د. هاشم صالح
تاريخ البشرية مليء بالظلم والإضطهاد، ولكنه مليء بالحق والعدل أيضا. وبالتالي يمكن أن تشاءم ويمكن أن نتفاءل في الوقت ذاته، كل واحد حر في اتخاذ الموقف الذي يريد طبقا لمزاجه ومعلوماته وتجربته الحياتية وتوجهاته.
من المعلوم أن العامل النفسي له دور كبير، بل وحاسم فيما يخص الإنصاف والمصالحة، وبه ينبغي أن نبتدي، فالمظلوم المضطهد لا يطالب بتعويضات مادية بالدرجة الأولى، وإنما يتعويضات نفسية.
أهم شئ في هذه المسألة هو اعتراف المعتدي بما فعل من عدوان وإجرام على المعتدى عليه. يكفي أن يعترف صراحة لكي تشعر الضحية بارتياح نفسي لا مثيل له، يكفي أن يعتذر المعتدي لكي تنحل المشكلة من تلقاء ذاتها.
أما ما دام مصرا على غيه وضلاله وإجرامه، وما دام يرفض الاعتراف بما أقترفت يداه من إثم، فإن روح المظلوم لا يمكن أن تهدأ أو تستريح، سوف تظل تئن وتتوجع وتستصرخ.
_____________
المصدر: ملف الصلح والمصالحة (ملف بحثي)
نشر في العدد الثاني من مجلة “يتفكرون” التابعة لمؤسسة “مؤمنون بلا حدود“