عرض د. فتحية الخير حمدو
كتاب مميز جمع بين المتعة والعبرة وهو زاخراً بدروس وعضات في الوطنية وحب الوطن صدر عن المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية ضمن سلسلة الدراسات التاريخية رقم (148) .
كتاب حول بشير السعداوي ودوره في الحركة الوطنية الليبية (1884-1957) لمؤلفه الدكتور ارويعي محمد علي قناوي الأستاذ في قسم التاريخ، كلية الآداب ، جامعة بنغازي، وهذه هي الطبعة الأولى للكتاب ونشرت عام 2014م.
يتضمن الكتاب 544 صفحة قسمها المؤلف إلى خمسة فصول يسبقها فصل تمهيدي حول نسب بشير السعداوي ومولده ونشأته وتكوينه العلمي والثقافي، وأثر الحياة السياسية في ولاية طرابلس الغرب آواخر العهد العثماني في تكوين شخصيته، ودوره في مقاومة سياسة التغلغل الايطالي السلمي في ولاية طرابلس .
تناول المؤلف في الفصل الأول النضال السياسي للسيد بشير السعداوي ودوره العسكري ضد الاحتلال الايطالي سنة 1911م، وقيادته لحركة المقاومة الشعبية المسلحة في ” الخمس ومصراته” ، وكيف أثر صلح (أوشي لوزان) على حركة الجهاد في منطقة طرابلس مما أدى إلى هجرة السعداوي إلى بلاد الشام ثم تركيا وعمله في الدولة العثمانية من 1913 حتى 1919 .
تولى السعداوي في بلاد الشام وظيفة وكيل متصرف ريزة 1913، وشارك في اجتماعات منظمة تشكيلات مخصوصة أبان الحرب العالمية الأولى 1914-1915، وتولي وظيفة قائمقام ينبع البحر والثورة العربية الكبرى عام 1916، ثم عُين قائمقام لقضاء جزين بمتصرفية لبنان.
وبحلول عام 1920 عاد بشير السعداوي إلى الوطن من أجل النضال السياسي الذي أستمر حتى 1923، وأسهم في حل الخلافات الداخلية خلال الأعوام من 1920 حتى 1922 حيث كان له دور في اتفاقية سرت التي أفضت إلى تنصيب أدريس السنوسي أميراً على أقليمي طرابلس وبرقة.
وعقب هجرة أدريس السنوسي إلى مصر سنة 1923 كان للسيد بشير السعداوي دورا في توحيد حركة المقاومة بين الأقليمين، ولكنه هاجر في ذات العام إلى مصر ثم إلى بلاد الشام مجدداً.
خصص المؤلف الفصل الثاني للحديث عن دور بشير السعداوي في الحركة الوطنية الليبية في سوريا حيث كان له نشاطات من خلال اللجنة التنفيذية للجاليات الطرابلسية البرقاوية من 1928 حتى 1932، وحاول إثارة اهتمام العرب والمسلمين بالقضية الليبية.
وكانت له اتصالات بأحرار الطليان والقوى الأوروبية المناهضة للفاشية، ثم قيادة السعداوي لجمعية الدفاع الطرابلسي– البرقاوي، وخلافاته مع بعض أعضاء الجمعية والمفاوضات التي خاضها مع ( شكيب ارسلان) و( موسيليني) بشأن القضية الليبية عام 1934، واستغلاله العدوان الايطالي على الحبشة لصالح القضية الوطنية عام 1935 -1936، ودوره في ربط القضية الليبية بالقضايا القومية عام 1937 -1938.
أما الفصل الثالث فقد تناول فترة إقامة بشير السعداوي في السعودية ومصر منذ العام 1939 حتى 1948 حيث تم اختياره مستشاراً للملك عبد العزيز بن سعود 1939، ودوره في قضية الوحدة العربية ثم دوره السياسي في القاهرة خلال عام 1946 وزيارته واتصالاته بالزعماء الليبيين والمسؤولين البريطانيين ومحاولاته توحيد الجهود السياسية للزعامات الليبية بالقاهرة عام 1946-1947.
أسس السعداوي (هيئة تحرير ليبيا بالقاهرة) في مارس 1947 وكان لها نشاطات ولمصر وجامعة الدول العربية موقف من توجهات هذه الهيئة حتى 1948.
وتضمن الفصل الرابع النشاط السياسي للسعداوي خلال فترة عمل لجنة الاستفتاء الدولية في ليبيا ما بين مارس ويوليو1948 ، ودوره بعد ذلك في أروقة الأمم المتحدة دفاعاً عن القضية الوطنية خلال الدورة الثالثة للجمعية العامة للمم المتحدة.
وتناول الفصل الرابع موقفه من ( مشروع بيفن سفورزا) مايو 1944، وجهوده في القضية الوطنية منذ استقلال برقة 1 يونيو 1949 وحتى صدور القرار الدولي باستقلال ليبيا 21 نوفمبر 1949.
في الفصل الخامس تناول المؤلف الاتجاهات السياسية للسعداوي حيال التطور الدستوري في ليبيا ، ودوره في لجنة ( الواحد والعشرين) ، وفي الجمعية الوطنية التأسيسية الليبية وقراراتها التمهيدية ، ونشاطه السياسي بعد إعلان استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951 وكذلك في الانتخابات النيابية في فبراير 1952، وأخيراً دوره ونشاطه في المنفى منذ 1952 حتى 1957.
والكتاب يضم مجموعة متميزة من المصادر والمراجع والوثائق العربية المنشورة وغير المنشورة ، والوثائق المعربة ، والوثائق الاجنبية، والمذكرات والملفات السياسية ، والكتب ورسائل الدكتوراه والماجستير، والدوريات والمراجع الاجنبية إضافة إلى فهرس الإعلام، وفهرس القبائل والجماعات، وفهرس الأماكن والبلدان.
________________