ـ هذه المخلوقة، كانت فتاة متهورة جعل منها القذافي (…) وقام باستثمارها واستغلالها واستعمالها في العديد من مغامراته وخاصة في منتصف السبعينيات عندما أراد أن يحدث تفجيرات اجتماعية وسياسية، فكانت فوزية ضمن الأدوات المنتقاة.
ـ فوزية شلابي تعتبر أحد أصابع التفجير الاجتماعي التي وظفها القذافي مستغلا ظروفها العائلية، ونزواتها الشاذة، ونفسيتها المريضة، واندفاعها نحو التميّز بسلوكها الاستفزازي الشاذ.
ـ ولدت بطرابلس لأب ليبي، وأم (يقال أنها من يهود المدينة القديمة)، ومما يقال أيضا عن أسرتها أن أمها وجدتها كانتا من النساء اللاتي عملنا في شارع الكِندي بطرابلس، وهو شارع كانت به حجرات بهن نساء يمارسن الدعارة (بمعرفة ومرخص لهن من قبل الحكومة الليبية).
ـ درست بكلية التربية بعد انقلاب سبتمبر، وارتبطت بعناصر النظام منذ بداية دراستها الجامعية، وتحصلت ليسانس فلسفة واجتماع في عام 1977.
ـ كانت متمردة عن المجتمع وتقاليده وقيمه وكانت تحرض المرأة الليبية على التمرد في مقالاتها وفي سلوكياتها، ومحاضراتها في المعسكرات التسييسية لحركة اللجان الثورية.
ـ ساهمت بقوة في أحداث السابع من أبريل في جامعة طرابلس وشاركت في التحقيق مع الطالبات الوطنيات اللاتي تم اعتقالهن في أثناء الأحداث.
ـ كانت من ضمن مجموعة عبدالقادر البغدادي وموسى زلوم وغيرهم من العناصر الإرهابية الذين أرهبوا الطلاب وحاولوا تصفية الحركة الطلابية الوطنية في الجامعات وسيطروا بالقوة على اتحاد الطلاب الحكومة خلال منتصف السبعينيات.
ـ فوزية استطاعت اختراق التنظيم الناصري في ليبيا، وساهمت في الكثير من المخيمات والملتقيات التسييسية التي كان يحضرها الناصريون الذين أصبحوا فيما بعد من أعنف أدوات القمع في المجتمع الليبي.
ـ كانت تنشر سمومها على صفحات صحيفتي الأسبوع السياسي والأسبوع الثقافي، وشاركت في ملتقيات حركة اللجان الثورية، وتميزت مقالاتها بالجرأة والوقاحة، وببذاءة اللغة والأسلوب، وخاصة عند التهجم على القيم الدينية والاجتماعية، وكثيرا ما كانت تدعو الفتيات للتمرد، ومن أشهر مقالاتها “ارفعوا الغطاء عن أنصافكم السفلى”.
ـ كانت فوزية تتردد على سفارة القذافي في لندن، عندما أرسلها القذافي للحصول على الماجستير في بريطانيا، وكانت تحرض على عملية الزحف السفارة وتحويلها إلى “المكتب الشعبي”، وتزامن وجودها في لندن مع مسلسل الاغتيالات والتصفية الجسدية للمعارضين في الخارج.
ـ اعتقلت من قبل الشرطة البريطانية في لندن، وكانت قد قامت بسرقة بعض الأشياء في أحد الاسواق العامة، عندما كانت في لندن، وتدخّل “المكتب الشعبي” وتم تسفيرها إلى ليبيا بعد أن تمت تسوية الموضوع مع إدارة السوق في لندن. ولكن النظام نفي هذه الحادثة، رغم أنها بقيت فترة قصيرة في بريطانيا مع زوجها الأول، ثم عادت إلى طرابلس لتواصل عملها في مجال البروباغندا القذافية.
ـ فوزية شلابي هي من دعت إلى الزحف على السفارات الليبية وتحويلها إلى مكاتب شعبية وإدارتها بلجان شعبية.
ـ تولت فوزية مناصب عدة في بروباغندا القذافي، منها: مدير الصحافة في لجنة الإعلام الثوري (1982)، إمين مساعد للجنة الشعبية العامة للإعلام والثقافة والتوجيه الثوري، ومفتش عام لقطاع الثقافة في حكومة شكري غانم (2003). وقد ارتبطت بشخصيات سادية مثل “أحمد ابراهيم القذافي”، وكانت فوزية شلابي تقدم خدماتها في “المدرج الأخضر”، وفي معسكرات 7 أبريل التسبيسية.
ـ كلفها القذافي برئاسة تحرير صحيفة “الجماهيرية” بعد إلغاء صحيفتي الأسبوع السياسي والأسبوع الثقافي، ثم كلفها مكتب الاتصال باللجان الثورية، بإدارة لجنة الإعلام الثوري (!!) التي تشرف على صحيفتي “الجماهيرية” و “الزحف الأخضر”. كما كلفها القذافي بالإشراف على إدارة مشروع المدينة القديمة.
ـ تزوجت فوزية شلابي أربع مرات، وأزواجها الأربعة (الأول: سليمان شلابي وهم إبن عمها، الثاني: عبدالرحمن الجعيدي ـ من كُتاّب النظام بصحيفة “الزحف الأخضر”، الثالث: عمران عبد الحفيظ القذافي كان يعمل حارس في “قلم القائد” وهو إبن عم مسعود عبدالحفيظ القذافي، الرابع: عصام عثمان الهوني، وهو إبن أحد تجار المدينة القديمة بطرابلس) ولكل منهم قصة معها.
ـ اقتربت فوزية في فترة ما من القذافي، وكانت كثيرا ما تقسم بـقولها “وراس معمر”، وكانت هي التي تختار له الملابس المناسبة للمحفل الذي سيقف فيه، وفي وقت آخر، لم تقصّر في جلب نساء من هنا وهناك إلى مرابع القذافي (أي أنها كانت بدرونة له في مرحلة ما)، اشتهر منها: إحضارها صحفية من البوسنة للقذافي (!!)، وأيضا فنانتين من مصر لإجراء حوار في غرفة نومه (!!) فقبلت واحدة منهن لمضاجعة “القائد” ورفضت الأخرى، فهربت ووصفت المشهد بالسقوط النذل والخسيس.
ـ من المواقف السخيفة التي ذكرها عبدالرحمن شلقم في كتابه، أن فوزية شلابي ذهبت مع صديقتها “فاطمة” لزيارة القذافي في مبنى القيادة بمعسكر باب العزيزة، وما أن رآهما القذافي داخل المبنى، حتى أخذهما إلى المكتبة، وبدأ فورا بمضاجعة صديقتها “فاطمة” بحضورها، وبعد أن انتهى من اغتصابها، طردهما من مكتبه، والغريب أن فوزية انهالت على صديقتها “فاطمة” مستنكرة لها ما قامت به، فكان رد “فاطمة” بأنها مكرهة لا مختارة (!!).
حاول عبدالرحمن شلقم أن يرد على العديد من الحقائق التي نشرت حول شخصية فوزية شلابي، ولكنه لم يستطع إقناع القارئ، لأنه قليل المعرفة بتاريخها وتاريخ والدتها في المدينة القديمة قبل ان يتعرف عليها في السبعينيات، ولذلك رأينا من المناسب أن نعيد نشر هذا المقال الذي سبق نشره بمناسبة زيارة اليهودي رافئيللو فلاح، وذلك في إطار تواتر الأخبار حول موافقة القذافي في تعويض اليهود الليبيين، ومن الواضح أن كاتب المقال على دراية كبيرة بالمسكوت عنه من تاريخ “اليهودية” التي أنجبتها في المدينة القديمة.
***
شلابي وعرس “تعويض” القذافي لليهود الليبيين
في إحدى الزيارات المعلنة لصديق القذافي الشخصي المليونير اليهودي رافئيلو فلاح لطرابلس، ظهرت فوزية شلابي متأبطة ذراعه وهو يجوب بها أزقة المدينة القديمة، وطال بهما الوقوف أما بيت قديم بالغرب من “حارة اليهود” وبالتحديد في شارع سيدى عمران، وكان البيت قد تم ترميمه عندما كانت فوزية شلابي مديرة مشروع إعادة ترميم المدينة القديمة ووزيرة ثقافة القذافي.
فما علاقة فوزية شلابي باليهودي “فلاح” وبذلك البيت المرمم وبمسالة تعويض القذافي لليهود.
***
بدأت القصة في منتصف الأربعينيات بينما كان حي سيدي عمران يغرق في البؤس، والفقر، والجهل، حين هربت إمرأة يهودية من الحارة عرفت في أوساط السكارى بإسم “حنة اليهودية” مما يؤكد أنها لم تكن قد أسلمت وإلا لوصفت بـ “المسلمانية”.
عملت “حنة” لفترة قصيرة مع إحدى “البدرونات” كخادمة في شارع سيدي عمران، ثم طورت من وضعها باستقطاب بعض الزبائن وأصبحت “عاهرة” معترف بها من قبل بدرونات سيدي عمران رغم قلة بضاعتها، وصار لها زبائنها. ولم يمض وقت طويل حتى اشتهرت تلك “العاهرة” اليهودية بين الزبائن بـ “حنة الوشة” بسبب سمعتها وسوء طباعها وكثرت “تمشكلها” مع زبائنها “الأوفياء”.
لم يمض وقت طويل حتى تعرفت “حنة الوشة” على صبي “أسمر” كان يعمل حارسا لأحد بيوت سيدى عمرن الشهيرة فدعته للعيش معها في ماخورها بشارع “الكِندي” مقابل ما تقدمه له من مأوى ومأكل ومشرب، ولكنها ورطته في ما لم يحسب له حساب حين أبلغته أنه مسؤول على ما ينمو في أحشائها من حمل، ففر هاربا وترك لها المدينة القديمة كلها ولم يعرف له أثر منذ ذلك اليوم.
ظلت “حنة” تبحث عن ضحية أخرى حتى وجدت ضالتها في أحد زبائنها، عامل في “البرط” معروف بإدمانه لـ “البوخه”. قبل “البشير شلابي” أن يمنح اسمه لطفلتها “فوزية” مقابل بعض المال الذي مكنه من فتح مقهى صغير أمام البرط، ولكنها سرعان ما تخلصت منه بعد أن ضمنت لإبنتها لقب إحدى العائلات المعروفة في طرابلس.
تحولت “حنة الوشة” إلى بدرونة وسكنت في بيت قديم في شارع سيدى عمران ثم غيرت اسمها إلى “صالحة (!!)” وكانت تقدم لطفلتها “فوزية” الرجال الذين يترددون على البيت، على أنها أعمامها، رغم ما كانت تشاهده أمام أعينها من عنف وفسق وما يلاقونه من والدتها من سب وشتم وصراخ.
تعلمت الطفلة “فوزية بنت حنة” في أيام طفولتها “اللابرئية” كيف تحقد على كل الرجال الذين يقتربون من حياتها الخاصة وعلى كل من يسكن خارج أسوار المدينة القديمة. وترعرت فوزية بين أزقة سيدى عمران وشارع الكندي بواجاتها “الثقافية” وحارة اليهود وبيوتها الخامرة.
ما أن بلغت فوزية بنت حنة سن المراهقة حتى استوعبت ماضي أمها كله بعد أن حكت لها قصتها وعرفتها على “أخوالها” الحقيقيين. وعاشة فوزية في تلك الأجواء الموبوءة بالانحلال، وتفسخ العلاقات الأسرية وسط السكارى والقوادين ورواد “الحصان الأسود” وسرعان ما تحولت إلى حية لا تهدأ حتى تنفت سمومها كلها خلال رحلة طويلة من الحقد والكراهية على كل ما هو شريف وتظيف ونزيه في ليبيا.
ومع مجيئ “الفاتح العظيم”، تعرفت فوزية على ملامحه بحدسها وخبرتها وربما بخلفية معلوماتية، وبشرت والدتها البدرونة “صالحة” على أنها ضمنت مستقبلها، فانتقلت مع أمها إلى بيت “الثورة” الجديد وتركت ذلك البيت القديم لتعود إليه منتصرة بعد حين.
مكنت الثورية فوزية والدتها “حنة الوشة” من الارتباط بأحد الذين كلفوا بالإشراف على أحد الفنادق القديمة المؤممة، فجعلت من الفندق ملاذا لبدرونات شارع الكندي المتقاعدات.
بدأت فوزية بنت حنة مسيرتها الثورية مع إبن عمها الأخ الثائر في المعسكرات العقائدية للتشكيلات الثورية، وخلالها عاشت مغامراتها الجسدية مع أغلب قيادي المرحلة فجمعت على فراش واحد بين الأصدقاء وأبناء العم والاعداء والأخوين، من أجل أن تقترب أكثر فأكثر من نقطة المركز، واستطاعت بسرعة فائقة أن تلفت انتباه القائد لقدراتها الدموية ونفسيتها المريضة من خلال مساهمتها الجرئية في جريمة 7 أبريل وما أظهرته من حب واستعداد لسفك الدماء مع بقية شلتها من أمثال البشاري والبغدادي وكوسة وبوكر والهنشيري وخيشة والحجازي وغيرهم.
ومع تخرجها من الجامعة كانت فوزية قد وطدت علاقتها الثورية بأخيها القائد وقد استفادت كثيرا في ذلك من تراث الوالدة وخبرتها.
لم يتردد القذافي في توظيف خدماتها، ليشفي هو أيضا غليله من المجتمع الليبي بإفساده وتضييع مستقبل أجياله، وتأكد للقذافي منذ البداية أن كل منهما يحتاج ويستحق الآخر فكلاهما وجهين لعملة واحدة. وفهمت هي بدورها مراد أخيها “القائد” مثلما تفهم العاهرة زبونها المفتون بنفسه، فأعطته كل ما يوحي له بأنه يشبع لذة غرامه بذاته الموهومة ولكنها كانت في نفس الوقت تكشف، بخبرتها، تفاهته وسذاجته وضعفه.
ليس الحقد على الليبيين فقط ما يجمع بين القذافي وفوزية بنت حنة اليهودية بل هناك الكثير مما يجمع بينهما، فهي بالنسبة له مثل الأمة التي ولدت سيدها، فعلاقة فوزية بقائدها التي اصطنعته لنفسها هي علاقة الخادمة بسيدها، وهي أيضا تستخدمه كخادم وكعبد، بل هو بالنسبة لها أحيانا يمثل “فوطة السنفاز” حيث تمسح فيه كل قاذوراتها ووضاعتها.
لقد تجرأت فوزية بنت حنة الوشة أكثر من مرة أن تفعل ما تريد بإسمه، فكانت تضرب وتعور بإسمه، وقادت الأحرار للمشانق بإسمه، ومارست العهر والدعارة والفجور والفسوق والكفر بإسمه، بل أنها سرقبت منه بعض السلطة وقليل من الثروة باسمه.
ملكت فوزية من الصفاقة والحقارة مما أهلها للإدعاء بان ما تقوم به هو “توجيه” من القائد، فلم يجرأ أحد مثل ما تجرأت، وكانت دائما قادرة على تبرير ذلك بمفهوم الثورة خاصة عندما تعلق الأمر بممارسة كل أنواع الفساد والمجون، وكان القايد يشاهد ويسمع ويعرف كل ذلك ولا يحرك ساكنا.
الذي يبدو أن الشعب الليبي بدأ ـ في السنين الأخيرة ـ يعرف القذافي، ولكنه لا يزال بجهل فوزية بنت حنة الوشة، رغم أنهما “رأسين لمخلوق واحد”، فكل ما طرحته فوزية من ترهات في وسائل إعلام القذافي وفي منتجعاتها “الأدبية” أظهرتها على أنها من القليلات اللاتي استطعن أن يبحن بما في عقله الفاسد، فكانت تضحك “الناس” منه وعليه، توظف سذاجته حينا وغباءه حينا، فها هي بنت اليهودية تظهره أكثر من مرة على حقيقته الرثة وهو يضحك في غاية البلاهة والعباطة.
لعل مما يجمع بينهما أيضا، ما نبّه إليه أحد “الظرفاء” بأن الشبه كبير جدا بين الصبية “هناء” المتبناة من القذافي والذي يفترض أنها قتلت ليلة الغارة الامريكية، وبين قبح وجه الكشفة فوزية بنت اليهودية، ملمحا إلى أن هناء هي بنت القذافي الحقيقية وليست متبناة على الإطلاق.
المهم أن فوزية بنت حنة الوشة اغتنمت فرصتها الذهبية عندما كلفها إبن عمها “القايد” بمشروع إعادة ترميم المدينة القديمة، فأقامت أحد أبواب السور القديم وأنفقت عليه الملايين وسمته “باب معمر” ثم بالغت في الاهتمام بحي سيدي عمران وبالذات بيت والدتها القديم فأعادت ترميمه وطلائه وجعلت من والدتها “حنة الوشة” اليهودية إحدى سيدات المجتمع “الجماهيري”، وجعلت من شرفه بيتها منصة تطل على الحفلات الصاخبة التي توفر أجود أنواع الويسكي والحشيش لمريديها من “شرابين الدم والقيح”.
ماذا يا ترى المقصد الأساسي من وراء زيارة اليهودي “فلاح” التي كانت فوزية بنت حنة تجوب معه أزقة وأحياء المدينة القديمة بكل فخر واعتزاك؟
هل يعقل أنه جاء لحصر العقارات “الخربة” التي كان يملكها اليهود في الحارة والتي سيتم التعويض عنها بعشرات الملايين أو أكثر؟
هل يمكن القول بأن تعويض اليهود أمر آخر ليس له علاقة بعدد ونوعية العقارات التي يملكها اليهود؟
قرار التعويض هو تنفيذ لخيار استراتيجي اختير للقذافي وليس له علاقة بعلم الحساب.!
أخذ اليهود من ليبيا حقهم وزيادة، ولا يستحقون أية تعويضات جديدة.
الحارة هي البؤرة السكانية التي كانت الجاليات اليهودية تتركز فيها، وكانوا يسكنون في بيوتها الآيلة للسقوط، ولكنهم كانوا يتنشرون في الصباح الباكر ليسيّروا دفة اقتصاديات المدينة خارج السور واقتصاد الدولة ككل، فهم كانوا يسيطرون على الحياة الاقتصادية في البلد وخاصة صناعة الذهب ولم يكن النفط قد بدأ يفعل فعله في حايتنا، وكان لهم نصيب الأسد من ثروات البلاد التي كانوا يستنزفونها لصالح المشروع الصهيوني الكبير.
لا شك أن فوزية بنت حنة اليهودية تدرك تماما أن الجالية اليهودية كانت لها قبلة واحدة لا غير، فقبلة اليهود الليبيين ظلت ومازالت “أورشليم” العاصمة الأبدية لإسرائيل العظمى “من النهر إلى النهر” كما خططت لها الحركة الصهيونية.
الشواهد التاريخية كلها تشير إلى أن الجالية اليهودية ـ باستثناء القليل جدا من أفرادها ـ قد تحالفت مع كل المستعمرين وها هي تتحالف مع الطاغي.
عند خروجهم من ليبيا بعد الغضب الشعبي العارم إثر حرب 1967، ليدرك الجميع أنه أخذوا ما خف وزنه وغلا ثمنه، وأنهم تركوا الأصول الثابتة من عقارات، وأراضي في عهدة بعض اليهود وبعض المستهودين، وعند فوزية ـ وبحكم مهمتها المنوطة بها كمسؤولة مشروع ترميم المدينة القديمة ـ العديد من الأصول الثابتة التي تركها اليهود، بعد أن قامت هي والكثير من الثورجيين بحرق المستندات التي تدل على الأصول الثابتة للعائلات الليبية (بحرقهم للسجل العقاري في طرابلس).
فوزية بنت حنة اليهودية أدت دورها بشكل جيد حتى الآن ولا يزال أمامها بعض المهام، فرغم تشوهاتها الخُلُقية والخِلقية، ورغم فساد الضمير، ورغم سمعتها التي أزكمت الأنوف، ورغم ما قامت به من فجور وعهر وكفر، ورغم اعتداءاتها على الليبيات الشريفات والحرائر، ورغم ضحكاتها السادية الداعرة، وهي تقود الأبرياء إلى المقصلة، ورغم معرفة القذافي بتاريخها وبنفسيتها وبحقيقة دورها، فهو ظل مصرا لآخر لحظة، قبل تجييفه، على أن يقهر الليبيين لها لأنها كانت تمثل أهمية خاصة له ولنظام حكمه.
لقد كانت المهمة القادمة لفوزية بنت حنة الوشة اليهودية هي الإعداد لذلك العرس التاريخي التي يعود فيه اليهود إلى البلاد “معوضين” ومنتصرين، ومبشرين بعصر جديد وبمرحلة جديدة وبنبي جديد!!
وللذين يسألون القذافي عن أخواله، إطرحوا السؤال على فوزية بنت حنة الوشة اليهودية!!.
_____________
المصدر: منتدى ليبيا على النت