بقلم عضو سابق في الجبهة

كتب هذا الدعي، في صفحتي 93 و94 من “خرّافته” التي وصفها بـ الملحمةالآتي:

في عام 1981، شكلت مجموعة من المعارضين للنظام في الخارج، جبهة معارضة بإسم جبهة الإنقاذ، ويبدو أنها تمكنت من تسهيل دخول بعض عناصرها إلى مدينة طرابلس، قصد القيام بعمل تخريبي، ثأري، وهي محاولة لإثبات الوجود للأمريكيين الذين كانوا يحتضنونهم ويقدّمون لهم الدعم، كما أوهمت الجبهةُ هذه المجموعة، كذلك أوهمت بأن للجبهة وجود في داخل ليبيا وخاصة في طرابلس ومصراتة وأنهم ستصلون بهم لتقديم الدعم والمساندة.

لما وصلت هذه المجموعة إلى طرابلس، تمكنت من استئجار شقة بين شارع النصر وشارع الجمهورية في بناية مؤلفة من خمسة طوابق، وصادف أنني كنت أذهب كل يوم في الساعة السابعة مساءً إلى مقر التربية العقائدية أمارس لعبة القدم التي أحبّها، ولكنني لا أجيدها، مع مجموعة من اللاعبين المتقاعدين والهواة.

وهكذا، كنت أمر يوميا قرب البناية التي كانت المجموعة تقيم فيها، وفي أحيان كثيرة كنت أشاهد أفرادها وهم يقفون في الشرفة، وكنت أعتقد أنهم شباب من سكان البناية، وكان من الممكن اغتيالي عند مروري المتكرر. لم تكن لديهم الجراة، لأنهم كانوا مذعورين وخائفين، والأكيد أن العناية الإلهية حفظتني.

اكتشفتْ الأجهزة الأمنية هذه المجموعة، وعلمت أنهم كانوا في حالة وخوف شديدين، فقد لاحظت أجهزتنا أنهم كانوا يصرخون في أثناء مكالماتهم الهاتفية بشكل هستيري، ويشتكون من عزلتهموانقطاع أي أتصال لهم بأي مجموعات في الداخل، لا في طرابلس ولا في مصراتةـ بعد أن اكتشفوا أن لا وجود حقيقي للجبهة داخل ليبيا“.

وهكذا لما داهم رجال الأمن الشقة ، طلبوا منهم عبر مكبرات الصوت عدم المقاومة وتسليم أنفسهم، لأنهم غير مسؤولين، وأن المسؤولين الحقيقيين هم القادة الذين جندوهم وأرسلوهم، وأنهم في النهاية يمكن أن يتم الإفراج عنهم. لكنهم رفضوا وقرروا المقاومة، فجرت عملية مداهمة للشقة وتمّ إلقاء القبض عليهم.

ولأن هذه المجموعة كانت خائفة ومرتبكة، فقد قررت قيادة الجبهةإرسال أحمد احواس، وهو المسؤول العسكري في الجبهة، إلى ليبيا لمعالجة الوضع على الأرض، وقد تسلل إلى الحدود الليبية عبر تونس، والأمر المؤكد أن الأمريكيين ضغطوا على تونس للسماح له بدخولها والتسلل عبر الحدود إلى ليبيا. لكن أجهزة المخابرات الليبية عملت بهذه المحاولة، وكانت تنتظره على الحدود، ونصبت له كمينا. وحينما اكتشف احواس أنه في مواجهة مع المجموعةالتي تنتظره، حوال الهرب عبر الحدود التونسية، لكن أجهزة المخابرات طاردته وتمكنت من قتله.”

***

الأمر المؤلم حقا، ليس أكاذيبه عن الكيفية التي قُتل بها الحاج أحمد احواس رحمه الله، وليس ما قاله من افتراءات عن شباب العمارة وكيف تمت المواجهة بين مجموعة بدروالكتائب الأمنية التي داهمت العمارة، إنما المؤلم والمحزن أن البعض كان يعول كثيرا على قيام هذا البوبريص بالتخلص من القذافي.

الله غالب

___________

مقالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *