جبرين حبور

المقصود هو تغير ديموغرافي للسكان وإحداث فجوة وتصدّع وشرخ في البنية الثقافية والاجتماعية للسكان .. وذلك للأسباب التالية :
-
يمكن أن تنشأ مشاعر العنصرية أو العداء تجاه المجموعة الجديدة، مما يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية.
-
إذا لم تتوفر سياسات فعالة للدمج ، فقد تبقى المجموعة الجديدة معزولة، مما يؤدي إلى ظهور مجتمعات موازية .
-
إذا كان الوافدون يتحدثون لغة مختلفة أو يعتنقون ديانة أخرى، فقد تحدث تغييرات ثقافية عميقة.
-
عندما تفرض ثقافة خارجية قيمها ولغتها، مما يضعف الهوية الأصلية ويجعلها في صراع مع الهوية المستوردة.
والهدف من ذلك إطالة الحكم الاستبدادي
حيث لا توجد رؤية وطنية واضحة تعزز الهوية الجماعية، مما يترك الأفراد في حالة بحث عن انتماءات بديلة.
وذلك من أخطر الأدوات التي تُستخدم للتحكم في الشعوب وإضعافها، وغالبًا ما تكون هذه الاستراتيجيات مدروسة وموجهة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية.
مما يصبح من الصعب إيجاد هوية مشتركة في المجتمع.
كلما كان المجتمع أكثر تنوعًا من حيث الأعراق، اللغات، والعادات، زادت صعوبة الاتفاق على هوية موحدة، خاصة إذا لم يكن هناك خطاب جامع يعزز القواسم المشتركة.
فالمجتمعات التي مرت بصراعات أهلية، أو استعمار، أو تقسيمات طبقية تعاني من انقسامات عميقة تجعل من الصعب توحيد الهوية الوطنية.
و عندما لا تُعزز المناهج الدراسية الشعور بالانتماء المشترك وتاريخ المجتمع، يتشتت الأفراد في هويات فرعية بدلاً من هوية جامعة.
كذلك التأثر بالثقافات الخارجية، سواء عبر الإيفاد للدراسة و الإعلام أو الهجرة، قد يؤدي إلى تآكل الهوية الوطنية، خاصة إذا لم يكن هناك خطاب ثقافي قوي يعزز الهوية المحلية.
كما أن اللعب على تجهيل المجتمع واللعب على الحساسيات القبلية هي من أخطر الأدوات
لإبقاء الشعوب غير واعية بحقوقها حتى لا تطالب بالتغيير .
وايضا استراتجية نشر الجهل تسهّل التحكم في العقول وتوجيهها نحو مصالح معينة.
ويسهم في طمس التاريخ الوطني أو تشويهه حتى لا يكون هناك وعي جمعي يوحّد المجتمع.
و التضييق على الحريات الأكاديمية والثقافية لمنع بروز مفكرين قادرين على التنوير.
فالتعليم الرديء يُبقي المجتمع في حالة تبعية، فلا يستطيع المنافسة في سوق العمل، مما يجعله يعتمد على القوى الخارجية.
كما يؤدي إلى انتشار الفقر، مما يجعل الأفراد أكثر انشغالًا بلقمة العيش وأقل اهتمامًا بالقضايا الكبرى.
وايضا ترويج ثقافة الترفيه السطحي بدلاً من تثقيف الناس حول قضاياهم الأساسية.
ومحاولة تضخيم النزعات القبلية والعرقية لخلق انقسامات داخل المجتمع، مما يمنع أي محاولة لبناء وحدة وطنية قوية.
و بدلاً من أن يكون الصراع ضد الفساد أو الاستبداد، يتم توجيه المجتمع ليحارب بعضه البعض بناءً على القبلية أو الدين أو العرق.
كماأن اللجوء الى دعم زعماء القبائل على حساب المؤسسات الوطنية، يصبح الولاء للعشيرة أهم من الولاء للدولة.
أما توظيف القبائل كأدوات في الصراعات السياسية، سواء عبر تجنيدها أو تحريضها ضد بعضها البعض، تؤدي لضمان بقاء النخبة الحاكمة. مما يدعم انتشار الفساد والمحسوبية نتيجة تقديم الانتماء القبلي على الكفاءة.
الحل؟
-
تعزيز التعليم والتوعية الفكرية من خلال مناهج وطنية تعزز الهوية الجامعة.
-
دعم الإعلام الحر الذي يفضح أساليب التلاعب بالوعي.
-
نشر قيم المواطنة والمساواة على حساب الانتماءات الضيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صفحة الكاتب على الفيسبوك