احرَقوا وجه الشيخ المبروك بالنار، ثم قطعوا جثته ووضعوها في حقيبة رموا بها في ضاحية من ضواحي مدينة جدة. احرقوا وجهه، حتى لا يتم التعرف على الضحية، وبالتالي على الفاعل، فالعثورعلى جثة احد الحجيج الليبيين مقتولا سيلفت الانتباه الى النظام الليبي بصفة عامة، والى البعثة الليبية للحجيج بصفة خاصة.

وشهيدنا هو الشيخ المبروك غيث المدهون، الذي استطاع ان ينتشل مئات الشباب.. من ثقافة المواخيرالى ثقافة السماء.. اي.. من الذي هو ادنى.. الى الذي هو خير.. ومن الضياع والحيرة والضلال.. الى الاستقامة والامل والهداية.. ومن مستنقعات الرذيلة الى شواطيء العفة.. ومن النجاسة الى الطهارة.. ومن الاهمال الى الرعاية.. ومن بيوت الدعارة الى بيوت العبادة.. ومن ظلام الجاهلية الى نور الايمان.. ومن الغرور الى التواضع.. ومن الغضب الى الحُلم.. ومن القسوة الى اللين.. ومن الجفاء الى اليسر والمودة والتيسير.

ولد الشيخ المبروك عام 1944م بمدينة ترهونة بليبيا، وانهى بها مراحل دراسته الاولى، ليلتحق بكلية العلوم (قسم الاحصاء) بالجامعة الليبية بطرابلس. تحصل عام1974م على درجة البكالوريوس بتفوق، فعُين معيداً في كلية العلوم. اُوفد بعدها لمواصلة دراسته العليا الى الولايات المتحدة الامريكية، فتحصل على درجة الماجستير في علوم الاحصاء التطبيقي من جامعة شمال كولورادو.

واصل بعدها دراسته لنيل شهادة الدكتوراة في نفس المجال، الى ان قُطعت عنه المنحة عام 1984م بسبب نشاطه الدعوي بين المسلمين وغير المسلمين، فقد كان احد اقطاب جماعة الدعوة والتبليغ بل اميراً لها في فترة من الفترات. كما كان من رواد وائمة العديد من المساجد من بينها مسجد بمدينة قريلي التي كان يواصل بها دراسته. والشيخ المبروك متزوج واب لابن واربع بنات.

ومع بداية 1985م اوقف دراسته وانتقل الى الامارات العربية المتحدة. وبعد استقراره في الامارات تقدم بطلب تأشيرة لدخول الاراضي المقدسة لاداء فريضة الحج، وتحصل هذه المرة على تصريح بالدخول، بعد ان رفض طلبه في محاولة سابقة. واخذ، اثر وصوله الى مكة، يتردد على الحجيج الليبيين للزيارة وتبادل الاحاديث، فقد شده الشوق والحنين الى الوطن واهل الوطن.

علم اعوان النظام ان الرجل الذي يتردد على الحجيج الليبيين هو الداعية المعروف الشيخ المبروك غيث المدهون، بل ربما علموا مسبقاً عن طريق الفئة القذرة (الوشاة) انه سيكون ضمن حجيج ذلك العام، فاستضافوه في مقر البعثة الرسمية او في بيت استأجره اعوان النظام لغرض ما، وهناك عذبوه ثم قتلوه واحرقوا وجهه بالنار وقطعوا جثته ووضعوها في حقيبة رموا بها، كما ذكرنا، في مكان ما في ضاحية من ضواحي جدة.

كان الشهيد مدعوا من قبل بعض الاصدقاء في مكة، وذلك عشية اليوم الذي اختفى فيه، واكد الشهيد لمضيفيه انه سيلحق بهم بمجرد الانتهاء من زيارة قصيرة ، لكنه تأخر جداً، حتى بدأ القلق يدب الى النفوس. قام الاصدقاء، عقب ذلك، بالبحث عنه دون جدوى، فابلغوا السلطات عن واقعة الاختفاء. وبعد اربعة ايام (من غياب الشيخ) تم العثور على الجثة، وعلى الحالة المأساوية التي ذكرناها. وكان ذلك، حسب ارجح الروايات، في اليوم التاسع (يوم عرفة) او العاشر (يوم العيد) من ذي الحجة من عام 1405 هـ/اكتوبر1985م ، وقد استطاع بعض معارف واصدقاء الشيخ، ان يتعرفوا على الجثة، كما يُُذكر ان مسبحته وسجادته كانتا من ضمن الاشياء التي ساعدت على التعرف عليه رحمه الله رحمة واسعة.. والهم.. اهله.. وليبيا.. والامة.. الصبر والسلوان.

اشارت اصابع الاتهام، ودون تردد، الى النظام الليبي كمخطِط ومنفِذ لهذه الجريمة، كما اشارت مجلةالانقاذ1 الى تورط كل منالطيب المبروك مسؤول البعثة الرسمية للحجيج في ذلك العام (1985م) وهو ضابط برتبة نقيب تابع لهيئة الامن الخارجي، واشارت كذلك الى تورط مصباح القرضاوي وهو عضو من اعضاء البعثة الرسمية الليبية في ذلك العام.

وهكذا..
تناقل المسلمون نبأ اغتيال الشيخ الشهيد.. في بلد الله الحرام.. في الشهر الحرام.. بجوار بيت الله الحرام.. بطريقة لا ترضاها الخنازير.. لاعداء الخنازير.. ولكن.. ولحكمة ما.. رضى بها النظام الليبي الذي جاء ليبشر بالانعتاق النهائي من القهر والغبن والذل.

فما هي الجرائم التي استحق من اجلها.. المواطن الليبي.. الشيخ المبروك.. هذه القتلة !!!. خاصة وانه لم يُعرف عن الشهيد انه دعى.. يوما.. الى السحق.. والحرق.. والمحق.. فسلاحه الفتاك.. كان خليط .. من بسمة.. وكلمة طيبة.

ليس ذلك فحسب.. بل كان الناس يتحدثون.. بالاضافة الى ما سبق.. عن ادب الشيخ مع الله ورسوله.. وحسن خلقه.. مع المسلمين وغير المسلمين.. ويتحدثون ايضاً.. وبتواتر.. عن اخلاصه.. وصبره.. وكرمه.. وتواضعه.. وطيبة قلبه.. وابتسامته التي لا تفارق محياه.

وحتى جماعة الدعوة والتبليغ التي اسسها الشيخ محمد ألياس الكاندلهوي(1303-1364هـ)، وينتمي اليها الشهيد، هي جماعة مسالمة يدورنشاطها حول اقامة الصلاة والعلم والذكر واكرام المسلم والاخلاص والنفر في سبيل الله2 و3.

وكانت جموع الشباب.. من جميع الاقطار.. تهرع الى المؤتمرات التي تنظمها جماعة الدعوة والتبليغ اذا علموا ان الشيخ المبروك سيكون احد ضيوف المؤتمر، او احد الحضور. لقد كان ذلك كافياً لاندفاع الشباب الى تلك المؤتمرات.. لما لمسوا لدى الشيخ.. من نية صادقة.. وسريرة صافية.. ودعاء.. كان يصل.. من القلب الى القلب.

كان.. الشيخ الشهيد.. بجانب ذلك.. صبورا في سبيل الدعوة الى الله.. تحمل في سبيلها.. الاهانات والسخرية والمضايقات.. بل تحمل.. في سبيلها.. اكثر من ذلك.. صابرا.. محتسبا.. لم يتذمر.. ولم يشكو.. ولم ينتقم.. لم يغضب يوماُ لنفسه.. بل كان غضبه دائما لله.. وكان يترجم هذا الغضب.. الى مزيدٍ من الاخلاص.. ومزيدٍ من الاصرار على مواصلة المشوار.. وحمل الرسالة.. وانقاذ الشباب من حيرة او يأس او ضياع.. ذلك كان هدفه.. وتلك كانت غايته.

كان الشهيد.. يغيب عن فلذات كبده وبيته واسرته.. شهوراً.. يجوب المدن والقرى والاصقاع والبلدان.. يتنقل من مسجد الى اخر.. ومن شارع الى اخر.. ومن حي الى اخر.. ومن قرية الى اخرى.. ومن مدينة الى مدينة.. ومن ولاية الى ولاية.. ومن مؤتمر الى اخر.. يجوب الامصار.. يُذكر بالله.. ويدعو.. ويحث.. ويشجع الشباب على العودة الى دينهم والالتزام بشعائره وارشاداته وتعاليمه

ولم يقتصر نشاط الشهيد على الليبيين فقط.. بل تعداه.. كما ذكرنا.. الى المسلمين وغير المسلمين، في الامارات العربية المتحدة والباكستان والولايات المتحدة الامريكية.

بمثل هذه الصفات الحميدة.. وبمثل هذا الصبر.. والتصميم.. والايمان.. والعطاء.. استطاع شهيد الحرم.. الشيخ المبروك غيث المدهون.. ان ينتشل.. كما ذكرنا.. مئات الشباب.. من ظلام الجاهلية الى نور الايمان.. فتاب على يديه المئات.. اصبحوا.. من رواد بيوت الله.. يملؤونها.. امنا.. وامان.. وسلام.. واسلام.
كان الشيخ.. اذاً.. منارة.. وسفينة. منارة.. اضاءت للناس الطريق.. وسفينة.. حملتهم الى بر الامان.. فذاع صيته في الافاق.. ونال.. محبة.. واحترام.. وتقدير.. كافة.. الاطراف.. والجماعات.. والاطياف.. فمن احبه الله.. احبه الناس.

ففي مقال بعنوان اغتيال الشيخ المبروك.. معركة بين الحق والباطل تحدثت الشروق الاسلامي عن الشهيد فقالت:
ان كل من عرف الشيخ المبروك، عرف فيه ذلك الرجل المسلم المسالم الذي يحاول ان يرسخ الالفة والمودة والمحبة بين الناس، كما عرف فيه تلك العاطفة الحميمة التي يكنها لكل انسان يحاول الوصول الى حقيقة الايمان، لقد كان الشيخ المبروك رائدا من رواد الدعوة، وعملاقا من عمالقة التبليغ في هذا العصر الذي امتلأ ظلماً وجوراُ. اراد الله ان يهدي به الكثير من عباده المسلمين وغير المسلمين.

فقد اسلم على يديه العشرات، أَسرهم بقوة ايمانه وشفافية روحه وعذب حديثه كما اهتدى على يديه مئات اخرون من ابناء الامة الشاردين، وجدوا في صوته الحنون وعطفه الكريم وحرصه على هدايتهم عونا على انفسهم فنفضوا غبار الشيطان ولحقوا معه بركب الايمان. ولا عجب والامر كذلك ان تنتشر سيرته العطرة في كل مكان من امريكا غربا حتى الهند والباكستان شرقاً.

اما مجلة المسلم فتحدثت عنه قائلة:
ان الشيخ المبروك غيث هو مفخرة لأسرته خاصة والليبيين عامة، فقد كرس حياته للدعوة الاسلامية المباركة وبذل في سبيلها جهده ووقته، فعرفه القاصي والداني، وشهدته محافل الدعوة ومجالاتها في ليبيا والامارات المتحدة والباكستان والولايات المتحدة الامريكية.

وارتحل الشيخ.. الى كل مكان.. فلا كلت قدماه.. جاب المنازل والمساجد فما ترك احداً لا يعرفه ولا بيتا الا اصاب من ترحاله بركة وكان عليه خير نزل، كان الرجل.. نضر الله ثراه.. يمشي في ركاب الخير، فما خرج يبلغ دعوته في مكان الا وعاد بصيد وفير.

اما الاتحاد العام لطلبة ليبيا..

فقد كرم الشهيد بان نظم مؤتمره السنوي في صيف 1986م (مؤتمر اتحاد طلبة ليبيا السادس)، تحت عنوان مؤتمر الشهيد المبروك غيث المدهون،كما تناولت مجلة اتحاد الطلبة شهداء ليبيا6 الحدث فقالت عن شهيد الحرم:

لم يحط الشيخ المبروك الرحال في مدينة، الا ليرحل من جديد الى كل مكان يجد فيه اخوته من ابناء ليبيا ومن سائر المسلمين، داعيا الى اصلاح النفوس، لتقوى على تحمل اعباء الحياة والام العيش في الغربة ومصاعب المجاهدة، غير متهاون في اداء رسالته رغم مسؤلية الاسرة والدراسة ومصاعب الدعوة والمجاهدة في سبيل الله وسبيل الحق.

واهديت الى الشيخ قصيدة بعنوان الشهيد سبقها إهداء يقول:
الى الداعية المجاهد، والمربي الفاضل، والرمز الشامخ الذي ضرب اروع الامثلة في الجرأة والشجاعة والصدع بكلمة الحق في مواجهة الظالمين، الى الرجل الذي وهب وقته وجهده وماله لدعوته.. فسقط شهيداً في سبيلها.. الى الرجل الذي أنقذ الله على يديه العشرات.. فصاروا بفضل الله تعالى ونعمهدعاة للخير والحق والنور..

ذلك بعض ما قيل في شهيد الحرم.. وتلك بعض ردود الافعال تجاه هذه الجريمة البشعة التي تعتبر مظهرا من مظاهر الصراع بين جند الله وجند الطاغوت.. وبين الحق والباطل.. والخير والشر.. والعدل والظلم.. صراع ورد في القرآن الكريم في مواضع عديدة منها قوله تعالى (.. وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو.. البقرة/36).

فعندما كان الشيخ يهمس.. بكلمات طيبة.. مغلفة بالود واللين والحب.. كانت تلك الكلمات تصل.. صادقة.. نقية.. صافية.. الى قلوب مستمعيه.. قبل ان تصل الى اذانهم.. لذلك.. نجح الشيخ وتميز وهدى الله على يديه من هدى.

كان الداعية الجليل.. لا يظن ان في عمله ما يسيء الى احد.. بل كان يضحك.. ممن حذروه من خطف او سجن او قتل.. بالرغم من انه كان يتمنى الشهادة.. وفي الاراضي المقدسة بالذات.. فقد اشتهر عنه.. كما اخبرني احد اصدقائه.. انه كان يردد جملته المشهورة التي تقول: اللهم شهادة في سبيلك.. في ارض حبيبك.. لكنه كان يستبعد ذلك.. ويعتقد انه ليس اهلاً لنيلها..

لم يدر بخلده ان هناك ما قد يبرر اغتياله، طالما انه يدعو الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وطالما انه يقوم بذلك.. جهارا.. نهارا.. لقد ترك السياسة.. والتحزب.. والاحزاب.. وان كان يدعو بقوة وصراحة.. ودون مؤاربة.. الى محاربة الظلم والظالمين.. والى مقارعة الطواغيت.. والى احلال العدل والامن والامان والسلم والسلام في ربوع ليبيا.. الوطن..

لكنه لم يحمل يوما بندقية.. وياليته فعل.. ولم يحمل سكيناً.. لم يفجر.. ولم يقتل.. ولم يذبح.. لم يسمم الابار.. ويدمر الاسواق.. لم يحرق الاخضر واليابس.. لم ينافس احد على مال او منصب او جاه.. بل ترك الدنيا وما فيها.. وصب جهده نحو توجيه الشباب الى بيوت الله.

ومع ذلك..
لم ينج من الظلم والشر والظالمين.. الذين يصفون الاسلام والمسلمين بالتطرف والعنف والارهاب.. لم يدرك ان عيون الشر كانت ترصد اقواله وافعاله.. وكانت ترصد تسبيحه وهمساته.. لم يدرك ان هناك فئة تنتمي ظاهرياً الى البشر.. لكنهم ليسوا من البشر.. لم يدرك انهم يرتدون جلود الضأن.. وهم من فئة الخنازير.. كان يفكر بفطرة سليمة.. وكان غيره يدبر بفطرة فاسدة..

كان الطاغوت وجنوده.. يفكرون بمنطق الطغاة.. الذين يخافون من ظلهم.. بل يخافون من انفسهم.. فيقتلون ابناءهم.. واباءهم.. وذويهم.. واعوانهم.. واقرب المقربين اليهم.. من اجل ثواني يبقونها في السلطة.. فيرون في كل من يبرز على الساحة.. ويحبه الناس.. ويجد الاحترام.. والتقدير.. والقبول.. والامتنان.. يرون فيه.. منافسا لا بد ان يُقتل.. وقد اجتمع لشهيد الحرم.. كل ذلك..

لقد احبه الجميع.. العرب وغير العرب.. وذاع سيطه.. وانتشر خبره.. ونشاطه.. وجهده.. واتسعت نجاحاته.. وكسب تقدير الناس.. واحترامهم.. واصبح اسمه.. على كل لسان.. فدبت الغيرة.. وتسرب الحسد.. والخوف.. والهلع.. والجزع.. الى النفوس المريضة.. وخافت الدبابة ان تحطمها الكلمة الطيبة.. والبسمة الصادقة.. فحقد عليه الحاقدون.. كما في قوله سبحانه وتعالى (.. وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد).. البروج.

ان قتل الشيخ المبروك.. بهذه الكيفية.. او باية كيفية اخرى.. يشير الى الرحم الخبيث الذي ولد منه الارهاب الحقيقي.. إرهاب الدولة.. ذلك الارهاب.. المغلف بالصمت.. والمباركة.. والرضى. ولن يسود الامن.. والامان.. والاستقرار.. والسلام.. في اية بقعة من بقاع الارض.. إلا بالقضاء على جميع الانظمة التي تمارس او تبارك او تساند.. هذا الارهاب.. إرهاب الدولة.. اصل ومصدر ومنبع.. كافة.. انواع وانماط واشكال.. الارهاب في هذا العالم.

فهل يعقل ان يتصرف اذيال النظام، دون اذن من النظام!!.. تساؤلاً.. سيظل قائماً.. حتى تأخذ الامة حقها. ان سماح النظام الليبي بمثل هذه الجريمة البشعة.. في بيت الله الحرام.. في الشهر الحرام.. في موسم الحج.. ضد مواطن ليبي.. داعية.. مسالم.. يعني ان ليبيا.. تقبع حتماً.. تحت نوع من الاحتلال لم ندرك كنهه بعد.
اما إذا ادعى النظام الليبي.. جهله.. او.. عدم درايته.. بهذا الامر.. فهذا الادعاء وحده.. كافياً.. للمطالبة برحيل النظام فوراً.

اما نحن..
فنقول.. لابن ليبيا البار.. شهيد الحرم.. الشيخ المبروك… ان العين لتدمع.. وان القلب ليحزن.. وإنا لفراقك لمحزونون.. ولا نقول الا ما يرضي الله.. إنا لله وإنا اليه راجعون.. وانك يا شيخنا مفخرة لوالديك.. واسرتك.. واهلك.. وقبيلتك.. ومفخرة لمدينتك ترهونة.. ومفخرة لطرابلس.. وبنغازي.. والزاوية.. ودرنة.. واوباري.. وسبها.. واوجلة.. وجالوا.. ومصراتة.. وطبرق.. واجدابيا.. مفخرة لجميع مدن وقرى وأحياء ليبيا.. مفخرة لكل مدينة وقرية انتشلت منها مؤمنا من الحيرة الى الهداية.. ومفخرة لكل مدينة وقرية انتشلت منها كافراً.. او ملحداُ.. من الظلمات الى النور.. مفخرة لليبيا.. وللوطن.. وللامة كلها.. مفخرة لكل مسلم.. ان يظهر فينا داعية.. لين.. حكيم.. هين.. يحب الله ورسوله.. داعية.. يعظم شعائر الله.. ويدعو الي تعظيمها.. ويدفع في سبيل ذلك.. ماله.. ووقته.. وجهده.. ثم.. يدفع فوق كل ذلك.. دمه.

ليس من حقنا ان نفخر فقط.. بل من حقنا ايضاً.. ان نغبط الشهيد.. فـ (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فمنهم من قضى نحبه.. ومنهم من ينتظر.. وما بدلوا تبديلا.. الاحزاب/ 23). فاللهم.. شهادة في سبيلك.. اللهم شهادة في سبيلك.. اللهم شهادة في سبيلك.
______________
د. فتحي الفاضلي

 

مقالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *