هذه أهم آراء وتصورات وأفكار الشهيد حول الشعب.. والنظام.. والمعارضة.. والقيادة.. والبديل..
فيقول متحدثاً عن الشعب الليبي:
يجب أن ندرك ان الشعب الليبي متميز بإسلامه.. وأن المجتمع الليبي خال من التعقيدات العرقية والمذهبية.. وان ارتباطه بالإسلام أصيل ووثيق.. ولذلك فان نجاح اي عمل من أعمال “المعارضة” يتوقف على مدى ادراكها لهذه الحقائق ومدى أخذها لهذه المعطيات في الاعتبار .
ويضيف: ان تاريخ الشعب الليبي مليء بالنضال والتضحيات، ولئن تأخر في الوصول إلى أهدافه.. فبسبب اختلاف طبيعة المعركة وتنوع متطلباتها وتدخل قوى اخرى ظاهرة وخفية.. ولكنه.. وبدون شك.. استفاد من تجربة عهد القذافي الزائف وقبل التحدي الكبير ، وعقد العزم على الإطاحة به، وهو منتصر بعون الله ” والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون” .
ويحدثنا عن النظام، فيقول:
إن النظام الليبي يمثل حلقة من الحلقات، ولا يمكن اعتباره ظاهرة منعزلة عن ظاهرة الانقلابات العسكرية.. التي فُرضت على العالم الثالث.. والتي كان من نتيجتها تأخير تنمية وتطور هذه البلدان بكل تعمد.. وذلك عن طريق اهدار الموارد الاقتصادية والبشرية للبلد، وعن طريق اقحام الشعب في تجارب حكم غير مدروسة ولا ناضجة بقصد تفريغ المجتمع من أي شكل تنظيمي مستقر يمكن ان يجلب للبلد تقدماً مضطرداً وملموسا.
ويضيف الشهيد: ان المتتبع لهذه الانقلابات يجدها لا تخلو من النفوذ الاجنبي الذي يلعب فيها دوراً خطيراً سواء كان هذا الدور في مراحل التخطيط، او التنفيذ، أو تتعداه إلى مرحلة حماية الانقلاب نفسه. ويمكننا أن نلحظ بسهولة ان المصالح الاجنبية في اغلب بلدان الانقلابات العسكرية لم تتأثر بصورة فعالة.
كما يرى الشهيد ان تبني النظام لقضايا التحرر في العالم وحركاته، يهدف بالدرجة الاولى الى افشال هذه الحركات والتي غدر بها النظام. ويضيف الشهيد، اروني حركة واحدة قام القذافي بمناصرتها وكانت نتيجتها تحقيق اغراضها ونجاحها. مما ينبي الى ان دور النظام مرسوم وهو افشال هذه الحركات.
اما عن المعارضة فيحدثنا قائلاً:
ان مقومات نجاح المعارضة.. هو.. الفهم الدقيق لواقع الشعب الليبي وتركيبته العقيدية والفكرية والاجتماعية، والتفاعل مع قضايا الشعب وتعبئته وتوعيته للقيام بدوره في مرحلة ما قبل الاطاحة بفوضى القذافي وما بعدها. وكان.. احمد احواس.. يردد دائماً: ان النضال يجب ان يتم من داخل الوطن.. وان طريق العمل الفدائي هو طريقنا الى النصر في الدنيا والاخرة.. وكان يؤمن ان العنف هو اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام.
وبجانب ايمانه الراسخ ان العمل والنضال لابد ان يكونا من الداخل.. يؤمن ايضاً.. ان المعركة في الداخل بحاجة الى تصعيد وتنسيق وتكثيف لفعالياتها، حتى تؤتي ثمارها وتحقق اهدافها.. ولابد من دراسة اسباب عدم نجاح المحاولات السابقة للاستفادة من دروسها وباستبعاد العنصر الدولي، فان واقع الساحة الليبية قد تغير كثيراً خلال السنوات الاخيرة. وكان الشهيد يتحدث عن المواجهة المباشرة في اكثر من مقال وتصريح ولقاء.
وعن القيادة.. يقول.. الشهيد
ان المعرفة الواسعة بطبيعة الناس الذين نتحرك بينهم.. وفهم مستوياتهم الثقافية والفكرية.. وما يحيط بهم من ظروف سياسية واجتماعية.. امر في غاية الاهمية والضرورة ومن المقومات الاساسية للنجاح. ولابد من الاحتراس في الوقوع في احد المحاذير التي قد تسقط فيها القيادة، ومنها الاستبداد بالرأي، او الغرور، او التقليل من اهمية الاخرين ودورهم، او ان يتفرق من حولنا الناس. ويضيف الشهيد: ان القائد الناجح هو الذي يستطيع اكتشاف طرق اكثر للتعامل مع من يقود وان يراعي زملاءه وان يتودد اليهم ويغمرهم بالحب والتقدير والا يقيمهم بآراء الاخرين، وان يحرص الانسان على مواطن اللقاء بينه وبين زملائه.. ويجب تجاوز الهفوات من اجل بناء الثقة بينهم، وان يعالج القائد القصور بحكمة لا ينتج عنها سلبية اخرى . وعلى القائد ان يستمع.. ويستمع جيداً.. قبل ان يتحدث حتى تزداد معرفته وفهمه لآراء الاخرين ومواقفهم ووجهات نظرهم.. .
أما عن البديل السياسي، فيقول:
انه انطلاقاً من فهمي لواقع الشعب الليبي، فإنني اؤكد ان البديل الاسلم للشعب، هو المنهاج الرباني الذي اختاره الله سبحانه وتعالى لإسعاد البشرية جمعاء، وعندما تتاح للشعب الليبي حريته في اختيار البديل فإنني كلي ثقة في إنه سيختار إسلامه وعقيدته. ويضيف.. بخصوص هذا الأمر.. قائلاً: إنه سيعمل على إيجاد البديل الذي يرتضيه الشعب الليبي باختياره الحر المبني على أصول عقيدته الراسخة، لكي يتحقق لهذا الشعب الطيب بعض ما يطمح اليه من آمال وطموحات.
ويخاطب الشباب الليبي الملتزم فيقول:
لابد أن يدرك الشباب الملتزم أن الإسلام يعارض ويتصدى للظلم والطغيان والفساد بشتى صوره. فهذه الشريحة (أي الشباب الملتزم) مطالبة، أكثر من غيرها، بأن تقوم بواجبها في مواجهة الباطل، منطلقة في ذلك من عقيدتها، ومبتغاها مرضاة الله سبحانه وتعالى، ولهذا فإن على هذه العناصر الإسلامية أن تتبنى مطالب الناس الشرعية في الحرية والعدل والكرامة تلك المطالب التي يشملها جميعاً .. حفظ النفس والعقل والدين.. وان تقوم باتخاذ كافة الوسائل المشروعة للقيام بواجبها في هذا الصدد.
ولعلي.. اختم اراء واقوال الشهيد احمد احواس.. بهذه الكلمات الرصاص.. التي ذكرها في المؤتمر الاول لاتحاد عام طلبة ليبيا، فرع الولايات المتحدة الامريكية، حيث قال:
لن نتخلى عن دورنا.. ولن نقعد مع القاعدين.. ولن نقنط مع القانطين.. والخيار الوحيد الذي نرضاه لأنفسنا.. هو ان نعيش أحراراً أعزاء أوفياء.. أو نموت واقفين ونسقط سقطة الشهداء الصالحين.
تناقلت وكالات الانباء المحلية والعالمية خبراً مفاده ان صداماً مسلحاً جرى قرب مدينة زوارة بين افراد من المعارضة الليبية ومجموعة مسلحة من قوات النظام الليبي. صاحب هذا الخبر.. صورة لرجل سقط.. وهو يقاتل.. وسط معركة ما . كان الرجل الذي احتضن جسده تراب ليبيا.. هو الشهيد احمد احواس، قائد قوات الانقاذ الفدائية والمفوض العسكري للجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا.
انتاب النفوس.. عقب سماع الخبر.. وعقب رؤية المشهد.. خليط من مشاعر الحزن والامل والاعجاب.. وشيء من مشاعر التقصير والتحفز والامتنان.
وهكذا..
عاش احمد عزيزأ.. حراً.. كريماً.. وسقط فوق كل ذلك.. سقطة الشهداء.. كما اراد الله تعالى.. ثم كما اراد الشهيد.. فهنيئا لك يا احمد.. وهنيئاً لليبيا.. وللمعارضة.. وللجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا.. وهنيئاً للنضال الليبي.. وهنيئا للحركة الاسلامية الليبية.. بل هنيئاً للامة الاسلامية.. بكاملها.. بامثال هولاء الرجال الأسود. فهل للجميع في احمد قدوة.
ونعم يا احمد..
لن نتخلى.. باذن الله تعالى.. ولن نقعد.. ولن نقنط.. ولن نيأس.. ولن نتخاذل.. وستكون كلماتك.. ومواقفك.. ودماؤك.. وسيرتك.. ودماثة خلقك.. وتواضعك.. وشجاعتك.. وقوداً.. لترسيخ.. وغرس.. وانتزاع.. الحرية لليبيا.. واهل ليبيا.. ولن نتوقف.. حتى نزف ليبيا.. في عرسها القادم.. عرس الحرية.. والعزة.. والكرامة..
__________