدول العربية التي تخطط لقلب نظام الحكم في ليبيا. ثم قبض عليه مرة اخرى في 24 فبراير1980م، واقتيد الى معسكر “باب العزيزية”، حيث بدا معه تحقيقاً حول مواقفه الوطنية وعلاقاته بالمعارضة وصلته بدولة عربية من دول الرفض يتهمها، معمر بمساندة المعارضة، وبمحاولة تدبير انقلاب ضد نظامه. وبعد ثلاثة ايام من التعذيب، اسلم روحه الى بارئها، وذلك في يوم الاربعاء 27 فبراير من عام 1980م. وسلم جثمانه الى ذويه في صندوق محكم الاغلاق وادعى النظام انه مات منتحراً. واشرف النظام على دفنه دون فتح الصندوق، الا الوجه.

الاستاذ محمد فرج حمي

ولد الاستاذ محمد فرج حمي بمنطقة جالو عام 1920م وعاش بمدينة بنغازي. وهو من الرعيل الاول في الحركة الوطنية التي انتهت بالانتصار على المستعمرين، وتحقيق الاستقلال الوطني في الرابع والعشرين من ديسمبر 1952م. تعرض للاعتقال اثناء حكم الادارة العسكرية البريطانية (1943م-1951م). تلقى تعليمه داخل ليبيا ثم اشتغل بالتدريس، حيث عمل مدرساً ومشرفاً في مدرسة الابيار الداخلية. وكان احد اعضاء جمعية عمر المختار البارزين كما كان يدير مكتباً قانونياً في مدينة بنغازي. ثم عمل مسجلاً بالجامعة الليبية في مدينة بنغازي في اوائل الخمسينيات، ثم انتسب لحزب البعث في بداية الستينيات، وكان من عناصره القيادية البارزة في ليبيا. القي القبض عليه في1961م، مع عدد من رفاقه البعثيين، بتهمة الانتماء الى حزب البعث العربي الاشتراكي، وبتهمة محاولة قلب نظام الحكم الملكي . حكم عليه بالسجن لمدة سنة واحدة. ثم اعتقل في حملة ابريل 1973م، في العهد العسكري، وقضى في السجن بضعة شهور. ثم اعتقل في مارس1980م. ويرجح انه اصيب بالشلل من جراء التعذيب. استشهد في ابريل1980م. كانت له مواقف مشرفة في مناصرة القضية الجزائرية. كما ساهم في اصدار جريدة “الايام” التي كانت تمثل الخط القومي التقدمي. قام بتأبين الاستاذ عامر الدغيس، اثناء تشييع جنازة الاخير بطرابلس، وهذا امر فيه ما فيه من الجراءة والتحدي والاقدام، كما كان على علاقات وطيدة مع بعض الوطنيين واليساريين الاوروبيين. وكان ايضاً محط احترام وتقدير من قبل هيئة التدريس والطلبة على السواء، وكان عضواً بنادي الهلال ورئيساً لمجلس ادارته فترة من الزمن.

الاستاذ محمود بانون

ولد الاستاذ محمود بانون في سنة 1938م بمدينة طرابلس. وتحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة. ثم اشتغل بمؤسسة البريد بطرابلس وتدرج في وظيفته حتى اصبح مديراً لها. كان ذا اخلاق عالية ومعروفاً بنشاطاته الاجتماعية والرياضية التي من ضمنها رئاسته لنادي الوحدة الرياضي الثقافي الاجتماعي بمدينة طرابلس. اعتقل في شهر مارس1980م بعد رجوعه من صلاة المغرب، ونقل الى مزرعة الهضبة الخضراء بطرابلس، والمعروف عنها في ذلك الوقت بانها وكر للتعذيب. سلم جثمانه الى عائلته في صندوق مغلق، وعند فتح الصندوق وجد الشهيد مقتولاً بالرصاص.

الاستاذ مصطفى النويري

ولد الاستاذ مصطفى النويري في مدينة صرمان في عام 1954م. درس المرحلة الابتدائية والاعدادية في صرمان، ودرس الثانوية في مدينة الزاوية. انضم الى صفوف “حزب البعث العربي الاشتراكي” خلال تلك الفترة. ساهم في انضاج فكرة “الاتحاد العام لطبة ليبيا”، كما ساهم في وضع دستور اتحاد الطلبة. انتخب في عام 1976م اميناً لرابطة الطلبة في مدينة بنغازي. التحق بكلية الحقوق بجامعة بنغازي. واعتقل بعد احداث 1976م، وقرر النظام فصله من الجامعة. عمل في مصنع النسيج بمدينة جنزور، في الدائرة القانونية. ثم التحق بجامعة بغداد، حيث درس السنة النهائية بكلية القانون والسياسة في الجامعة المذكورة، وبعد ان تخرج منها التحق باحد معاهد اللغة في فرنسا. عاد بعدها الى ليبيا. اعتقل عام1980م بتهمة الانتماء الى حزب البعث العربي الاشتراكي، وظل فى السجن حتى اعدم في مايو1984م في احد ميادين جامعة قاريونس في بنغازي.

الاستاذ حسين احمد الصغير

ولد الاستاذ حسين احمد الصغير في القاهرة. ودرس في الجامعة الليبية، وحصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق بمدينة بنغازي سنة 1967م (الدفعة الاولى من خريجي الحقوق)، ثم عمل وكيل نيابة بطرابلس لعدة سنوات، وعمل قاضياً بمحكمة طرابلس الابتدائية لعدة سنوات ايضاً، ثم استقال في 1972م ليمارس مهنة المحاماة . اعتقل في منتصف مارس1980م واستشهد تحت التعذيب. عرف بالاستقامة، وكان من ابرز العناصر التقدمية التي تدافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان. عارض تسلط النظام وممارساته القمعية. وكان معروفاً بين زملائه بجرأته وشجاعته فكان لا يخفي اتجاهاته الوطنية الرافضة للنظام العشائري القائم وممارساته.

الاستاذ احمد عبد السلام مصطفى ابو رقيعة

ولد الاستاذ احمد ابو رقيعة بمدينة طبرق عام 1949م. انهى دراسته الجامعية في مدينة بنغازي فى العام الجامعي (1974م-1975م) . واصل دراسته العليا في علم الاجتماع بجامعة مانشستر ببريطانيا. التحق بالحركة الوطنية الليبية ببريطانيا. والتحق كذلك بمنظمة الطلبة العرب، وانتخب فيها عضواً بمدينة مانشستر وذلك في 17 نوفمبر1980م. اغتيل (رحمه الله) في 29 نوفمبر1980م، طعناً بالخناجر.

_______________

مقالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *