من 1359إلى 1364 هـ – 1934 م إلى 1944 م
تاريخ ميلاد عمرو خليفة النامي (نالوت) من أبوين كريمين متواضعين حرصا على تنشئته على قيم الإسلام فدفعا به إلى الكُتَّابِ ليتعلم القرآن ويهذب لسانه البربري بتعلم العربية. نالوت من الجبل الغربي بنفوسة. المنطقة يسكنها البربر (الأمازيغ) والمذهب السائد بها الإباضية.
من 1365إلى 1371هـ – من 1945إلى 1951م
دخول المدرسة الابتدائية (مدرسة نالوت الابتدائية) وترقى في طلب العلم فاجتاز صفوف المرحلة الابتدائية وتأثر بمدرسيه وخاصة الشيخ علي يحيى معمر وأحبهم. كان متفوقا في الدراسة محبوبا من مدرسيه. نالوت مدينة العلم والمشايخ تربض على قمة منبسطة من جبل شامخ ذات جنان ومياه عذبة
من 1372إلى 1377هـ – من 1952إلى 1957م
الالتحاق بالمدرسة الثانوية (المدرسة الثانوية بغريان) لمواصلة الدراسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية حيث التقى صديقه الاستاذ محمود الناكوع وقضى ست سنوات بعيدا عن نالوت وختمها بالحصول على الباكالوريا التي تخوله الدخول إلى المرحلة الجامعية. بدأ يلمع نجمه ويتأكد تفوقه، تحمّل الغربة وبذل الوسع وحقق طموحه للدخول إلى الجــامعة، ونجح بتفوق وجدارة.
1375هـ/1955م
إنشاء جامعة بنغازي الفتية (كـلية الآداب والتربية)… مدينة بنغازي المدينة الثانية بليبيا وتبعد عن العاصمة طرابلس 1000 كلم.
من 1375إلى 1382هـ – من 1957 إلى 1962م
التسجيل بجامعة بنغازي الحديثة العهد (كلية الآداب والتربية. مدير الجامعة الدكتور مصطفى بعيو) ذات الإطار التدريسي الجيد، المنتقى بإتقان، والمعطاء المخلص الأداء، ومن طلاب طموحين للتخرج أول دفعة لخدمة الوطن الغالي (ليبيا). ختم دراسته الجامعية على الليسانس (لغة عربية) بتفوق رشحه ليواصل دراسته العليا ضــمن بعثة ومنحة مجزية. أبرز الدكاترة الذين تأثر بهم النامي (محمد محمد حسين) الأديب الملتزم والمفكر الجاد وصاحب كتاب “حصوننا مهددة من الداخل”.
من 1383إلى 1384هـ – من 1963إلى 1964م
التوجه إلى مصر قبلة طلاب العلم المغاربة عموما ولليبيين خصوصا لقربها وللتأثر بالدكاترة المصريين بجامعة بنغازي. بدء إجراءات التسجيل بالجامعة المصرية.
ربط العلاقة مع الجالية الإباضية بالقاهرة (أسر من جربة ونفوسة ووادي ميزاب) وشيوخ كبار (إبراهيم اطفيش موظف بدار الكتب المصرية وناظر الأوقاف الإباضية بمصر، محمد علي دبوز يشرف على طباعة كتبه، علي يحيى معمر يطبع (الإباضية في موكب التاريخ) بمكتبة وهبة… تعرف عن قرب ببعض الأسر (ابن قايد – بن داود- اطفيش) وبعض المصريين كصاحب مكتبة وهبة وابنه الأكبر، وببعض الطلبة الدارسين بمصر كمحمد ناصر، وكان شعلة في الحركة، ونشطا في متابعة طباعة الكتب.
من 1384إلى 1385هـ – من 1964إلى 1965م
الاستقرار بالقاهرة والتردد على مساجدها ومكتباتها والتأثر بفكر الحركة الإسلامية ورموزها. التعامل مع مكتبة وهبة لطباعة كتاب قناطر الخيرات الذي حقق منهم قنطرتي “العلم والإيمان” والعمل في الوسطين الإباضي والإسلامي خدمة للدين ونشر للعلم النافع…
العودة إلى ليبيا … تعامل مع الفكر الإخواني السائد بالقاهرة ودار في فلكه ولقي قيادته وحصلت أحداث 1965، فاعتقل الإخوان وصدرت ضدهم أحكام بالإعدام والسجن فخاف أن يلحقه الأذى فعاد إلى ليبيا لتغيير وجهة دراسته.
من 1386 إلى 1387هـ – من 1966إلى 1967م
بعد الرجوع من مصر تم الاتصال بمدير الجامعة لتغيير مكان مواصلة الدراسات العليا والذي وافق على تمكين النامي من منحة بجامعة كمبريدج بلندن…
التوجه إلى مكة لأداء فريضة الحج وهناك التقى بإخوانـه المشارقة وربط العلاقة معهم وأرسلوا إليه مراجع طلبها …
تنفيذ حكم الإعدام في الشهيد سيد قطب رحمه اله. تأثر النامي بفكره وتألم لاستشهاده وصادف ذلك ليلة عرس النامي بتاريخ 31/8/1966م…
السفر إلى لندن للدراسة بجامعة كمبريدج وكان ينافح عن الإسلام ويرد على المد الشيوعي اليســـاري ويتابع ما يصدر بليبيا ويستعد لتجميع المادة لأطروحته…
النجاة من الملاحقة بمصر وصدور حكم غيابي ضده بخمسة عشر عاما. شكر النعمة بالعزم على أداء الفرض صحبة الشيخ علي يحيى معمرو أثناء الحج الالتقاء بالوفد العماني وخاصة الشيخ محمد بن عبد الله السالمي وابنيه سليمان وأحمد…
التقى أثناء الدراسة التي دامت خمس سنوات بكل من د. عبد الله النفيسي و د. محمد سليم العوا، وكتب في مجـــلة (الغرباء) ونشط مع الجالية المسلمة.
من 1388إلى 1389هـ – من 1968إلى 1969م
قام بزيارة لمواطن الإباضية بالشمال الإفريقي بحثا عن المخطـــوطات وذلك من حزيران /يونـيو إلى أيلول/ سبتمبر حيث تنقل بين جبـل نفوسة وطرابلس وزوارة وزار جزيرة جربة وقصد بها المكـتبة البارونية ومكتبة آل بعطور ومكتبة الشيخ سالم بن يعقوب… كان له الفضل في اكتشاف عديد المخطوطات والكنوز في المذهب. دَوَّنَ في كل مكتبة زارها كلمة تثبت تاريخ الزيارة وما أفاده واكتشفه من مخطوطات مثل نسخة (الرد على جميع المخالفين).
1388هـ – 1968م
جولة ثانية إلى جربة وميزاب بالجزائر في تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول ديسمبر… استقبل بحفاوة في كل موضع وتمكن من الإطلاع على كثير من المكتبات الخاصة الغنية بالمخطوطات …
سبتمبر 1969م
قيام الانقلاب بليبيا وسقوط النظام الملكي. في الظاهر يغلب على الانقلاب التوجه العـربي الإسلامي ودعم الحريات والحقوق… استبشار مشوب بالحذر وتوقع التغيير نحو الأفضل (تبديل السروج فيه راحة).
1390هـ – 1970م
عاد إلى لندن ونظم قصيدة “أماه لا تجزعي” ونشرت في مجلة (الغرباء)، وقطع شوطا هاما في إعداد الأطروحة. كان له نشاط كبير في الوسط الطلابي ومع الجالية المغتربة في المناسبات الدينية.
1391هـ – 1971م
تتويج الدراسات العليا بالحصول على الدكتوراه وناقش أطروحته (دراسات عن الإباضية) باللغة الإنجليزية ونال الشهادة بتفوق واعتبر رائد تحقيق التراث الإباضي. حزم أمتعته وعاد إلى ليبيا للمشاركة في بناء ليبيا…
حقق مع الأطروحة ثلاثة نصوص: 1- “الولاية و البراءة” من كتاب (قواعد الإسلام) للجيطالي 2- (أصول الدين) لتبغورين 3- أجوبة بن خلفون. كما ألف وصفا لمخطوطات إباضية مكتشفة من شمال إفريقيا.
1392هـ – 1972م – 1393هـ – 1973م
بدأ التدريس في جامعة بنغازي ونقل بعد سنة إلى جامعة طرابلس لأسباب مجهولة، لكنه وإثر إعلان “الثورة الثقافية” تعرض للاعتقال مع عديد المــثقفين لتوجههم الأصيل ورفضهم للفكر الدخيل شرقيا كان أم غربيا ولفظهم للحضارة الغربية واعتزازهم بالإسلام.
كتب عديد المقالات النقدية في صحيفة العلم الليبية منها: (رمز أم غمز في القرآن) ردا على الصادق النيهوم. و منها (فصول من الجد الهازل) نقدا للشعر الحديث، ومنها (كلمات للثورة) ومنها (إلى متى يظل المسيح بدون أب).
1394هـ – 1974م
أُدخل السجن دون محاكمة وقبع فـــيه سنتين و خاض فيه تجربة مرة صُدِمَ فيها بتغير بعض رفاق دربه، مما جعله يؤلف كتابه “ظاهرة النفاق في إطار الموازين الإسلامية” كتبه 21جمادى 21394هـ/ 12-7-1974 بالسجن و طُبِعَ له ” أجوبة ابن خلفون” بدار الفتح لبنان 1974…
سُجن إثر خطاب زوارة 1973 الشهير بـ (النقاط الخمس) وإعلان الثورة الثقافية، وقعت حملة اعتقالات واسعة كان النامي أحد ضحاياها.
1395هـ – 1975م
أُفْرِجَ عن الدكتور المظلوم ليعاقب بالنفي بعد السجـن و خُيِّرَ بين اليابان وأمريكا ، فاختار أمريكا لِيُدَرِّسَ العربية والتربية الإسلامية بجامعة ميتشغان. بقي بها أربع سنوات يشع في محيطه ويتحرق شوقا لوطنه في أمريكا جامعة ميتشجان.. حقق هناك كتاب “أجوبة علماء فزان” حيث أشار في نهاية مقدمة التحقيق (آن آربر 5 جمادى 1 1396هـ/ 4 مايو 1976م).
1396هـ – 1976م
نشط في الدعوة إلى الله بين الطلبة و مع الجالية المسلمة بأمريكا، و سـاعده إتقانه للإنجليزية وثقافته الواسعة وتجربته الثرية كما حقق كتاب أبي خزر (الرد على جميع المخالفين) حيث أشار في المقدمة بقوله: كتبه عمرو النامي بولمان 26 جمادى 1 1396هـ/25مايو 1967م.
1397هـ – 1977م
شارك في الملتقى الفكري الإسلامي الذي انعقد بوارجلان بالجزائر سنة 1977 وكانت مشاركته بمحاضرة بعنوان (الحركة العلمية بوارجلان في القرن السادس الهجري).. زار وادي ميزاب، وكتب مقدمة بحثه في دار جهلان بالقرارة ن وكان شعلة من النشاط في الملتقى.
1398هـ – 1978م
عاد إلى أمريكا ليتواصل إشعاعه ومعاناته من الغربة ولتستمــر علاقاته مع محيطه الإسلامي (المغربي والمشرقي)… صدور الطبعة الأولى من كتابه ( ظاهرة النفاق ) عن الدار السلفية بالكويت –1978- 1979م.
1399هـ – 1979م
إجباره على الانتقال من أمريكا إلى اليابان وهناك ازدادت آلام غربته رغم مشاركته الجليلة في الدعوة إلى الإسلام في تلك البيئة المتقبلة لبذرة الخير خاصة في الجامعات وبين الطلاب اليابان… نظم قصيدته الرائية:
ودعنا دارك رغم الشوق للدار … والدار ذات أحاديث وأخبار
1400هـ – 1980م
العودة إلى ليبيا بنية الاستقرار بين الأهل بعد وفاة الشيخ علي يحيى معمــــر(توفي 27 صفر 1400هـ/ 15 يناير 1980م) … الرجوع إلى التدريس بالجامعة … لم يحضر جنازة شيخه لوجوده باليابان … بداية حملة جديدة على الإسلاميين والتحقيق معهم.
1401هـ – 1981م
مع بداية الأزمة: تفتيش وتحقيق ومتابعة. قرر الدكتور الانسحاب من المدينة و الجامعة و الرجوع إلى جبل نفوسة. فمن أستاذ جامعي إلى راع يتبع شعف الجبال بنالوت، و فعلا اشترى قطيعا من الغنم ومارس وظيفته الشريفة الجديدة و عَبَّرَ عن هذا الحدث بقصيدة خاطب فيها ابنته (زينب). نظم قصيدة تؤرخ لذلك الحدث وترمز إلى الطاقة المثقفة والإطار الكفء لا قيمة له في بلده وأن الصدارة للجهلة:
يكفي أباك لكي يعيش مكرما … عجفاء ثاغية و تيس أجرب
من 1402إلى 1406هـ – 1982- 1986م
رغم هجره للساحة السياسية لم يتوقف الجواسيس عن رصده ومطاردته والزج به في السجن، وقد نظم في السجن اغلب قصائده التي قدر الله لها النجاة والوصول إلى أحــــبابه ومنها همزيته (يا رسول الله).
وقد ساد الغموض والتعتيم على مصير النامي وأخباره وانقطعت تماما مـنذ 1986 م فلم تتمكن عائلته من رؤيته ولا أُعلمت بوفاته ولا سُلمت جثته ونحسبه شهيدا كما تمنى
(لا تجزعي لفتى إن مات محتسبا *** فالموت في الله أسمى ما تمناه).
تسربت قصائده تؤكد بقاءه حيا ولم يخل موطن الإباضية من متابعة لأخبار النامي وقصائده، والكل يرجو له الفرج، لكن انقطاع أخباره بعد 1986 م سبب صدمة للجميع لم يخفف منها إلا أن يكون شهيدا.
من آخر قصائده بخط يده: “أفي كل حين حارس وحدود” . كما نظم العديد من القصائد مثل: كلمات إلى زينب، يا بدر، ليلة العيد، الحب و يا دموع العين.
_______________