منارة الجغبوب هي الزاوية التي أسسها جد الملك ادريس السنوسي (ابن السنوسي) سنة 1855م في واحة صحرواية لا يقطنها الا اللصوص وقطاع الطرق .
قصة الجغبوب والإمام الأكبر
تبعد الجغبوب عن جنوب باردية (بردي سليمان) 239 كم و تبعد عن واحة سيوة مسيرة ثلاثة ايام، وهي صحراء لمدينة قديمة تعرف بمدينة ” لك ” وهي من مدن شرق برقة، يسمونها أهل برقة “حطية الجغبوب” ماؤها شديد المرارة وكانت الجغبوب بمثابة المخبأ الحصين لحماية اللصوص وقطاع الطرق.
وشاء الله تعالى ان يمر الإمام السيد محمد بن علي السنوسي في إحدى رحلاته بهذه ( الواحة ) وقرر في نفسه ان يتخذها مركزا دينيا اسلاميا تشع بأنوار الهدى بعد أن كانت مبعثا للإرهاب و الفزع ومأوى للفساد والإفساد.
أخذ في تعمير الآبار والصهاريج لحفظ ماء المطر الواقعة في الطريق المؤدية الى الجغبوب من شرق برقة ووضع عليه حارسا – اسمه حكيم وعرف البئر بأسم الحارس (بئر حكيم)
وكانت فكرته، ايجاد مركز رئيسي يتخذه لإدارة دفة مشاريعه الواسعة، وليجعل من الجغبوب معهدا علميا بعيدا عن الضوضاء والغوغاء.
فكوَّن وفد من 20 شخصا برئاسة السيد عمران بن بركة الفيتوري ومهمة الوفد
تحديد الموقع اللائق بالمركز الجديد، وجمع البيانات والمعلومات حوله .
وعاد الوفد يحمل انواعا من الماء والتراب والنبات، ومن خلال ما تم عرضه من قبل الوفد وباستفاضة عن المكان، قرر و أعطى الاذن بالإقامة بها واعطى تفويضا لتلميذه ووكيله السيد علي بن عبدالمولى .
تخطيط زاوية الجغبوب
جهزت القوافل لنقل الماء والامتعة ولوازم البناء من درنة وتم احضار المئات من العمال من ضمنهم منتسبي الدعوة يعملون بالبناء والتدريس في وقت لاحق.
وتم انجاز مسكن الإمام و المسجد ومساكن الأخوان و الطلبة والعمال
وتم بناء المدرسة القرآنية وبناء افران لاعداد الخبز وبناء صهاريج لحفظ الماء وبناء محل خاص لتقطير الماء العذب من الماء المالح. كما تم احضار معدات ” كوش” لاستخراج الجير – الخاص بالبناء.
وتم اعداد معاصر لعصر الزيت، وكان الزيتون يستجلب من واحة سيوة وتم انشاء الصناعات الخفيفة مثل الحياكة والصناعات الجلدية مثل صناعة الاحذية
صناعة الحصر ومهن الحدادة وتجليد الكتب وتصليح الاسلحة وبناء ورش النجارة وورش تفصيل وقص الزجاج، كما تم جلب “طواحين” تدار بواسطة الرياح والاخرى بواسطة الدواب .
وتم بناء مكتبة ضخمة التي لايمكن للأفراد الاتيان بمثلها ضمت مخطوطات نفيسة من مختلف البلدان من مصر و الشام والحجاز وتونس ومراكش والاستانة ..
وتم انشاء مصنعا خاصا لصناعة البارود في الجغبوب وهو نوع من تراب معين في برقة ومن بعض النباتات الخاصة
وكانت هيئة العلماء الذين قاموا بالتدريس والوعظ في المعهد الجغبوبي هم :
الشيخ عمران بن بركة الفيتوري والشيخ احمد عبدالقادر الريفي والشيخ احمد ابوالقاسم التواتي والشيخ فالح الظاهري المهنوي والشيخ عبدالرحيم عبدالواحد المحبوب والشيخ محمد بن احمد بن عبدالشفيع والشيخ ابوسيف مقرب حدوث البرعصي والشيخ حسين الموهوب الدرسي والشيخ محمد بن صادق الطائفي
والشيخ احمد الطائفي والشيخ محمد بن مصطفى المدني والشيخ محمد القسطيني والشيخ محمد بن حسن البسكري.
أما شيوخ رؤساء الزوايا فهم يعطون حصص في الدروس اثناء زيارتهم للجغبوب وإقامتهم المؤقتة فيها، ومنهم السادة الاعلام: الشيخ محمد بن احمد السكوري
والشيخ حسين الغرياني والشيخ احمد بن علي ابوسيف والشيخ عمر الاشهب والشيخ عبدالله السني والشيخ ابوالقاسم العيساوي والشيخ محمد الازهري والشيخ الحسين الحلافي
أماخريجي المعهد الحغبوبي تحت اشراف السيد محمد الشريف السنوسي السادة الأعلام .. نذكر بعضا منهم: الشيخ السنوسي عبدالعال المصراتي والشيخ احمد بن ادريس الأشهب والشيخ محمد بن عبدالله التواتي والشيخ حامد بركان الشريف والشيخ محمد التواتي بن احمد والشيخ احمد الشنقيطي والشيخ احمد ابوالقاسم العيساوي والشيخ محمد بن عبدالله السني والشيخ المختار الغدامسي والشيخ سليمان الحوتي والشيخ ادم الفزاني والشيخ ادم العوامي والشيخ محمد علي مصطفى المحجوب والشيخ عبدالرحمان الشلبي والشيخ عبدالرحيم البوطري الفاخري والشيخ علي الامام الزليطني والشيخ الحسين السنوسي والشيخ محمد علي عبدالمولى وغيرهم كثر لا يتسع المقام لذكرهم.
للأسف بعد الإنقلاب او التمرد المسلح والعصيان ب 14 سنة وفي نوفمبر سنة 1984م قرر القذافي إزالة هذا المعلم الأثري من الوجود ولم يكتفي بذلك بل امر بنبش الفبور وإنتهاك حرمتها ولم تثار هذه الجريمة في الاعلام واكتسحها النسيان المبرمج.
_____________
المصدر: صفحة الكاتب على الفيسبوك