استحضرني ذكرى وفاة المجاهد البي محمد سيف النصر بطل معركة تاقرفت الشهيرة ضد الاحتلال الايطالي .. ومعه اخوته الخمسة احمد وعبدالجليل وعمر وسليمان وامحمد ابطال معركة القرضابية الشهيرة ابريل 1915 والعديد من المعارك .
والمجاهد الثاني البطل عبدالحميد ابراهيم العبار فائد الأدوار ورفيق شيخ الشهداء عمر المختار الذي زج بهم القذافي في السجن بتهمة الخيانة في الايام الأولى من الإنقلاب ..
فالمجاهد البي محمد سيف النصر لم يتقلد منصب حكومي او عمل سياسي تعرض لأنواع التعذيب والإهانة تعمدا لكسر شموخ وكبرياء …هذا الرجل وقد تجاوز الثمانبن عاما … وزميله المجاهد بدوره تجاوز الثمانين وكان احد مؤسسي جيش تحرير السنوسي وبطل الاستقلال .. وحتى ايطاليا بجبروتها لم تستطع اعتقالهما بل اكتفت بحكم الاعدام عليهما غيابيا ..
هل لإنهما قائدان سنوسيان يتبعان الأمير إدريس السنوسي فترة الحكومة السنوسية والجهاد .. وبكون الققذافي يحقد على الملك ويكن له الضغينه ..
لا أدري بالضبط هواجسه الداخلية ربما من تغذية راجعة مغلوطة عاش عليها فترة مراحل طفولته وحتى سن المراهقة الى فترة انقلابه وخروجه .
وتبين لي فترة مراحل حكمه يطوي بين جنبيه شخصية نرجسية سادية يحب المديح والهتافات.
استطاع استغلال الاوضاع السياسية في وقتها من الانقلابات العسكرية في مصر و العراق وسوريا و موجة الناصرية واطلالة البعث والاوضاع في فلسطين والمعارك الوهمية وغيرها من العوامل مهدت لإنقلابه المحتمل.
في نفس الوقت كان الجيش يعج بالتنظيمات السرية من قوميين وبعثيين والإنتماء للاحزاب الخارجية والتخابر معها وانعكس ذلك في احداث 1967 من عصيان وتمرد وايضا شعورهم بضعف القبضة الأمنية
على كل حال اريد اكتب عن شخصية القذافي فترة صغره التي تنبأ لها معلمه القائد الكشفي جمعه ابراهيم منصور تحديدا في عام 1959 في احد المخيمات التدريبية في سواني بنيادم.
خلص القائد الكشفي جمعة إبراهيم بتقرير حول نفسية وسلوك معمر محمد بومنيار
عبارة خطيرة .. فالمتأمل يدرك تماما خطورتها .
فالتقييم او الملاحظة الكشفية تمر في وقتها و لا يعير لها أي اهتمام .. لكن تكمن خطورتها عند العقلاء و الحكماء و العارفين بعواقب الأمور
بوصفه … في التقرير العام بالافراد الذي يعد خلاصة للمشاركة والعطاء في المخيم بهذه الكلمات وفقا لتصرفاته وتعامله وسلوكياته مع زملائه الكشافين : (جحود – حقود – لايعتمد عليه ) وتلك شهادة .. منه ظلت باقية للتاريخ
من حقده بعد ان تمكن من السيطرة على البلاد واطلق يده على كل شيء فعطل الدستور والقوانين و اعتقل حتى من درسه في الكلية و حتى من لم يوافق على تزويجه من اخته .. فالعقل يعجز عن الوصف .
_______________________