المستشار عادل ماجد

تترك الحروب والصراعات جراحا عميقة في نفوس الشعوب قد تستغرق الكثير من الوقت لتضميدها وشفائها. والمصالحة الوطنية نتيجة حتمية في الدول التي عانت من خلافات جذرية أو صراعات داخلية، وهي قد تتم بين أطياف محددة من المجتمع أو بين المجتمع ونظام الحكم، وهي تعد من أهم مفردات أي تسوية سياسية، تنشأ على أساسها علاقة قائمة على التسامح والعدل بين الأطراف السياسية والمجتمعية بهدف طي صفحة الماضي وتحقيق التعايش السلمي بين أطياف المجتمع كافة، وأن عدم تحقيقها قد يفشل هذه التسوية برمتها.

والمصالحة وثيقة الصلة بمفهوم العدالة الإنتقالية، فالمصلحة، في حقيقة الأمر، تشكل أحد أهم أهداف منظومة العدالة الإنتقالية، وغاياتها النهائية.

تبتغي العدالة الانتقالية الوصول بالمجتمع إلى السلام الإجتماعي، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتقصي جذور الخلاف والانقسام العميقة بمختلف أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يسمح بتجاوز أسباب الخلاف والكراهية بصورة تسهم في الإنتقال المتدرج إلى الديمقراطية على أسس متينة. فلا يمكن تحقيقها بدون محاسبة حقيقية للجناة وقصاص عادل للشهداء، وتطهير مؤسسات الدولة من المفسدين والمجرمين، وكشف حقيقة ما حدث من انتهاكات جسمية لحقوق الإنسان، وإرضاء للضحايا، وحفظ للذاكرة الاجتماعية.

وقد أثبتت التجارب في العديد من الدول أنه لا يمكن بلوغ المصالحة إلا بعد وقف العنف، وإقرار العدالة، فلا سلم بدون عدالة.

للإطلاع على الورقة كاملة

_____________

المصدر: ملف الصلح والمصالحة (ملف بحثي)

نشر في العدد الثاني من مجلة “يتفكرون” التابعة لمؤسسة مؤمنون بلا حدود

مقالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *