المجرم نصر المبروك هو أحد أذناب القذافي الذين يُعرفون بقوى الثورة المتميزة
ـ كان هذا المخلوق ـ منذ البداية ـ حلقة قوية وكبيرة في سلسلة العنف، انخرط في حركة اللجان الثورية، واختار طوعا أن يقف في صف صفوة الدم التي ضمت محمد علي زيدان، وأحمد الشريف السويني، وأحمد ابراهيم منصور القذافي، وهدى بن عامر، ويونس معافة، ومصطفى الزايدي، الذين اعتنقوا مذهب العنف والتعذيب والتصفية في صفوف حركة اللجان الثورية (الارهابية).
ـ تنقل نصر المبروك في كل الوظائف التي تقود إلى القتل، وكان يقوم بذلك محافظا على روح التفاني والإتقان بروح التشفي، عندما كلف بمهمة ملاحقة واعتقال وتعذيب وقتل الذين اطلق القذافي وصف “الزنادقة” وكان يطلب من معاونيه قتل أكبر عدد منهم، ويوصيهم بعدم إضاعة الوقت بالتحقيق معهم.
ـ هذا المخلوق، كان عندما يقتل أحد ضحاياه يقوم بإرسال مذكرة إلى قلم القذافي، يقول فيها: “لقد تم اليوم “تجييف” فلان بن فلان. فهو يعتبر الضحية جيفة أي حيوان نفق. وهذا يكشف تشوها مرضيا حقيقيا في تكوينه.
ـ بعد تنفيذ مجزرة سجن بوسليم التي قتل فيها أكثر من 1200 سجين سياسي، حضر نصر المبروك ـ بصفته المسؤول عن ملف الزندقة ـ اجتماع ضم عبدالرحمن شلقم ومحمد بلقاسم الزوي وأحمد قذاف الدم وكان الغرض من الاجتماع هو فتح ملف “جريمة سجن بوسليم”، اشتاط غضبا من إثارة الموضوع، وقال: “إن الذين تم “تجييفهم” بسجن أبو سليم هم أعداء الثورة، ولو تمكنوا من الهروب لقاموا بتصفية كل الثوريين وعلى رأسهم قائد الثورة، وأن مجرد إثارة موضوع ما حدث في سجن أبوسليم هو خيانة للثورة”
ـ هذا المخنوق كان أداة طيعة لعبدالله السنوسي وهو من اختاره لإدارة ما سمي بأ “جهاز مكافحة الزندقة” وهو جهاز مكلف بملاحقة الإسلاميين واعتقالهم وفي النهاية قتلهم. هذا الجهاز اقترف جرائم مرعبة، تلذذ بالتعذيب والقتل، وحصل في المقابل على رضا عبدالله السنوسي، ومعمر القذافي، وحصل أيضا على الأموال الطائلة.
ـ كان المخلوق نصر المبروك يضع حول بيته العشرات من الحراس، وأجهزة المراقبة الإلكترونية، في حين كانت منازل الوزراء بلا حراسة، لا يوجد شرطي أمام أي منزل من منازلهم، ولا كاميرات مراقبة.
ـ نصر المبروك، مخلوق عنيف في حديثه، يسوّق الاتهامات في كل الاتجاهات، يتلهف على الوثوب الى أي موقع فيه رائحة الدم وأدوات التعذيب.
ـ بعد مذبحة أبو سليم في عام 1996، كلّف بحملة لقمع السجناء الإسلاميين الذين بقوا على قيد الحياة، وسامهم سوء العذاب حتى لا يكرروا العصيان والتمرد الذي قاد الى تلك المذبحة، وتمنى الكثير من السجناء لو قضوا في تلك المذبحة، ولكان ذلك أهون عليهم مما ألحقه بهم تحقيق نصر المبروك.
ـ كلف نصر المبروك بإدارة أمن غريان، فسّر ذلك، أن في غريان رؤوسا قد أينعت، حيث كان هناك معلومات عن انتعاش الحركة الاسلامية في الجبل الغربي، وكلّف نصر المبرك بقمعها قبل أن تتمدد لمناطق أخرى.
ـ عندما اتسعت رقعة التوتر والمناوشات في منطقة الكفرة، عيّن نصر المبروك كأمين اللجنة الشعبية في الكفرة، وهو في الحقيقة كان الحاكم العسكري المطلق في المنطقة. وفي تلك المنطقة تداخل عرقي، وقبلي، وفيها نشاط للتهريب بما في ذلك السلاح والمقاتلون، وفي تلك المنطقة الحدودية كان نصر المبروك هو كل شئ، وكانت شريعته الاعتقال والعنف والملاحقة.
ـ عُيّن نصر المبروك مساعدا لموسى كوسا في جهاز الأمن الخارجي، ولكن كوسا همشه ووضع مكتبه تحت سلّم مبنى الجهاز، ولم يكلفه بأي عمل. وعندما سُئل عن ذلك قال: “أنا مكنته من القيام بالمهمة المكلف بها، وهي مهمة مراقبتي شخصيا، والتعرف على كل من يزورني ومتى أغادر الجهاز ومتى أعود.
ـ عُيّن نصر المبروك بعد ذلك وزيرا للداخلية، وكان جهاز الأمن الخارجي تابعا لهذه الوزارة، فاشتكى كوسا للقذافي وأنه غير راض أن يكون تابعا لنصر المبروك، وبعدها أصدر مجلس الوزراء نقل جهاز الأمن الخارجي من وزارة الداخلية إلى وزارة الخارجية.
ـ عندما كان نصر المبروك وزيرا للداخلية، قام بإجراءات مالية في غاية الغرابة والفساد، منها نقل بعض حسابات الوزارة إلى مصرف في قريته “الرياينة”، ومكن عدد من أقاربه من مواقع حساسة في وزارة الداخلية.
ـ نصر المبروك وغيره من الذين مارسوا العنف تغولوا في ممارسة سرقة المال العام، وكان يبررون بأنهم قد استُخدموا وأصبحوا مكروهين من الشعب الليبي، ومطاردين في الخارج، وممنوعين من السفر، وبعضهم صدرت ضدهم احكام قضائية، وبالتالي اندفعوا إلى سرقة المال العام واعتبروا ذلك تعويضا عينيا عن الثمن الذي دفعوه في سبيل حماية النظام.
ـ عندما اندلعت ثورة 17 فبراير، دفع القذافي كتائبه الأمنية المدعمة بالمرتزقة، المدججة بكل أنواع الأسلحة، فرح نصر المبروك كأحد أعضاء فرق الدم والذبح والسلخ، وقام بتجنيد العديد من أقاربه ومعهم مرتزقة، واستهدف منطقة الجبل الغربي، وقام بعملية اختراق للثوار بالجبل، وارسال مسلحين من منطقته أدعوا أنهم انضموا للثوار، ووفر لهم المال والسلاح والسيارات ذات الدفع الرباعي، وقاد هو شخصيا عمليات نهب وحرق البيوت الموالية للثوار في منطقة الجبل الغربي.
ـ قاد نصر المبروك جحافل من منطقة الرياينة، وهاجم الزنتان في محاولة يائسة لإخضاع الثوار فيها، ولكن دون جدوى، رغم أنه استعمل مئات المرتزقة وعشرات القناصة، وعندما هزم في أكثر من معركة، هرب إلى القاهرة مع اسرته وعدد من أقربائه، في اليوم الذي سبق تحرير العاصمة من كتائب القذافي. أثناء هروبه من المنطقة، حمل مئات الألاف من العملات الأجنبية، وقبل قام بتحويل الملايين إلى بنوك في الخارج.
ـ حالة المخلوق نصر المبروك السادية، تختلف عن كثير ممن شاركوا في ممارسة العنف والقتل والسحل والتعذيب، فهو الوحيد الذي احترف العنف، ولم يمارس شيئا غيره، فالعنف هو مؤهله ومعتقده وعمله وسلوكه اليومي.
ـ عندما غادر إلى القاهرة هو عائلته على متن طائرة خاصة من تونس يوم 19 أغسطس 2011، كان النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهناك اعتقاد بأن هذا المجرم مكلف من القذافي للعمل على قيادة الثورة المضادة لثورة فبراير تصفية القيادات التي شاركت في تلك الثورة، ولذلك سمح له بتحويل مبلغ 17 مليون جنيه استرليني إلى حساب ابنته في لندن، ويدرك القذافي أن نصر المبروك لا يتقن شيئا غير العنف والقتل.
ـ لعل المجرم نصر المبروك هو أحد الذين أداروا عمليات الاغتيالات والتصفيات التي انتشرت في المنطقة الشرقية، وخاصة في مدينة بنغازي.
نصر المبروك يقود جحفل الرياينة الإجرامي
_____________
المصدر: تم اقتباس هذه الفقرات (بتصرف من المحرر) من كتاب “أشخاص حول القذافي” للكاتب عبدالرحمن شلقم (دار الفرجاني ـ 2012)