يصادف يوم 26\11\1956م إصدار المرسوم الملكي بتعيين الامير الحسن الرضا المهدي السنوسي وليا للعهد خلفا لوالده الامير الرضا المهدي السنوسي رحمه الله

ولد الأمير الحسن الرضا السنوسي بمدينة بنغازي عام 1928م بمنطقة البركة وتلقى تعليمه الابتدائي في داخل اقليم برقة كما تلقى علوم القرآن على أيدي شيوخ وائمة وفقهاء السنوسية ثم سافر التحق عام 1944م بالأزهر الشريف وقد توطدت علاقاته هناك مع نخبة من العلماء والائمة والشيوخ الأفاضل من مختلف الأقطار الإسلامية بما في ذلك علماء والشيوخ ليبيا .

تزوج الأمير الحسن الرضا السنوسي في عام 1959م من كريمة الشيخ الطاهر باكير رحمه الله من مدينة طرابلس ورُزق بثلاث بنات وخمسة أبناء (المهدي ومحمد وخالد وأشرف وجلال)

مثل السيد الرضا السنوسي ليبيا في مؤتمر قمة الدول العربية الذي انعقد في عام 1964م في القاهرة وفي مؤتمر الدول العربية في الخرطوم في أواخر 1967م كما التقى بالرؤساء جمال عبد الناصر (مصر1962م) وجون كيندي (الولايات المتحدة الأمريكية 1962م) والإمبراطور هيلا سيلاسي (الحبشة1968م) والحبيب بورقيبة (تونس، 1969م)، وهواري بومدين (الجزائر) كما كانت له علاقات طيبة مع العديد من قادة الأمم في العالم بصفة عامة والعالم الإسلامي بصفة خاصة

جاء في خطابه الذي ألقاه في 1962م أمام الجمعية العامة للامم المتحدة قوله إن ليبيا باعتبارها عضوا في هذه الهيئة الاممية لتؤمن إيمانا صادقا بالتفاهم والتعاون بين الشعوب كما تدعو بإخلاص أن تتقبل هذه الشعوب دعوتها إلى التساند والتواد لبناء عالم بعيد عن الخوف والجهل والمرض عالم يتكون من أفراد أسرة واحدة يسند قويها ضعيفها ويساعد غنيها فقيرها، ويعلم مثقفها جاهلها. وبمثل هذا الترابط الإنساني يمكن للبشرية أن تسير بخطوات ثابتة وحثيثة لما فيه خير أبنائها، وأن توجه طاقاتها وإمكانياتها الآلية، لخلق وإيجاد ظروف الطمأنينة وتوطيد أركان السلام والعيش الكريم.

بعد انقلاب سبتمبر المشئوم والمؤدلج عام 1969م سجن ظلما في السجن المركزي المعروف باسم الحصان الأسود ثم نقل وشقيقه السيد مصطفى الرضا السنوسي إلى معسكر باب العزيزية حيث حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة سنوات ثم وضع بعد عام ونصف تقريبا تحت الإقامة الجبرية وسط مراقبة مشددة من قبل اجهزة الامن .

فى عام 1977م سمح له بالتجول قام بزيارة بعض مدن وقرى ليبيا من بينها البيضاء وصبراتة، وغيرها من المدن كما أخذ يتردد على مساجد طرابلس جامع الملك ادريس السنوسي حيث وجد الترحاب والسلام من زوار الجامع ومنع من زيارة الجامع عام 1978م حتى من صلاة الجمعة فى جوامع المدينة حيث تفرغ للعلم والعبادة ولكنه مُنع من ارتياد أحد المساجد التي كان يؤدي فيه صلاة الجمعة في مدينة طرابلس .

وفي شهر فبراير عام 1984م اقتحم مجرمي اللجان الثورية ومخابرات عسكر انقلاب سبتمبر منزله وطردوه منه وحرقوا مكتبته وعاثوا في محتويات المنزل فسادا ودمارا فانتقل إلى سكن آخر متواضع في بمدينة تاجوراء مع أهل بيته وأبنائه

اصيب بجلطة في المخ سببت له شللاً نصفياً، بالإضافة إلى أمراض عام 1987م القلب فسافر في أكتوبر 1988م مع ابنه السيد محمد للعلاج بالمملكة المتحدة العاصمة لندن وبعد مضي ثمانية اشهر تقريبا سمح لافراد اسرته باللحاق به وتوفي يوم الثلاثاء 28 أبريل 1992م عن عمر يناهز الثلاثة والستين عاما ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة حيث دفن أيضا المجاهد أحمد الشريف والملك محمد إدريس السنوسي

ويالرغم مما تعرض له السيد الحسن الرضا من أذى إلا أنه لم يغادر هذه الدنيا إلا بعد أن ترك هذه الكلمات الجميلة التي تدل على روح التسامح وعلى معدن الرجل وأصالته وطينته الطيبة وفطرته السليمة النقية الطاهرة وتدل كذلك على وطنيته وصدق محبته لليبيا والليبيين، وعلى إحساسه بالمسؤولية تجاه وطنه.

يقول السيد الحسن الرضا السنوسي:

أنني أتوجه إلى أبناء ليبيا الكرام وأطلب منهم الترفع عن روح الأحقاد والكراهية، عسى الله أن يتوب على الجميع وأنا هنا أعلن أمام الله وأمام أفراد أسرتي وأبناء ليبيا بأني قد سامحت كل من آذاني وسبب لي أضرارا، احتسابا لله وقربة له وحقناً للدماء وأطلب من أفراد أسرتي وأبناء شعبي، أن يتحلوا بأدب وتربية القرآن الكريم (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) وأن يقتدوا بسيرة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ويعفوا قدر ما استطاعوا، وأن يكون ديدنهم الأكبر خدمة البلاد الليبية العزيزة ويواصل رحمه الله، قائلا: وأخيراً أوصيكم يا أفراد أسرتي جميعا وكذلك جميع أبناء وطني بتقوى الله في السر والعلن، وحين تغدون وحين تمسون وأدعو الله تعالى أن يوفقكم لكل ما فيه خير الدنيا والآخرة

رحم الله الامير الحسن الرضا المهدي السنوسي وجزايه عنا كل خير

_______________

أمر ملكي بتعيين ولي العهد

***

نحن إدريس الأول ملك المملكة الليبية المتحدة،

بعد الاطلاع على المادتين ٤٤ و ٤٥ من الدستور،

و على الأمر الملكى باعادة تنظيم البيت المالك الصادر فى ٢٢ صفر ١٣٧٤ الموافق ٢٠ أكتوبر ١٩٥٤.

و على المرسوم بقانون بتعديل قانون مجلس العرش الصادر فى ٢١ ربيع الثانى ١٣٧٦ ﻫ الموافق ٢٤ نوفمبر ١٩٥٦.

و رغبة منا فى تعيين ولى للعهد خلفاً لولى عهدنا ساكن الجنان المغفور له صاحب السمو الملكى الأمير محمد رضا المهدى السنوسي، و نظراً لما لاحظنا فى السيد الحسن بن المغفور له من اتزان و تعقل و ما لمسناه فى والده رحمه الله و رضى عنه – دون غيره – و ثقة فيه.

أمرنا بما هو آت

مادة ١ – (١) يعين السيد حسن رضا المهدى السنوسى ولى عهد لعرش المملكة الليبية المتحدة إلى أن يمن الله علينا بولد ﺫكر تؤول إليه ولاية العهد بموجب المادة (٤٤) من الدستور و المادة الثالثة و الخامسة من أمرنا باعادة تنظيم البيت المالك الصادر فى ٢٠ أكتوبر ١٩٥٤.

(٢) إﺫا من الله علينا بولد ﺫكر كان صاحب السمو الملكى الأمير الحسن رضا ولياً لعهده ما لم يتعارض ﺫلك مع أحكام أمرنا المذكور. و فى ﻫﺬﻩ الحالة يدخل صاحب السمو الملكى الأمير الحسن الرضا فى نظام توارث العرش ويعتبر أصلا يكون توارث العرش مستمراً فى فرعه وفقاً لأحكام أمرنا المذكور.


مادة ٢ – إﺫا توفى الملك دون ولد ذكر و لم تكن زوجه حاملا أو كانت حاملا و لم يتمخض الحمل عن ولى للعهد يعود العرش إلى صاحب السمو الملكى الأمير الحسن رضا و يعتبر أصلا يكون توارث العرش مستمراً فى فرعه وفقاً لأحكام أمرنا باعادة تنظيم البيت المالك الصادر فى ٢٠ أكتوبر ١٩٥٤.

مادة ٣ – إذا توفى الملك و كان ولى عهده قاصرا كان صاحب السمو الملكى الأمير الحسن رضا وصياً على عرش المملكة الليبية المتحدة إلى أن يبلغ الملك القاصر تمام ثمانية عشر عاماً هلالياً وفقاً لأحكام المادة (٤٩) من الدستور.

ولا تطبق بشأن تعيينه أحكام المادة الثامنة من أمرنا باعادة تنظيم البيت المالك الصادر فى ٢٠ أكتوبر ١٩٥٤و يقوم الوصى المذكور بجميع واجبات الملك و يمارس جميع حقوقه و سلطاته.

مادة ٤ – إذا توفى الملك و كانت زوجه حاملا فان الحمل المستكن يدخل فى نظام الوارث كما لو كان مولوداً قبل الوفاة.

و إلى أن يولد يمارس صاحب السمو الملكي الأمير الحسن رضا بوصفه وصياً واجبات الملك و حقوقه و سلطاته أما إذا ولد ميتا فيعتبر كأن لم و ينتقل العرش إلى صاحب السمو الملكى الأمير الحسن رضا.

ولا تطبق فى هذه الحالات أحكام (١٧) من أمرنا باعادة تنظيم البيت المالك الصادر فى ٢٠ أكتوبر ١٩٥٤.

مادة ٥ – فى جميع الأحوال التى يكون فيها صاحب السمو الملكى الأمير الحسن رضا وصيا على العرش يؤدى قبل توليه منصبه اليمين المنصوص عليها فى المادة (٥٣) من الدستور أمام مجلس الشيوخ و النواب في جلسة مشتركة.

و إﺫا كان مجلس الأمة غير منعقد وجبت دعوته فوراً لسماع اليمين، و إﺫا كان مجلس النواب منحلا دعى المجلس القديم فوراً للاجتماع للغرض ﺫاته.

وإلى أن يؤدى الوصى اليمين الدستورية يزاول مجلس الوزراء تحت مسئوليته سلطات الملك الدستورية باسم الأمة الليبية وفقاً لأحكام المادة (٥٢) من الدستور.

مادة ٦ – يكون لصاحب السمو الملكى الأمير الحسن رضا بوصفه وصيا مجلس شورى خاص إلى أن يكتمل له من العمر أربعون سنة ميلادية، و هى أقصى سن الرشد. و تطبق فيما يتعلق ﺒﻬﻨا المجلس الأحكام الخاصة بمجلس شورى الملك الخاص من أمرنا باعادة تنظيم البيت المالك الصادر فى ٢٠ أكتوبر ١٩٥٤.

مادة ٧ – (١) تعدل المادة (١) من أمرنا باعادة تنظيم البيت المالك الصادر فى ٢٠ أكتوبر ١٩٥٤ على نحو الآتى:

صاحب العرش رئيس البيت المالك، وله ﺒﻬﺫﻩ المثابة حق الولاية على أعضائه. وأعضائه البيت المالك هم زوجات الملك وأولاده و من لهم الحق فى تولى العرش بموجب أمرنا ﻫﺫﺍ أو أمرنا الصادر فى ٢٠ أكتوبر ١٩٥٤ أو أولادهم. وما عداهم من أفراد الأسرة السنوسية فلا يعتبرون من البيت المالك وتلغى جميع امتيازاتهم وألقابهم وحصاناتهم.

(٢) تعلق المادة (٢) من الأمر ﺍﻠﻤﺬﻛوﺭ على النحو الآتى:

يطلق لقب الأمير على أعضاء البيت ﺍﻠﻤﺬﻛﻭﺭ، ويلقب ولى العهد بصاحب السمو الملكى وأما غيره من الأمراء فيلقبون بصاحب السمو، ويلغى لقب ملكة و ملكات أو أميرة وأميرات.

مادة ٨ – على رئيس وزرائنا والولاة ورؤساء وأعضاء المجلس ﺍﻠﺘﻨﻓﻴﺫﻴﺔ كل فيما
يخصه ﺗﻨﻓﻴﺫ ﻫﺬﺍ الأمر ويعمل به من تاريخ صدوره.

إدريس

صدر بقصر الخلد فى ٢٢ ربيع الثانى ١٣٧٦.

الموافق ٢٥ نوفمبر ١٩٥٦.

_____________

مقالات