رياض الجباري
أثار لقاء عقدته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مع وجهاء وأعيان المنطقة الغربية تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان هؤلاء تقديم مقترحات قادرة على الخروج من الانسداد السياسي الراهن الذي تشهده.
وعقدت نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، هذا اللقاء مع 16 من وجهاء وأعيان ووسطاء محليين من كل من تاجوراء، الزنتان، سوق الجمعة، مصراتة، ورشفانة، أبو سليم، زوارة، جادو، بني وليد، غريان، زليتن، الزاوية، طرابلس الكبرى.
وتم خلال اللقاء طرح “أفكار” لحل الأزمة التي تعرفها البلاد.
“لا حل“
وتأتي هذه المشاورات بعد أيام من اشتباكات مسلحة عرفتها العاصمة الليبية، طرابلس، إثر مصرع رئيس جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي المعروف بـ“غنيوة“.
ويرى المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، أن “البعثة الأممية الحالية مثل سابقتها، لا تبحث عن حل ناجع للأزمة الليبية“.
وقال المرعاش إن “لقاءات رئيسة البعثة الحالية عبثية والجميع يعي ويعرف تماما أن مفتاح حل الأزمة في ليبيا هو أمني“.
وأشار إلى “ينحصر في إنهاء حالة السلاح المنفلت، وتفكيك الميليشيات المسيطرة على مؤسسات الدولة في العاصمة طرابلس، المستمرة في عرقلة أي حل سياسي، خدمة لمصالح زعمائها في السلطة ونهب المال العام“.
وأضاف لـ“إرم نيوز“، أن “كان ينبغي للبعثة الأممية اقتراح جمع قادة هذه الميليشيات في العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى ميليشيات أخرى في خمس مدن أخرى في الغرب الليبي، وهي مصراتة والزاوية وزوارة والزنتان ونالوت وجمعهم في اجتماعات مباشرة مع قيادة الجيش الوطني الليبي، ومناقشة مسائل ضم عناصرهم المسلحة، وفقاً للشروط العسكرية والأمنية المعروفة“.
ولفت إلى أن “هنا، سنكتشف مدى صدقهم وحرصهم على مصلحة الوطن، وفى حالة رفضهم، تكون البعثة قد فضحت نواياهم أمام الشعب الليبي، والطلب من مجلس الأمن الدولي تصنيفهم على أساس أنها ميليشيات فوق القانون، وعزلها والتعامل معها بالقوة، وتجميد أموال قادتها ومنعهم من السفر“.
اختيار جماعي
ودفعت البعثة الأممية في كثير من المرات بمبادرات تستهدف حل الانسداد السياسي بمشاركة واسعة من الفاعلين السياسيين، ومن بينهم مجلسا النواب والأعلى للدولة، لكن هذه المبادرات باءت بالفشل، ما يثير تساؤلات حول دور الوجهاء والأعيان.
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي، جلال الحرشاوي، إن “بعثة الأمم المتحدة في ليبيا اختارت أسلوب أنها تعطي للبلاد مجموعة خيارات، وتورّي هذه الخْيارات لمجتمعات مختلفة وتجمع آراءهم“.
وبين الحرشاوي لـ“إرم نيوز“، أن “البعثة تتواصل في الوقت نفسه مع دول أجنبية عديدة. عن طريق العملية هذه، البعثة تريد تختار أنسب خيار وتقول إن البعثة لم تقرر وحدها، بل إن الاختيار كان جماعيا“.
وأضاف المتحدث “لو يتم تشكيل أغلبية واضحة فإنها ستوجّه سير الأمور. وهناك نقطة ثانية مهمّة كثيرا: أمريكا لم تعد تساند الأمم المتحدة هذه الأيام“.
___________________