عماد بلعيد

ما خفي اعظم

الهدف دائما من التحقيقات الصحفية التعمق في الحقائق والبحث على ما وراء الظاهر للعيان، والغوص في غموض الصفقات وتحليل أساسيات الموضوع وليس نتائجة.

وعند بناء أي تحقيق أو بحث في حدث معين ستبحث دائما عن مراجع تبني عليها وتنطلق منها وتعيد بها تخيل المشهد وأهمها المدوّن والمكتوب والذي سيظل مرجع للاجيال القادمة ككتاب السّياسة ولعبة الأمم في ليبيا.

هذا الكتاب ذُكرت فيه تفاصيل مهمة جدا عن مرحلة العدوان الروسي الحفتري على طرابلس، وأتمنى أن نرى كُتب أخرى تصدر قريبًا من شخصيات آخرى توثق ما مرت به طرابلس طوال عامين من العدوان.

التحقيق كشف عن أهداف روسية لإعادة سيف القذافي للحكم عبر التأسيس لتيار قبلي عسكري داعم له، ودعم شخصيات موالية للمشروع لتكون واجهة في الانتخابات القادمة حتى البرلمانية منها.

وأوضح الكاتب أن تيار سيف مستعد لتقديم ليبيا هدية لروسيا مقابل ضمان دور مستقبلي لهم، ولا شك أن سيف ما كان ليدخل سبها ليقدم أوراق ترشحه الا بحماية روسية عسكرية عجزت معها قوات حفتر حينها عن التدخل.

ولا شك أن روسيا تحاول لعب دور في ليبيا مشابه لما قامت به في دول افريقية أخرى وذلك بخلق حكام جدد صعودا من القاع.

حفتر وقع في العلن نعم، ولكن هل يتصور دولة مثل روسيا تربط تواجدها في ليبيا بعسكري ثمانيني له عدة رعاة دولين، طبعا الاجابة لا، المشروع الروسي في ليبيا طويل الأمد وأساسه التيار الحاكم سابقا وسيف ومن في فلكه، وهدفه خلق دولة ليبية بتوجه روسي معادي للغرب كما تفعل وفعلت في عدد من الدول الأفريقية.

سقطت عبر الوثائقي غطاء الوطنية والمقاومة الذي ارتداه أنصار النظام السابق، واوضحوا للجميع أنهم في سبيل استعادة حكمهم يمكن التنازل على كل شي، وأن حفتر اضحوكة استغلت روسيا سيطرته على شرق ليبيا وبرلمانها للدخول لليبيا، وألان الكل يعرف أن حفتر لا يملك أي سيطرة على الفاغنر أو تحركاتهم.

____________

مقالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *