عبدالله الكبير

لم يختلف المشهد عن حفلة تنكرية مكررة في عروض لسيرك من الدرجة الثانية، لأن الأعضاء الحاضرين من النواب كان أقل من ثلاثين عضوا، لأن الغالبية باتوا يخشون من ربطهم كالكلاب من رقابهم قبل تغييبهم، مثلما حصل مع النائب إبراهيم الدرسي، فلا نصاب ولا حتى ربع نصاب.

وهو ما دفع رئيس المجلس إلى تهديد النواب الغائبين بالحرمان من المرتب و إلغاء عضويتهم، فتكليف رئيسا للحكومة يحتاج إلى مائة وعشرين نائبا، ويسبق التصويت توافق مع المجلس الأعلى للدولة كما ينص الاتفاق السياسي.

كما سبق لمجلس عقيلة أن شكل حكومة ماتزال قائمة ولم يعترف بها أحد، وقبل أيام قليلة من دعوة عقيلة مجلسه للإنعقاد وصفت المبعوثة الأممية لليبيا السيدة حنة تيتيه دعوته لتشكيل حكومة بخطوة أحادية من طرف واحد.

ما يدركه عقيلة وبقية النواب، أو ربما لم يدركوه بعد، أن مجلسهم لم يعد له من كيانه سوى الاسم، فلا فعالية له في المشهد السياسي، إلا إذا اعتبرنا محاولات عرقلة أي تسوية سياسية بالفعل السياسي، فوظيفتهم الحقيقية هي التغطية على جرائم حفتر وعصاباته، صاحبة السلطة والقرار في المنطقة التي يعقدون فيها اجتماعتهم

 أما المترشحون وعددهم أربعة عشر مترشحا، فهم الجزء المكمل للحفلة التنكرية، إذ لا يكتمل مشهد من يرتدون قناع صناع الملوك من دون شخصيات طامعة، يداعب كل واحد منهم حلم التتويج بتاج رئاسة الحكومة، لكن الواقع والحقيقة لا الأعضاء ولا المترشحون يمكنهم إحداث أي تغيير في الموقف السياسي بهذه الحفلة البائسة.

 المترشحون وبعضهم من رعاة المليشيات، وبعضهم تقلد سابقا مناصب في الدولة وأثبت فشله، وبعضهم يزعم أنه خبير نووي وهو في الحقيقة ضابط مخابرات، أما خبرتهم السياسية فهي منعدمة تماما، لأن المتابع للمشهد السياسي الليبي يعرف أن تشكيل الحكومات في ليبيا منذ اتفاق الصخيرات أصبح في يد القوى الدولية، عبر بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.

ويعرف المتابع بشكل عرضي للمشهد السياسي الليبي أيضا، أن محاولات عقيلة السابقة اخفقت، ولم يعترف المجتمع الدولي بحكوماته الموازية، ولكن الطمع أعمى بصيرتهم.

 عقب اكتمال العرض التنكري، أعلن عقيلة عن جلسة لم يحدد تاريخها يتم فيها تكليف إحدى الشخصيات بتشكيل الحكومة، وسر عدم الإعلان عن الموعد هو استخدام هذا العرض التنكري، الذي تفصله محطة واحدة عن فصله الأخير، عند مطالبته بترشيح من يمثله في الحوار السياسي القادم، والمساومة به إذا تعرض لأي ضغوطات دولية.

_____________

مقالات