نادر السنوسي العمراني هو داعية إسلامي ليبي شهير، يعتبر من أبرز علماء وفقهاء الوطن العربي، ولد في 8 نوفمبر عام 1972م الموافق 1 شوال عام 1392هـ في طرابلس، درس هناك والتحق بكلية الطب في جامعة طرابلس ودرس فيها لمدة 4 سنوات ثم قرر التوجه للمدينة المنورة من أجل الدراسة في الجامعة الإسلامية. وبالفعل حصَّل على شهادة الليسانس عام 1997م من كلية الحديث الشريف وعلومه، ثم نال شهادة الدبلوم في الدراسات العليا في الحديث الشريف وعلومه من قسم علوم الحديث، من نفس الكلية عام 1998م، واجتهد بعد ذلك حتى حصل على درجة الماجستير عام 2002م، ولم يتوقف عند هذا الحد فحبه للعلم جعله يسعى للدكتوراه وبالفعل حصل عليها عام 2010م من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طرابلس.
نشأ الشيخ نادر العمراني في بيت علم مما جعله شغوفًا بطلب العلم والتعمق في الدراسة، كما ساعده تلقيه للعلم على أيدي كبار علماء المسلمين داخل ليبيا وخارجها على الوصول لمكانة كبيرة وتحقيق إنجازات عديدة في علوم شتى، حيث أتم حفظ القرآن على يد الشيخ مصطفى قشقش في مسجد عبد الله بن عمر، وتولى العديد من المهام وشغل مناصب مختلفة جعلته يكتسب خبرة كبيرة بالإضافة إلى علمه الواسع.
المناصب التي تقلدها نادر العمراني
نظرًا لما حصل عليه من درجات علمية، فقد تقلد العديد من المناصب المختلفة التي تمكن خلالها من اكتساب خبرة كبيرة وتقديم العديد من الخدمات المختلفة لخدمة وطنه وأبناء وطنه، وفيما يلي سنعرض لكم أبرز المناصب التي شغلها نادر العمراني:
- عُين كمحاضر مساعد في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة مصراتة عام 2006م.
- تم إسناد إدارة فرع وزارة الأوقاف في طرابلس له خلال 2012م.
- عين عضو في هيئة الرقابة الشرعية بمصر شمال افريقيا خلال الفترة من 2010م وحتى 2012م.
- عين بدرجة أستاذ مساعد في قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب في جامعة طرابلس.
- في عام 2013م عين عضو في هيئة الرقابة الشرعية في المصرف الأهلي المتحد، وفي نفس العام تولى منصب رئاسة اللجنة الشرعية لمصرف الادخار والاستثمار العقاري.
- تم اختياره لعضوية هيئة الرقابة الشرعية في شركة التكافل للتأمين الإسلامي، وهيئة الرقابة الشرعية في الفرع التكافلي لشركة ليبيا للتأمين، وهيئة الرقابة الشرعية المركزية في مصرف ليبيا المركزي.
- أصبح عضوًا لمجلس البحوث والدراسات الشرعية في دار الإفتاء الليبية.
- تولى منصب نائب رئيس رابطة علماء المغرب العربي، ورئاسة اللجنة العلمية في الجمعية الليبية المالية الإسلامية، وأصبح عضوًا في رابطة علماء المسلمين.
- كان محرر لجريدة الهدى الإسلامي التابعة لوزارة الأوقاف.
مؤلفات الشيخ نادر العمراني
- برع الشيخ نادر العمراني في مجال التأليف وقدم عدد من المؤلفات الدينية التي تعتبر مرجعًا للدارسين، وفيما يلي سنعرضها لكم:
- علوم الحديث عند ابن عبد البر من خلال كتابه التمهيد.
- الحديث الحسن لذاته وعدم اختصاصه بخفة الضبط.
- جهود المحدثين في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- قرائن الترجيح في المحفوظ والشاذ وفي زيادة الثقة عند ابن حجر من خلال فتح الباري.
- فضائل النخلة والتمور في السنة النبوية.
- أثر المعايير الشرعية في كفاءة التدقيق الشرعي.
- النصوص الشرعية بين جمود الظاهرية وخيالات المتعمقة.
- تشريعات التأمين التكافلي في ليبيا.
- الأخذ بالقول الضعيف في المعاملات المالية المعاصرة.
- الأحاديث المشتهرة على الألسنة وحكم روايتها دون تثبت.
اختطاف الشيخ نادر العمراني
في فجر السادس من أكتوبر عام 2016م بالتحديد عند الساعة 3 صباحًا، تم اختطاف الشيخ نادر العمراني أثناء توجهه إلى مسجد الفواتير الواقع في منطقة الهضبة بطرابلس، حيث قام مجموعة من الأشخاص بمحاصرته وأجبروه على ركوب السيارة وتوجهوا به إلى مكان مجهول، وذلك أمام العديد من الشهود الذي تواجدوا في محل الاختطاف من أجل الصلاة، وفي هذا الوقت تم انتشار أخبار تفيد بأن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى قوة الردع الموالية لحكومة الوفاق، وقد توجه أقاربه على الفور للشرطة وتم تقديم بلاغًا رسميًا ولكن السلطات نفت أنها قامت بإلقاء القبض عليه ولم يتم تزويد أسرته بأية معلومات حول مكان تواجده، وباءت كل محاولاتهم بالفشل.
اغتيال الشيخ نادر العمراني
بعد مرور فترة على اختطافه وبالتحديد في 21 نوفمبر تم نشر مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي يظهر خلاله شاب وهو يصرح ويفيد بأن الشيخ نادر العمراني تم اعدامه من قبل عناصر قوة الردع بعد مرور ثلاثة أيام فقط على اختطافه، وقدم هذا الشاب اعتراف بمشاركته في هذه الجريمة، مما وجه الجميع للحقيقة المؤلمة حول مصير الشيخ نادر، لكن بالرغم من ذلك لم يتم تسلم جثته إلى أسرته.
عرض جهاز المباحث العامة في طرابلس مقطعا مرئيا به اعترافات مصورة لشخص ملتح يُدعى هيثم عمران الزنتاني وهو من مواليد 1986، حيث أدلى خلالها بتفاصيل عن عملية خطف الشيخ نادر العمراني ومن ثم قتله رميا بالرصاص.
وروى هيثم الزنتاني الذي ظهر في مقطع الاعترافات كيف أن عبد الحكيم مقيدش، وهو مسؤول مكتب أحد المليشيات، حفر حفرة عميقة للعمراني وأنزله بها ثم قال له: “أليس عيبا أن أضللت الناس وأصبحت ضالا مضلا بعد أن درست في السعودية وتخرجت منها ورجعت إلى ليبيا لتضليل الناس وغرتك المناصب والمقاعد التي أسندت لك في دار الإفتاء؟“.
وتابع الزنتاني حديثه وهو يذرف الدموع كيف أن العمراني رد عليه وقال: أنا الذي درسته أنقله للناس “فرد عليه مقيدش بأنك ضللت وأضللت الناس من خلفك لأنك اغتريت بالمال والمناصب“.
وأكمل كيف أن عبد الحكيم سحب أقسام سلاح كان بحوزته من نوع “كلاشنكوف” وكيف أن العمراني نطق الشهادتين بصوت عال فقام عبد الحكيم بتفريغ مخزن رصاص كامل في جسد العمراني ثم جاء شخص آخر يدعى أحمد الصافي وأطلق الرصاص بدوره في الهواء وفوق رأس الشيخ.
وكشف الزنتاني أن أحمد الصافي – أحد المشاركين في قتل العمراني – درس علوم الشريعة على يد الشيخ محمد سعيد رسلان وأنه أتى بفتوى من الأخير تجيز قتل العمراني كونه يضلل الليبيين.
كما زعم الزنتاني أن “الاجتماعات التحضيرية التي حضرها شخص يدعى أيمن الساعدي تركزت على بيان انحراف العمراني وتبعيته لجماعة الإخوان ودار الإفتاء“، وأن التخطيط لاختطاف الشيخ كان قبل ثلاثة أشهر، وأن المسؤولين عن اختطافه وقتله مجموعة من قوة الردع الخاصة المعروفة بانتمائها لتيار الفكر السلفي المدخلي بليبيا.
_________________________
المصدر: صفحات التواصل الاجتماعي