بقلم سليمان سعيد الشيباني
يصادف اليوم 1- مايو الذكرى الثانية والثمانين لوفاة المجاهد سليمان باشا الباروني رحمه الله.
وبهذه المناسبة يسرني أن أقدم نبذة قصيرة عن حياته، اختصرته من كتابي ” سليمان باشا الباروني، أمة في رجل“
***
وُلد المجاهد سليمان الباروني سنة 1287هـ/1870م) في مدينة جادو، بليبيا. تتلمذ في بداية أمره على الوالد الشيخ عبد الله بن يحيى الباروني ثم أرسله إلى في تونس، ومصر والجزائر للاستزادة من العلم، وعاد متحمسا ليؤدي زكاة علمه، وليبدأ مشاريعه الإصلاحية في ليبيا، فاستقبلته السلطات التركية بالسجن، ثم أفرج عنه بعفو سلطاني عام (1320/1902) ،
وبعد براءته وخروجه من السجن جدد مع مواطنيه مسجد جادو ، وشيد مع والده المدرسة البارونية في يفرن عام (1322/1904)، ثم أجبرته السلطات التركية على الخروج من ليبيا، فسافر إلى مصر، وهناك أنشأ مطبعة الأزهار البارونية، وطبع فيها ديوان شعره، وكتابه الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية وغيرها من الكتب، كما أصدر صحيفة الأسد الإسلامي التي صودرت بعد ثلاثة أعداد، ثم أحرقت مطبعته.
انتخب في مجلس المبعوثان ممثلا عن الجبل في سنة 1908م فسافر الى تركيا حيث أقام بها إلى بداية احتلال إيطاليا لليبيا في 1911م، ثم عاد لبلده ليقود الجهاد في جبل نفوسة وغرب ليبيا ضد الاستعمار الايطالي. حارب الاِستعمار الإيطالي محــاربة لا هــوادة فــيها، وأذاقــه الـــهزائم تلو الهزائم، وعمل بجد وإخلاص على وحدة ليبـيا، إباضية ومالكية، أمازيغا وعربًا، لتكوين جيش إسلامي موحَّد لمواجهة الغزو الإيطالي لليبيا 1329هـ/1911م.
أنشأ مع بعض المجاهدين الجمهورية الطرابلسية ومجلسها الشوري واختير رئيسا لأول حكومة وطنية بعد أن أرغمت إيطاليا تركيا سحب تركيا قواتها العسكرية من ليبيا بعد معاهدة أوشي لوزان في أواخر عام 1912م.
خاض عدة معارك ضد الايطاليين في غرب ليبيا، وتأمرت عليه الدول الكبرى، فأخرجته من ليبيا ومنعته من دخول أي بلد عربي وبقي منفيا في فرنسا مدة أربع سنوات، ثم حصل على إذن من الشريف حسين أمير الحجاز لتأدية فريضة الحج فسافر إلى مكة، ومنها توجه إلى سلطنة عُمان، حيث استقبل استقبالا رسميا وشعبيا، وبقي فيها إلى آخر أيام حياته.
وخلال إقامة بسلطنة عمان، قام بعدة إصلاحات وإنجازات أهمها بث روح الإخاء بين العمانيين بإزالة الخلاف القائم يومئذ بين السلطان تيمور بين فيصل والإمام محمد بن عبد الله الخليلي. وقد عينه الإمام الخليلي رئيسا للوزراء، وفوض إليه مهمة الرقي بالإمامة، فقام بتنظيم أمور الدولة خير قيام، وبنى المدرسة البارونية في “سمائل“، كما عينه السلطان سعيد بن تيمور مستشارا خاصا له.
ابتلاه الله تعالى بمرض الملاريا وضغط الدم مدة إقامته بعمان التي تجاوزت خمسة عشر عاما، تردد خلالها بين عُمان والعراق حتى اشتد عليه المرض فسافر الى الهند للعلاج لكن المنية عاجلته، فتوفي بعد ساعات من وصوله يوم 1مايو 1940م.
له ديوان شعر وعدة مؤلفات ومراسلات عديدة مع قادة الجيوش الايطالية وله مراسلات مع إخوانه وأصدقائة ووله مقالات عديدة في كثير من الصحف والمجلات العربية والأجنبية.
محطات تاريخية في حياة الباروني
***
المصدر: كتاب “سليمان باشا الباروني، أمة في رجل” لمؤلفه سليمان بن سعيد الشيباني النَّفوسي ـ الطبعة الثانية ـ2013م ـ طمزين للطباعة والإعلان
رابط تحميل الكتاب