ولد الشهيد في مدينة طبرق حيث أخذ تعليمه الأولي في مدارسها، ثم أكمل دراسته في كلية الطيران الحربي بيوغسلافيا سنة 1972، تدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة العميد ركن.

عند قيام الثورة أعلن إنشقاقه، حصلت له تهديدات وعرف أنه مكانه ليس في قاعدة معيتيقة حيث كان متمركزا فقرر الذهاب إلى مصراتة، وعند وصوله إليها لم يبحث عن عمل مريح نسبيا يقوم فيه بالتخطيط للقتال إعتمادا على خبرته العسكرية ولا عن قارب يحمله إلى الأمان في شرق ليبيا ولكنه قرر أن يكون في الخط الأول للمواجهة، وفي الجبهة لم يذهب ليأخذ بعض الصور التذكارية مرتديا زيه العسكرية كما عمل بعض الأشخاص ولكن كان هناك ليجاهد ولا شيء غير ذلك.

شكل القائد البطل كتيبة من المجاهدين الشباب، كان أبا لهم وكانوا هم أولاده … قاتلوا أولا في شارع طرابلس حيث أصيب مرتين ثم تحرر شارع طرابلس وإنتقلت الجبهة الساخنة منه إلى منطقة الدافنية على حدود زليتن ومعها إنتقلت كتيبة هذا البطل حيث كانت لهم في تلك الجبهة معارك كثيرة أصيب فيها إصابة ثالثة لكن لم يعطي ظهره للمعركة رغم قدوم أحد أقرباءه وطلبه منه أن يقوم بالرجوع معه إلى طبرق.

في يوم 7-7-2011 أستشهد هذا القائد المقدام مقبلا غير مدبر، وإفتقده كل من عرفه وكل من شاهد مقطع الفيديو الحماسي الذي أعلن فيه إنشقاقه، إستشهاده كان مشهدا من المشاهد العديدة التي شوهدت على طول ليبيا وعرضها والتي أكدت وحدة هذا البلد.

و وري الشهيد الثرى في مدينة مصراتة بمقبرة أحمد الزروق ولم يطلق الرصاص في جنازته إمتثالا لطلبه بعدم القيام بذلك.

*******

علي حدوث العبيدي: الإنتماء في سير الشهداء…

السادس من يوليو هى الذكرى الثالثة لاستشهاد (على عطية الله حدوث العبيدى) في جبهة مصراتة إثناء معركة سوق الثلاثاء على مشارف مدينة زليتن.كم نحتاج للتأمل بعمق فى حكاية هذا الشهيد الشجاع والوطني فى هذه الأوقات ، إذ أصبحنا نعيش أوقات غريبة مضطربة تدور فيها مناقشات حامية تُبنى حول اقاويل واشاعات واخبار غير دقيقة فى معظمها ، وكلما اشتدت تلك المناقشات بين الافراد و الجماعات بالمجتمع سواء فى العالم الواقعي او الافتراضي تفرز افكار مشوهة ، وبناء ً عليها تُشن حملات تنضح بالكراهية والدعوة لتمزيق جسد الوطن المثخن بالجراح العميقة .

“ليبيا دونها تاريخ و مجد…ليبيا دونها تاريخ أجدادنا الشرفاء ..لم ننحنى ولن ننحنى بإذن اللهنحنا مش جرذان … نحنا رجال لنا تاريخ ولنا مجد و تاريخ مسطر بالدم…نحن نمشى على شفرات السيوف ونأتى المنية من ابوابها.. لن نخسر هذه المعركة …لن نخسرها أبدأ” .

كانت هذه الكلمات جزء من حديث للشهيد على حدوث مسجل فى فيديو بعد وصوله لمدينة مصراته ، و تم نشرو تداول الفيديوعبر اليوتيوب الكثير من المرات ، إذ اصبحت كلمة هذا الرجل الشجاع من الكلمات المؤثرة والعميقة فى تاريخ الثورة .

ولد الشهيد بمدينة طبرق حيث تلقى تعليمه الأولي في مدارسها، ثم أكمل دراسته في كلية الطيران الحربي بيوغسلافيا سنة 1972، ليتدرج بعدها في الرتب العسكرية بقاعدة بنيننا الجوية في بنغازي، ثم وجد نفسه في حروب القذافي و مناوشاته مع مصر و تشاد وشارك في مواجهات عام 1986 ضد الولايات المتحدة فوق خليج سرت .

عندما هبت على المنطقة رياح التغيير والثورة فى تونس ومصر ، بدأ علي حدوث يترقب الاوضاع ويتحين فرصة اندلاع ثورة في بلاده القابعة تحت حكم القذافى . يذكر اخاه محمد حدوث أن الشهيد علي كان على علم بخروج مظاهرات يوم 17 فبراير فقام بتغيير محل إقامته من بهو الضباط إلى مقر قرب البوابة الرئيسية بقاعدة معيتيقة ، ويقول بإن اخاه قد تعرض لضغوطات وتهديدات كما حدث مع الكثير من كبار الضباط بالجيش الليبى المتواجدين بطرابلس او بمدن أخرى تحت قبضة النظام ، فقرر علي حدوث يغادر القاعدة الجوية ويذهب إلى الزنتان ولكن الظروف حالت دون ان ينفذ نيته وقرر التوجه إلى مصراته ، فقام برحلته مشيا على الاقدام لمدة 15 يوما ، في ظروف صعبة في شهر مارس من عام 2011 ، ليصل الى مدينة مصراته ويستقر بها ، رافضا ً مغادرتها والعودة لعائلته الصغيرة بمدينة بنغازى عبر البحر ، إذ اتخذ قراره بالبقاء للمشاركة فى الدفاع عن مصراته من اجتياح كتائب القذافى .

قرر الشهيد بوحدوث ان يشارك في القتال فشكل كتيبة من شباب مصراته الذين اعتبروه أبا وقائدا ً ملهما ، وهو عاملهم كأولاده ، وكان يقاتل معهم في الخط الأول للمواجهات الدامية ، ويذكر بعض من قاتل الى جانبه بإنه اوصاهم ” اذا نفذت الذخيرة لاتولوا الادبار كبروا واضربوهم بالحجارة ” ، وقد اُصيب ثلاث مرات وبعد كل اصابة يتماثل منها للشفاء يعود لحمل سلاحه مشاركا ًفي القتال من جديد ، رافضا ً المغادرة إلى أي مكان . ويقول اخاه ادريس عندما زاره بمصراته بعد تعرضه للاصابة  ” رأيت العميد في جبهات قتال الدافنية ونعيمة حافي القدمين في حالة يرثى لها، حيث اندمج بكل عواطفه مع الثورة والثوار” ، ويشيد زملاء الشهيد من ضباط الجيش الليبى بسيرته العطرة كرجل شريف عفيف ،لم تحسب عليه أي إدانة أو رشوة.

يوم 6-7-2011 أستشهد هذا القائد المقدام مقبلا غير مدبرعن عمر يناهز 61 عام ،أستشهد وهو يقاتل قوى الشر والطغيان فكان رمزاً للشجاعة والتضحية في سبيل عزة الوطن ، ووري الشهيد الثرى بمقبرة الولي أحمد الزروق في ضواحي مصراتة، ولم يتم إطلاق الرصاص أثناء تشييع جثمانه كما جرت العادة امتثالا لوصيته ، وقد إفتقده كل من عرفه وكل من شاهد مقطع الفيديو الحماسي الذي أعلن فيه إنشقاقه، وكانت كلمته الشهيرة من المقاطع المتداولة بكثرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي اجهزة الهواتف المحمولة بين الليبيين من مدن وقبائل مختلفة .

***

وقد نعاه الصحفي الإيطالي الشهير “جوفاني دفتنيتي” في اول مقالة له في سلسة مذكراته الشخصية التي نشرتها جريدة “لاستامبا” الإيطالية :

“وداعا يا جنرال الدافنية “..

منذ وصولنا الى مدينة مصراتة قررنا التوجه الى جبهة القتال في الدافنية ، كنا اربعة اشخاص واقفين امام فندق ( قوز التيك ) في يوم حار من أيام مصراتة الثائرة، ننتظر سيارة لتقلنا الى الجبهة، فمرت سيارة نقل بجانبنا و طلبنا من سائقها ان يأخذنا الى الدافنية، و لبى طلبنا بالكرم الليبي المعهود.

عند وصولنا الي الدافنية انتظرنا قليلا للقاء آمر الثوار في المنطقة، و عند الأنتظار، حكي لنا أحد الثوار قصة هذا البطل، اسمه علي حدوث العبيدي رجل في ال 61 من العمر، عميد سابق في السلاح الجوي الليبي في طرابلس، عند بداية الثوره طُلب من العميد ان يقصف مدينة بنغازي لكنه رفض ذلك و استطاع مغادره طرابلس سيرا علي الاقدام الي مصراته رافضا الاوامر التي كان ستؤدي الي مجزره لقتل المئات من الابرياء ، راحلا سيرا علي الأقدام ، متخفيا عن أعين الاعداء متكبدا عناء الجوع والعطش والمشقة .

و وصل السيد العبيدي الينا، رحب بنا ببشاشة، ثم اعطانا توجيهات عامة بخصوص التحرك في الجبهة بعد ذلك اصطحبنا الي معسكر للثوار و عرفنا علي رجاله. كان ذلك لقائي الأول بهذا الرجل العظيم، تلته عدة لقاءات طوال فترة تواجدي بمصراتة، كان خلالها يعاملني بنبل الفرسان و كان دائما يحب ان يقاسمنا طعامه كأننا نعرف بعضنا منذ فترة طويلة . و في احدى المرات اصطحبني معه الي مشارف زليتن ، كان هذا الرجل يعرف ماذا يفعل من كافة النواحي القتالية و الأحتياطات الامنية ، في اخر يوم رأيته فيه قال لي سوف نتقابل قريبا يا جوفاني قريبا إن شاء الله ،ويومالسادس من يوليو كنت بالقرب من مستشفي الدافنية حيث كان القتال شديد هناك ، تعرفت علي بعض وجوه الرجال وكانوا كلهم يبكون ،فذهبت اليهم وسألتهم عن اسباب بكائهم قالوا لي ان (علي حدوث ) قد استشهد، صدمت، بل صعقت لما قالوه لي .

رأيت الجثمان هناك ولم اصدق او لم ارد التصديق انه السيد علي نزلت من عيوني الدموع بشكل لم اعهده من قبل على فقدان رجلٍ تعلقت به، حضرت جنازته و شاركت في مراسم دفن جثمان البطل، اكثر شي اثار اعجابي في هذا الرجل شجاعته الأسطورية و موقفه البطولي من ثورة شعبه، لن انسى استقباله لي وكأننا اصدقاء طفولة، وسأتذكره كأنني أعرفه منذ زمن طويل كصديق قديم ، كم تمنيت ان نلتقي مجددا كما قال لي ، رمقت جثامنه بنظرة أخيرة و قلت له ” وداعا يا جنرال الدافنية”.

المحيط

********

شهيد ذات الرمال والرجال، مصراتة: “سي علي عطية الله حدوث العُبَيدي”

بالقاسم الجارد العَبِيدي

“إن العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا سي علي لمحزونون”.

لقد كان لمصرع شهيد الثورة وأسدها كما أحب ان اطلق عليه، العقيد ركن طيار علي عطية الله حدوث لعبيدي وقع كبير على نفسي. فهذا الصنديد الذي اعترض من أول يوم على المذابح التي ارتكبها ولا زال يرتكبها المجرم وابنائه وحاشيته الهارب من العدالة معمر القذافي في حق الشعب الليبي المسكين. فقد أعلنها وهو في مقر عمله في قاعدة معيتيقة الجوية بطرابلس فاعتقل لبعض الوقت اثر ذلك.

لم يثنه هذا ولم يغير فيه شيء فأبى الا ان يكون حرا طليقا كالصقور في السماء ولم يرضى بأن يقعد مع القاعدين، ولم يهتم لمسألة الحياة أوالموت، “وما قيمت الحياة اذا كانت ستشترى بالذل”.

نعم قرر اللحاق بالثوار وصدق نفسه وربه فإذا الله ييسر له طريق النجاة الى مصراتة و يا لها من نجاة!!! نعم قرر النجاة فأنجاه الله وهذا درس لكل متخاذل ان الموت قدر محتوم فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول “واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر , وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً “.

 15 يوم قضاها متخفيا عن اعين الأعداء تكبد فيهن عناء الجوع والعطش والمشقة، كل هذا من أجل ماذا؟ هل من أجل دنيا يصيبها؟ لا طبعا بل من أجل الكرامة من أجل العزة من أجل أهله وشعبه ووطنه. تكبد العناء من أجل ان ينحاز لأهله وان يقول لسلطان جائر “لا”. مستلهما قول الشاعر:

خرجنا من السجن شمّ الأنوف *** كما تخرج الأسد من غابها

نَمرّ على شفرات السيوف *** ونأتي المنية من بابها

ونأبى الحياة اذا دُنست *** بعسف الطغاة وإرهابها

ونحتقر الحادثات الكبار *** اذا اعترضتنا بأتعابها

ونعلم أن القضا واقع *** وأن الأمور بأسبابها

ستعلم أمتنا أننا *** ركبنا الخطوب حناناً بها

فإن نحن فزنا فيا طالما *** تذل الصعاب لطلابها

وإن نلق حتفاً فيا حبذا *** المنايا.. تجيء لخطابها

أنفنا الاقامة في أمةٍ *** تداس بأقدام أربابها

وسرنا لنفلت من خزيها *** كراماً، ونخلص من عابها

وكم حية تنطوي حولنا *** فننسلّ من بين أنيابها

رأينا العديد من الضباط الليبيون كبارا وصغارا ينشقون عن منظومة القذافي فإذا بهم يختارون روما وتونس وجهتا لهم فاستقبلتهم الإذاعات والوكالات لتصنع منهم أبطالا، في الوقت الذي اختار هذا البطل الشهيد وجهته الصحيحة ألا وهي مصراتة التي كانت هي بؤرة النار في تلك الأيام المريرة.

وللأسف لم نرى اذاعة واحدة تلتقيه أو تشير اليه وهو صاحب الرتبة الكبيرة والقصة المثيرة.

لم يصنع من نفسه بطلا تلفزيونيا لمجرد أنه انشق عن القذافي بل سطر تاريخا بطوليا واختاره الله في الشهداء وشرّفه بميتة تليق به وبأمثاله.

لم يصنع من نفسه بطلا في الإذاعات والتلفزة بل اختار ان يكون بطلا في ساحات الوغى ليدافع عن العرض والأرض. لم يثنه عن ذلك لا كبر سنه ولا وضعه الصحي الذي يبدوا للعيان ولا بعده عن أهله، بل استلم سلاحه وشارك ابنائه واخوانه في مصراتة الأبية العصية كفاحهم المسلح فأصيب في المعارك ورأيناه وهو طريح الفراش في مصراتة يحمل يده جراء الإصابة.

ولم يثنه هذا ايضا فلم يطلب الذهاب للعلاج في تركيا ولا حتى في بنغازي التي تحمل اليها السفن كل يوم جرحى وثكلى. بل رأيناه يعود لساحات القتال بعد مثوله للشفاء فقلت فيه:

رأيناك ناصحا واعضا مؤيدا

ورأيناك خطيبا صادقا مؤزرا

ورأيناك جريحا طريحا في الفراش مكبلا

ثم رأيناك في الوغى شهيدا بالدماء مضرجا.

لله درك ياسي علي، فلم نره يلبس النياشين ولا الرتب ولا واقيات الرصاص ولا حتى اللباس العسكري التقليدي في كل ضهوره بل رأيناه يرتدي الملابس البسيطة مثله مثل رفاقه في الجبهة على بساطتهم لعله لا يريد ان يقي نفسه من الرصاص بل فضل الشهادة والموت في سبيلها، كيف لا وهو صاحب القول المشهور “نحن لا نشتري الحرية بالمال نحن نشتريها بالدم” والذي أتمنى أن يكون شعارنا لهذه الثورة بدلا من شعار عمر المختار ليصبح لدينا شعارا لكل مرحلة تاريخية مشرفة من تاريخ هذه الأمة.

لم يغادر سي علي مصراتة حتى بعد ان تيسرت له سبل العودة الى أهله في شرق ليبيا، فقد كان بإمكانه ان يعود الى بنغازي وان يلبس زيه العسكري المليء بالرتب والنياشين التي استحقها وان يجلس على المنصات وان يلتقي بالإذاعات وان ينظر وحينها يكون له الحق في ذلك لأن مجرد انشقاقه عن منظومة القذافي وتكبده عناء الهروب من جحيم طرابلس الى مصراته لهو بطولة في حد ذاتها يذكرها له التاريخ، ولكنه فضل البقاء في مصراتة وفضل ساحات الوغى على ساحات الإذاعات وفضل الموت شهيدا على ان يحي وهو يسمع كل يوم عن طفل يموت وامرأة تغتصب وشيخ يهان.

لله درك ياسي علي لقد سمعنا كلماتك الرنانة المؤثرة والحماسية بصوتك السجي المجلجل ولقد رأينا أفعالك المشرفة في ساحات القتال وانت تحمل بندقيتك بيدك ونعشك على كتفك ولقد رأينا غبار المعارك على جبينك والإيمان في قلبك وقرأنا النصر في عينيك.

لله درك ياسي علي فوالله ما رأيت زاهدا في هذه الأيام مثلك فاختارك الله وشرفك بمرتبة الشهداء. لله درك ياسي علي فقد رأيناك كالأب الحنون وسط ثوار مصراتة البواسل الذين هم من أعمار أبنائك يستلهمون منك أسمى معاني التضحيات.

اني والله لا أجد الكلمات التي استطيع ان اصفك بها واني لم أرى نفسي عاجزا عن التعبير كما انا اليوم ولكن عزائي اني سوف لن أوفيك حقك مهما كتبت ولكن أبت نفسي الا ان اكون أول الشاهدين لك في هذه الدنيا، وجمعني الله واياك وجميع شهداء ليبيا في الآخرة وحشرنا مع الشهداء والأبرار.

وأختم كما بدأت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا سي علي لمحزونون، وان لله وان اليه راجعون”.

وأرثي الشهيد بقصيدة للأستاذ عبدالعزيز الرنتيسي في رثاء عياش يحي مع قليل من التصرف في الأبيات استأذنه فيها:

عليٌ حيٌ لا تقل علي ماتْ .. أو هل يجف النيل أو نهر الفرات

عليٌ يحيا في القلوب مجدداً .. فيها دماء الثأر تعصف بالطغاةْ

عليٌ ملحمة ستذكر نظمها .. أجيال أمتنا كأغلى الذكرياتْ

عليٌ مدرسة تشع حضارةً .. عليٌ جامعة البطولة والثباتْ

اليوم يا عليٌ ستنهض أمةٌ .. وتثور تنفض عن كواهلها السباتْ

ونعيد ماضينا ويهتف جندنا .. النصر للإسلام بالقسام آتْ

عبدت درباً للشهادة واسعاً .. ورسمت من آي الكتاب له سماتْ

وغرست أجساد الرجال قنابلاً .. وكتبت من دمك الرعيف لنا عظات

يا ذا المسجى في التراب رفاته .. من لي بمثلك صانعاً للمعجزات؟

أنعم بقبرٍ قد تعطر جوفه .. إذ ضم في أحشائه ذاك الرفاتْ

آن الأوان عليٌ لراحة .. في صحبة المختار والغر الدعاةْ

أبشرْ فإن جهادنا متواصلٌ .. إنْ غاب مقدامٌ ستخلفه مئاتْ

***

من أقوال الشهيد علي عطية حدوث:
لن نخسر هذه المعركة …لن نخسرها أبدأ…
ليبيا دونها الدم…ليبيا دونها رجال…
ليبيا دونها تاريخ و مجد…ليبيا دونها تاريخ أجدادنا الشرفاء..
لم ننحني ولن ننحني بإذن الله…
مصراتة الصمود …مصراتة العزة والكبرياء
نحن نمشى على شفرات السيوف  .. ونأتى المنية من أبوابها
نحنا مش جرذان … نحنا رجال لنا تاريخ، ولنا مجد وتاريخ مسطّر بالدّم …
الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله …الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

***

المصدر / منتدى ثورة 17 فبراير ثورة ليبيا

******

من طبرق..إلى الشهيد اللواء على حدوث العبيدي

بقلم/ إبراهيم الشويب

من هنا من مدينة طبرق ألمجاهده مولد الأبطال والمقاتلين الأشاوس إلى ابنها ومصدر فخرها وشموخها شيخ الثوار والمقاتلين فى مصراته ارض الأبطال الشهيد اللواء على حدوث عطية الله ..او”عمى على” كما يطلق عليه ثوار مصراته حبا وتقديرا لمكانة نالها فى قلوب شبابها الأشاوس..

نحن نعرف انه قد أرغمتك النخوة التي تشربت قيمها من فيافي وصحارى مدينتك وموقع راسك على أن ترفض الأوامر بتقتيل شعبك لتغادر ثكنتك ألعسكريه صوب مدينة مصراته بعد ما سمعت وشاهدت ما تنفطر له القلوب ويخجل من فعله إبليس ويندى له جبين كل حر أبى يأبى على نفسه شناعة التنكيل وهتك الأعراض وقتل الأطفال واغتصاب الحرائرواذلال الشرفاء من عزة القوم.

دفعتك نخوتك ألبدويه أن تتكبد مشاق السفر راجلا وتعرض حياتك للخطر راضيا عبر الصحراء مخترقا تحصينات كتائب الطاغية وكلابه البشرية وصولا لنجدة استغاثات الحرائر وبكاء الأطفال ملتحما مع أخوتك أبطال مصراته الأشاوس لتسطروا جميعا اشرف ملحمة فى تاريخ ألمقاومه ضد اعتي طاغية عرفه التاريخ .

أعذرني عمى على أن اخلع عنك كل الألقاب والرتب ألدنيويه وأطلق عليك ما منحته لك الذات الالهيه وهى صفة شيخ الشهداء تشبيها بشيخ الشهداء عمر المختار كيف لا وهو ابن مدينتك وشريكك فى مسقط الرأس.. شهيد مدينتي ومصدر فخرها عرفنا عنك النخوة والشهامة منذ كنا تلاميذ فى مقاعد الدراسه وعرفنا عنك الشجاعة والإباء منذ كنا رفاقا يافعين فى سن الشباب لقد عرفت كيف يكتب التاريخ فسطرته بمداد من دمك ودم رفاقك وعرفت كيف يصنع المجد فقدمت حياتك قربانا للوطن وبتوفيق من الله دخلتهما من أوسع الأبواب . راهنت على حب الوطن فتركت أطفالك وحملت السلاح.

لتنال إحدى الحسنيين فنلت الاثنين..عمّى علي نقول لك نم قرير العين واعلم أن ليبيا قد تحررت بالكامل ونالت حريتها من شرقها إلى غربها ومن بحرها إلى جنوبها واعلم أن أبنائك فى مصراته الذين علمتهم الصمود فى وجه كتائب الطاغية ومرتزقته قد اقتصوا لك بثأرك وثأر رفاقك من الطاغية وأبنائه فقد قتل منهم من قتل وشرد وفر منهم من شرد وصدقوا فى أن دمائك ودماء رفاقك لم تضيع هباء ..

واعلم يا عمىّ علي أن رفاتك الطاهر قد ووري فى تراب مصراته ألمحرره كما أوصيت .

واعلم يا عمىّ علي انك أصبحت مصدرا للفخر والعزة لأبنائك وأحفادك وإخوتك ومدينتك ..لقد ولدت فى هذه الدنيا بسيطا وعشت فيها عفيفا ورحلت عنها شريفا واحتضنك ترابها شهيدا .نم قرير العين أنت ورفاقك فى جناة الخلد يذكركم التاريخ والأجيال أما معمر وأبنائه وزبانيته جميعهم فى مزبلة التاريخ يطاردهم الخزي والعار أحياء وأمواتا إلى يوم يبعثون!!!!

_________________

مقالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *