رجل من رجالات الوطني

إعداد شكري السنكي

العمل الإسْلامي .. نشاط إحواس الدعوي

انشغل أحمَد إحواس بقَضَايَا وطنه وَهُمُوِم شعبه، فناضل مِن أجل تحرير وطنه مِن نظام الظلم والجور والاستبداد، وإقامة النّظام الدّيمقراطي الدّستوري الّذِي يحترم الإنْسَان ويراعي حُقُوقه ويفتح له طريق الحريّة. ودافع عَن حُقُوق شعبه وشعوب أخرى مظلومة فِي بلدان العالم، وساند المُناضلين فِي العديد مِن البلدان، وزرع فسيلة الدّعوة فِي كلِّ البلاد.

وفِي فترة وجوده فِي عدن عاصمة اليمن الجنوبي (جمهوريّة اليمن الدّيمقراطيّة الشعبيّة) إبّان عهد النَّظام الشّمولي وحكم الحزب الواحد، وقبل الوحدة اليمنية التي جمعت بين الجنوب والشمال فِي جمهوريّة واحدة تحت اسم (الجمهوريّة العربيّة اليمنيّة) فِي 22 مايو/ أيّار 1990م، لعب أحمَد إحواس دوراً مهماً فِي دعم جهود المُناضلين اليمنيين وإيصال الكتاب الإسْلامي وكُتب الفكر المتنوعة التي كانت مصادرة وممنوعة فِي اليمن الجنوبي المحسوب على السوفييت إبّان الحرب الباردة بين الولايّات المتَّحدة والإتحاد السوفييتي.

والشّاهد، استثمر الحاج أحمَد وضعه الدّبلوماسي فِي خدمة الحريّات العامّة وقضايا الفكر والتنوير، وهذا ما أكده الأستاذ مُصْطفى محَمّد الطحّان الصّحفي اللبناني صاحب كتاب: (نظرات فِي واقع الدعوة والدعاة). فقد أكد الطحّان فِي كتابه على الدّور الّذِي لعبه إحواس فِي الدنمرك وماليزيا وعدن والصومال، قائلاَ: “.. لم تغب عني يا رفيقي أحمَد وأنت فِي الدنمرك أو ماليزيا، فقد كانوا يريدون أن لا تستقر فخيبت ظنهم فقد كُنْتَ تزرع فسيلة الدّعوة فِي كلِّ البلاد. وحينما وضعوك فِي عدن والصومال، رأوا أنهم نقلوك مِن زنزانة سجن ليبَيا الكبير إِلى سجن أكبر اسمه عدن والصومال.. ولم يعرفوا أبداً دورك فقد كان دور البطل!. وعندما امتلأت سجون عدن بالأحرار.. وصارت تحصي على إنسانها الحركة والسكنة.. يومها كُنْتَ الضمير الّذِي ينبض بالحيوية.. والشعلة التي تضيء الدرب للآخرين..”.

وَمَن نَاحِيَة أُخْرَى، كان أحمَد إحواس شديد الإيمان بضرورة وجود صوت ولوبي إسْلامي داخل بلدان العالم الحرّ أيّ الدّول الغربيّة، فعمل على إيجاد هذا اللوبي بغية التأثير علي صانعي ومتخذي القرار فِي تلك البلدان، والدّفاع عَن حُقُوق المُسلمين ومصالحهم. وساهم فِي نشر تعاليم الدّين الصحيحة وتوعيّة المُسلمين وتثقيفهم، وبناء المساجد فِي أوربا وأمريكا الجنوبيّة، وجعل جزءاً مِن نشاط تلك المساجد يتجه نًحْو استقبال غير المُسلمين، وتعريفهم بحضارة الإسْلام وقيمه النبيلة.

وفِي بداية فترة وجوده فِي كوبنهاجن ، تعرف أولاً على بعض المُسلمين، وبعْد ذلك دعاهم إِلى بيته للتعارف والاتفاق على مَا ينهض بالمُسلمين ويحمي مصالحهم وحُقُوقهم فِي الدنمرك، بالإضافة إِلى حثهم على التفكير فِي إيجاد مقر للاجتماع وإقامة شعائر الدّين. وبادر بعدئذ فِي عقد لقاء أسبوعي فِي بيته لتدارس أوضاع الدنمرك ومَا يشغل بال العالم ثمّ طرح قضيّة مِن قضايا الفقه الإسْلامي للنقاش بالإضافة إِلى قراءة بعض آيات الذكر الحكيم وإقامة الصلاة فِي جماعة.

ثمّ قام بمساعدة السّيِّد محَمّد عطية المصري الجنسيّة، باستئجار غرفتين فِي مركز المدينة لعقد لقاءات الجاليّة ونشاطاتها، وبعدما زاد العدد وتوسع النشاط، بادر بتجميع الأموال لشراء أوَّل مبنى خاصّ بالمُسلمين، والّذِي تمّ شرائه بعْد فترة بسيطة مِن انتقاله مِن كوبنهاجن إِلى عدن.

وَرُبّما أستطرد هُنا لأضيف بأن معمّر القذّافي حينما علم بنشاط أحمَد إحواس الدعوي، أرسل له لإنهاء أعماله العالقة فِي الدنمرك استعداداً للانتقال إِلى مكان أخر، وعندما علمت الجاليّة بهذا الخبر، حزنت كثيراً، وقررت إرسال وفد إِلى طرابلس لمحاولة إقناع القذّافي بالعدول عَن قراره، وذهب الوفد إِلى طرابلس وكان على رأسه السّيِّد زكريّا الدنمركي الجنسية، واجتمع الوفد بالقذّافي وقد وعدهم خيراً، وبعْد رجوعهم إِلى الدنمرك مباشرة فاجأهم بإرساله لبرقية ثانيّة تلزم أحمَد إحواس بمغادرة كوبنهاجن خلال أسبوع إِلى عدن لاستلام منصبه الجديد هُناك.

ومِن جديد، أفنى أحمَد إحواس عمره كله فِي خدمة قضايا الإسْلام والمُسلمين، ودعوة النَّاس بالحسنى إِلى الإسْلام حتَّى دخل عدد مِن الأوربيين والأمريكان إِلى الإسْلام على يديه، وكان منهم السّيِّد أبوإسماعيل وزوجته كذلك يشهد السّيِّد زكريا الدنمركي الجنسيّة ومحَمّد عطية  المحامي المصري الّذِي كان مقيماً فِي كوبنهاجن، على جهود إحواس فِي مِضْمَارِ الدَّعوة إِلى دين الله تعالى.

وَمِن بين القَصَص التي تستحق الإشارة إليها، قصتان رواهما ليّ زهير حامد الشويهدي، الأولى وقعت فِي شهر ديسمبر/ كانون الأوَّل 1984م فِي مؤتمر رابطة المُسلم العربيّ بالولايّات المتَّحدة.. والثانيّة حدثت فِي عَام 1986 فِي مؤتمر إسْلامي بالولايّات المتَّحدة الأمريكيّة.

ففي مؤتمر رابطة المُسلم العربيّ بأمريكا الشماليّة، فِي مدينة دالاس بولايّة تكساس، المنعقد فِي شهر ديسمبر/ كانون الأوَّل مِن عَام 1984، كان الأستاذ زهير الشويهدي ومجموعة مِن أعضاء الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا يتقدمهم توفيق مصْطفى منينة وسَعْد عَبْدالله الأثرم (1957م – 7 نوفمبر/ تشرين الثّاني 1996م) وعبْدالسّلام سليم (تُوفي فِي التسعينيات)، يقومون بالتعريف بالقضيّة الوطنيّة وعرض منشورات الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا وتوزيعها على المُشاركين فِي المؤتمر، أيْضاً بعرض شرائط الفيديو التي تظهر مشاهد مِن التحقيقات والإعدامات التي تمّت فِي شهر رمضان المبارك لأعضاء وعناصر الجبهة، بعْد معركة مايو/ أيّار 1984 المجيدة التي خاضتها الجبهة مع نظام القذّافي العدواني المستبد.

كان زهير وتلك المجموعة، مسؤولون وقتذاك على القيام بهذا النشاط والمهمّة خلال أيّام انعقاد المؤتمر، وفِي هذه الأثناء جاء رجل إِلى الجناح الخاصّ بالجبهة، ويظهر مِن ملامحه أنه ليس بعربي إنّما يبدو أمريكياً أو أوروبياً، وقف أمام جناح الجبهة، وعيناه شاردتين فِي الحائط المزين بصورة كبيرة للشهيد أحمَد إبراهيم إحواس وتظهر خلفه رأيه قوَّات الإنقاذ.

وقف هذا الرجل أمام تلك الصورة لعدة دقائق، ثمّ التفت إِلى زهير الشويهدي، الموجود داخل الجناح عندئذ، وقال له: “.. أنا أعرف هذا الرجل ..!”. اعتقد زهير أن الرجل يقصد أحد رفاقه العاملين معه فِي الجناح، ولكنه التفت إِلى الخلف فلم يجد أحداً خلفه. عندها، سأل زهير الرجل: مَنْ هُو الّذِي تعرفه ؟. فأشار الرجل إِلى الصورة، وقال بلكنة أجنبية: (حاج أحمَد).

لم يصدق زهير مَا سمع، وفرح بالرجل فرحاً كبيراً ورحب به ثمّ أدخله داخل الجناح وأجلسه على الكرسي، وقال له: نعم هذه صورة الحاج أحمَد إبراهيم إحواس، الشهيد البطل، الّذِي استشهد مُنذ شهور داخل ليبَيا وهُو يقارع قوى الظلم والبغي والعدوان. فقال الرجل، رحمك الله يا أحمَد وأحسن مثواك وجعلك مِن أَصْحَاب الجَنَّة.. وسالت دموعه على خدّيه وهُو يبكي على فراقه. وكان الموقف مؤثراً أيما تأثير، ويدفع أيْضاً إِلى ضرورة معرفة مَا يعرفه هذا الرجل عَن شهيدنا البطل.

هُنا، سأل زهير الرجل سؤالاً مباشراً، فقال له: كيف تعرفت على الحاج أحمَد؟. فأجاب الرجل: “.. كُنَتُ فِي الدنمرك أنا وزوجتي، وكنّا نقوم بعزف الموسيقي فِي الشوارع فِي كوبنهاجن عاصمة البلاد. كنّا نقف أمام مكان يخرج منه شخص مرتين فِي اليوم، يذهب لمدة مِن الوقت ثمّ يعود إِلى المكان الّذِي خرج منه فِي البداية، وكان هذا الشخص يضع أحياناَ بعض النقود فِي الصحن الّذِي أمامي وأمام زوجتي. لقد كان هذا الشخص مختلف تماماً عَن الآخرين الّذِين يمرون علينا فِي الصباح والمساء.

وَفِي أحد الأيام، قررت أن أعرف حقيقة هذا الشخص، ففي يومٍ ما، جاء هذا الشخص ليضع بعض النقود كمَا يفعل فِي بعض الأحيان، فأمسكت بيده وقلت له: أريد ان أسألك مَنْ تكون، ومِن أيّ البلاد أنت؟. عندها طلب مني أن ألحق به، فلحقت به، وكانت المفاجأة، أنه دخل إِلى السفارة الِلّيبيّة فِي كوبنهاجن، ثمّ دخل إِلى المكتب الرئيسي بها، فإذ به السفير بنفسه. فقلت له: مُنذ فترة، وأنا أرصدك لأني رأيت فيك مَا لم اراه فِي بقية النَّاس.. فرجائي أن تقل ليّ: إِلى أين ِتذهب وترجع كل يوم. أخبرني، بأنه يذهب إِلى المسجد لأداء الصلاة الواجبة على كلِّ مسلم خمس مرَّات فِي اليوم الواحد.

كانت هذه هي المرَّة الأولى التي أسمع فيها عَن الإسْلام، وبحكم أن شخصيته أثرت فيّ كثيراً، ورأيت فيه شيئاً مختلفاً عَن غيره، وأحسست براحة حينما تحدثت معه، قادني هذا كله إِلى أن أطلب منه أن أدخل إِلى الإسْلام وأصبح مسلماً مِن الآن. حينها، قال ليّ: تريث قليلاً فلابُدَّ أن تقرأ وتتعرف على الإسْلام أولاً وبعدها تقرر الدّخول مِن عدمه لأنك لأبُدَّ أن تدخل عَن معرفة وقناعة تامّة.

وبعْد عدة جلسات مع الحاج أحمَد، قررت الدّخول إِلى الإسْلام فأصبحت مسلماً، وصرت أعرف فيما بعْد بإسم (أبوإسماعيل . وبعْد ذاك، أخبرت الحاج بأن زوجتي تريد الدّخول إِلى الإسْلام أيْضاً، فأخذها إِلى زوجته ورفيقة دربه أختنا الفاضلة الحاجة فاطمة ميكائيل لكي تجيب عَن أسئلة زوجتي وتعرُّفها وتعلُّمها الإسْلام، وقد فتح الله على زوجتي ودخلت هي الأخرى إِلى الإسْلام.

والقصّة الثانيّة فِي منطقة البحر الكاريبي، فِي غويانا أيّ جمهورية غويانا التعاونيّة، الواقعة على السّاحل الشّمالي لأمريكا الجنوبيّة، والتي وصلها الحاج أحمَد إحواس فِي عَام 1979م واستقر بها حتَّى يناير/ كانون الثّاني 1981م، حيث استقال فِي هذا التاريخ مِن منصبه كقائم بالأعمال فِي السفارة الِلّيبيّة بغويانا. كان بغويانا وقتئذ، جاليّة مُسلمة أصولها أفريقيّة وهنديّة ولكن كان ينقُصها بعض الجوانب وتحتاج إِلى تصحيح بعض المفاهيم وأن تتعلم بعض العبادات على النَحْو الصحيح.

عندما وصل الحاج أحمَد إحواس إِلى غويانا، سأل عَن الجاليّة المُسلمة والنشاط الاسْلامي بالمدينة، فعلم بأن شاباً مِن أهل البلاد كان قد أُرسل فِي بعثة دراسيّة إِلى الأزهر الشّريف حتَّى يتمكن، فيما بعْد، أن يعلم مواطنيه أصول دينهم الحنيف. والحاصل، هذا الشاب الّذِي أصبح رجلاً، كان مشاركاً فِي مؤتمر إسْلامي، عُقد فِي الولاياّت المتَّحدة الأمريكيّة فِي عَام 1986، حول العمل الإسْلامي فِي الأمريكتين، بصفته ممثلاً للمُسلمين فِي غويانا، وقد تحدث هذا الرجل عَن الحاج أحمَد بمحبة وذكر أعماله الجليلة ثمّ ترحم على روحه الطاهرة، سائلاً المولى عز وجل ان يتغمده برحمته ويغفر له ويدخله جنات عرضها السموات والأرض.

وقال هذا الرجل فِي تسجيل لدى الأستاذ زهير الشويهدي نسخة منه: “.. فِي أحدى الأيّام، جاء إِلى غويانا، رجل مِن الشّرق الأوسط أسمه أحمَد إبراهيم إحواس كسفير لدولته عندنا فأتصل بالمُسلمين  وتعرف عليهم وعَن أحوالهم وسألهم هل عندكم علماء أو قيادات شابه فأخبروه بأن هُناك شاب منهم يدرس فِي الأزهر الشّريف. أتصل الحاج أحمَد بيّ، وبعْد السلام والتعريف بنفسه، سألني على الفور، عَن دراستي الجامعيّة بالأزهر، فأخبرته بأنني أكملت الشهادة الجامعيّة والآن أفكر فِي الدّراسات العليا. فقال ليّ: أعتقد أن مَا درسته يكفي لتعليم أهلك والعمل بينهم لأنهم فِي حاجة ماسة لك، وأنت أقدر مِن غيرك على العمل بينهم لأنك تملك قدراً من العلم يؤهلك للقيام بدور مهم، ولأنك تعرفهم وتعرف طباعهم وعاداتهم وتقاليدهم وكلِّ شيء عنهم. اقتنعت بوجهة نظر الحاج أحمَد ووافقت علي الرجوع إِلى غويانا.

وبعد وصولي إِلى بلدي، تعرفت علي الحاج أحمَد إحواس، وعملنا سوياً وبدأنا فِي التحرَّك الجاد لأجل تعريف المُسلمين بدينهم وحُقُوقهم، ثمّ بدأ الحاج أحمَد بإقامة الحلقات واللقاءات لتعليم المُسلمين تعاليم دينهم الصحيحة وتوعيتهم وتثقيفهم، وكان يستعين أحياناً ببعض أصدقائه مِن الِلّيبييّن والعرب والمُسلمين فِي تنفيذ هذه البرامج والمهام..”.

ثمّ يضيف هذا الرجل الغوياني الجليل، فيقول: “.. يرجع للحاج أحمَد إحواس الفضل بعْد الله سبحانه وتعالي، فِي نشر تعاليم الدّين الصحيحة فِي بلادنا ومَا نعيشه مِن صحوة إسْلاميّة. لقد حقق هذا الإنجاز لأنه رجل ذو علم ومثقف ومخلص وصادق ومتواضع جدّاً. وبعدما قدم لنا هذا الرجل الجليل الوقور مَا قدم، ناداه واجب الجهاد فِي بلاده ليبَيا، فلبى نداء الواجب وكوّن مجموعة ليبيّة ثمّ قادها فِي عمليّة عسكريّة بطوليّة استهدفت نظام معمّر القذّافي الباغي الظالم، واستشهد فوق ثرى ليبَيا يوم السّادس مِن مايو/ أيار 1984م، فرحم الله أحمَد إحواس رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته..”.

وَفِي الخِتَام، تصادف صديقي علي فرج جبريل يوماً فِي مدينة أتلانتا بولايّة جورجيا بمجموعة مِن الأشخاص، مِن بينهم مَنْ هُو غوياتي، فحينما عرفوا أن الشخص الّذِي تصادفوا معه ليبيّاً، صاح أحدهم فرحاً بما سمع، قائلاً: “.. لليبَيا مكانة كبيرة فِي نفسي، فأحمَد إحواس ذلك الرجل الرَّائع التقي هُو مَنْ علمني تعاليم ديني وقراءة القرآن الكريم على النَحْو الصحيح..” وفِي السّياق نفسه، قال زهير الشويهدي: “.. أن المُسلمين مِن أهل غويانا الجنوبيّة حينما يلتقون بالِلّيبيّين فِي الولايّات المتَّحدة الامريكيّة، يرحبون بهم خير ترحيب ويفرحون بهم كثيراً ثمّ يسردون عليهم أعمال أحمَد إحواس الجليلة، ودوره المميز فِي العمل العامّ ومجالات التعليم والتوعية والتثقيف. وإكراما لشهيدنا البطل، فإنهم يقومون مُنذ استشهاده بإرسال أحد الحجاج كلِّ عام ليحج عَن الشهيد أحمَد إحواس..”.

______________

المصدر: موقع ليبيا المستقبل

مقالات

18 Commentsاترك تعليق

  • Наши специалисты предоставляют услугу капельницы от запоя круглосуточно на дому, обеспечивая необходимую поддержку в комфортной домашней обстановке. Если стационарное лечение не является возможным или предпочтительным, мы предлагаем эффективное решение для восстановления здоровья пациента без необходимости госпитализации.
    Детальнее – [url=https://kapelnica-ot-zapoya-moskva3.ru/kapelnica-ot-zapoya-v-stacionare-v-moskve/]капельница от запоя на дому круглосуточно[/url]

  • Good day I am so glad I found your blog, I really found you by accident, while I was researching on Bing for something else,
    Nonetheless I am here now and would just like to say thanks a lot for a incredible post and a all round entertaining blog (I also love the theme/design), I don’t have time to read through
    it all at the minute but I have saved it and also included your RSS feeds, so when I have time I will be back
    to read a lot more, Please do keep up the excellent job.

  • Howdy! I realize this is somewhat off-topic
    however I needed to ask. Does building a well-established blog
    such as yours take a large amount of work? I’m completely
    new to operating a blog but I do write in my journal on a daily basis.
    I’d like to start a blog so I can easily share my experience and views online.
    Please let me know if you have any suggestions or tips for brand new
    aspiring bloggers. Appreciate it!

  • I don’t even know how I finished up right here, but I assumed this publish was great.
    I don’t recognize who you might be but certainly you are going to
    a famous blogger if you are not already. Cheers!

  • You’re so cool! I do not think I’ve read something like
    this before. So great to find someone with some original thoughts
    on this issue. Really.. thank you for starting this up.

    This web site is one thing that is required on the web, someone with a bit of originality!

  • Woah! I’m really digging the template/theme of this blog.
    It’s simple, yet effective. A lot of times
    it’s hard to get that “perfect balance” between user friendliness and visual appeal.
    I must say you have done a fantastic job with this.
    In addition, the blog loads very fast for me on Chrome. Outstanding Blog!

  • Hey! This is my first visit to your blog! We are a team of
    volunteers and starting a new project in a community in the
    same niche. Your blog provided us beneficial information to work on.
    You have done a marvellous job!

  • Anavar doesn’t produce any harsh side effects,
    hence how it’s even used by a lot of ladies who need to
    get leaner. Another good factor about Deca Durabolin is that it’s more healthy for the liver.
    Nandrolone isn’t C-17 alpha-alkylated (Dianabol is), so ALT and AST
    levels often stay stable in our testing. Trenbolone
    is significantly extra androgenic than Dianabol; thus, oily skin, acne, and
    hair loss are extra frequent with trenbolone. Creatine is a nitrogenous natural acid that is naturally synthesized within the kidneys,
    liver, and pancreas. Bodybuilders can supplement with
    exogenous types of creatine, normally in monohydrate form.
    Amongst these, oral steroids are highly wanted for their comfort and potent results.
    This part delves into a variety of the most popular
    oral steroids, examining their properties, makes use of,
    and the explanations for his or her prevalence. Although usually prescribed for a 5- to 7-day interval, oral corticosteroids aren’t with out opposed results.

    Right Here is an summary of FDA-approved prescription topical medications
    for eczema including topical steroids, topical calcineurin inhibitors and topical PDE4 inhibitors.
    If you might have hypersensitivity or joint or muscle pain that makes it onerous to move, you may get the relief you’ve been in search of with Hinge Health’s on-line exercise remedy program.
    Ache can really feel like a roadblock, stopping you from doing what you take pleasure
    in. It’s a very small thing, but utilizing steroids has been proven to alter
    you mentally. You are more assertive, your relationship may undergo in case your partner isn’t 100
    percent in tune along with your “why” and it could damage relationships in consequence.
    Clenbutrol (yes, a small difference) goes to be the next
    best thing so that you just can reach for if
    you’re trying to lose some more weight. If you wanna play with the
    massive dogs, you gotta take the punches that come along with it.

    The primary cause lies in the truth that within the case of undesirable unwanted effects, you can stop medicine Steroid use, and within days it will
    be out of your physique. When girls are cycling gentle steroids similar to
    Primobolan or Anavar, they might not expertise any unfavorable unwanted facet effects.
    Some women gradually decrease the dose towards the end of a cycle and taper
    off; however, this isn’t needed. It will be more beneficial for the heart to come back off as soon as possible than to
    take decrease doses.
    Trenbolone is a highly effective steroid,
    producing giant features in muscularity and energy. Moreover, Dianabol causes vital extracellular
    water retention, inflicting bloating and a loss in muscle
    definition. A bodybuilder’s objective when chopping is commonly to
    attain most muscle definition and a small waist; thus, Dianabol will counteract this.

    Anadrol doesn’t convert into Estrogen but does work on the Progesteron axis, and you would count on unwanted effects of that nature.
    Hello, I’m Dr. Grant Fourie, a dedicated medical
    professional enthusiastic about advancing healthcare in our neighborhood.
    With 20+ years’ of medical background, I try to supply compassionate and progressive care to my sufferers.
    Exterior the clinic, I take pleasure in sport and fitness hobbies, which hold me
    balanced and inspired. It’s essential to notice that PCT ought to be tailor-made to the person and the
    particular cycle used. The length and intensity of PCT may differ depending on components such because the
    types of steroids used, cycle size, and individual response.
    Consulting with a healthcare skilled is crucial for growing an acceptable PCT protocol.

    As an author, James is dedicated to guiding his readers in the path of optimal well being and efficiency,
    providing actionable insights and strategies via his writings.
    James Cunningham is an creator and dietary supplement connoisseur with a solid tutorial basis,
    holding a BSc in Sport & Train Science from the College of Hertfordshire.
    Specializing in Efficiency Psychology, his expertise is backed by both
    rigorous examine and sensible expertise. I would suggest
    that you set your self a goal and then get one of the best dietary supplements to
    get you to that objective. The great thing with the above recommendations is you could easily mix three or four of
    them into the most effective steroid stack and achieve much
    better results than by selecting just one.
    This can happen when a user gains 15 lbs of muscle and burns 5 lbs of fat.
    This is a dramatic transformation, nonetheless, if you’re judging your features by the number in your scales – you
    would possibly find yourself a little disenchanted.
    Deca produces side effects much like most steroids, but probably the most unique
    one is ‘deca dick’. This steroid might have probably the most impression in your sexual performance, so if that is important to you, you might want
    to opt for another steroid. Nevertheless, when you don’t wish to expertise
    any of the unwanted facet effects Sustanon 250 causes; and
    also you need to construct muscle. These opposed effects normally
    right themselves when a cycle ends, until a person takes excessively long cycles for many years
    and abuses testosterone.
    This isn’t ideal, as extra water will cause much more bloating and viscous blood, doubtlessly
    exacerbating blood stress. Dianabol is usually utilized
    in bulking cycles due to its constructive results on muscle
    and energy. One study showed that ex-steroid users had much less subcutaneous fat
    mass, possibly due to the fat-burning effects of steroids.
    You can see that a number of the old bodybuilders who’ve come
    off steroids can shrink dramatically. However, a big proportion of this muscle loss can be attributed to them having stopped lifting weights.
    One Other benefit of injectable Dianabol is that when taken orally, the liver will break down some of the compound, making it much less bioavailable.
    Thus, though a significant quantity of the steroid might be active due to
    C17-alpha alkylation, if you’re taking 30 mg of Dianabol,
    the true dose may only be 26 mg.
    This might occur on HGH as a outcome of a rise in sodium uptake and extracellular
    fluid (water retention). This extra fluid in the synovial tissue compresses the median nerve, resulting in reduced function (10).
    This is surprising contemplating T3 is a potent fat-burning hormone, and
    HGH also stimulates lipolysis (fat loss). However, we see many bodybuilders mix HGH with insulin during a cycle
    for extra anabolism due to its efficient shuttling of nutrients into the muscle cells.

  • I every time used tto read post in news papers but now as I am
    a user of web therefore from now I am using net for articles or reviews, thanks to web.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *