رجل من رجالات الوطني
إعداد شكري السنكي
أحمَد إحواس.. استقالته وَمُعارضته لنَّظام القذّافي وَمشاركته فِي تأسيس جبهة الإنقاذ
بعْد عمليّات الاغتيال التي نفدها نظام معمّر القذّافي فِي الخارج والتي طالت كلَّ مِن: السّيِّد محَمّد سَالم الرتيمي فِي روما العاصمة الإيطاليّة فِي 21 مارس/ آذار 1980م.. والإعلامي محَمّد مُصْطفى رمضان فِي لندن العاصمة البريطانيّة فِي 11 إبريل/ نيسان 1980م.. والسّيِّد عبْدالجليل عارف فِي روما فِي 19 إبريل / نيسان 1980م.. والنائب البرلماني السّابق عبْداللطيف المنتصر فِي بيروت العاصمة اللبنانيّة فِي 21 إبريل/ نيسان 1980م.. والمحامي محمود عبْدالسّلام نافع في لندن فِي 25 إبريل/ نيسان 1980م، صمم أحمَد إحواس ومجموعة مِن رفاقه على ضرورة عقد اجتماع لبعض النشطاء الِلّيبيّين لتدارس الأوضاع فِي ليبَيا والتفكير فِي تأسيس عمل سياسي منظم يواجه الاستبداد وينشد دولة العدل والمساواة.
وتمّ عُقِد هذا الاجتماع فِي مايو/ أيّار 1980م على هامش مؤتمر اتحاد الطلبة المُسلمين فِي أمريكا الشماليّة وكندا المعروفة اختصاراً باسم ، بمدينة ميامي بولايّة أوهايو فِي الولايات المتّحدة، وقد ساهم الحاج أحمَد فِي الإعداد لهذا الاجتماع والترتيب له. وتمّت مناقشة خيارات التحرَّك في هذا اللقاء، فهناك مَنْ كان يرى بضرورة أن يكون اللقاء على أساس وطنيّ بحت.. وهُناك مَنْ قبل بالخيار الوطنيّ شرط قيادة الإسلاميين للتنظيم.. وهُناك مَنْ أصر على أن يكون التنظيم تنظيماً إسْلامياً، ويبايع المرشد فِي مِصْر.
ومِن بين الّذِين حضروا هذا اللقاء: أحمَد إبراهيم إحواس، علي رمضان أبوزعكوك، مُصْطفى غيث أبوشاقور، عقيل السّنوُسي، عبدالله الشّيباني، أحمَد شلادي، نعيم الغرياني، عثمان عقيل… وآخرين.
ورُبّما مِن المُفيد الإشارة إِلى أن ذلك الاجتماع عُقِد قبل شهور مِن استقالته مِن منصبه الدّبلوماسي فِي غويانا، حيث جاءت استقالته فِي يناير/ كانون الثّاني 1981م، والاجتماع تمّ فِي الصيف الّذِي سبق سنة الاستقالة.
ويذكر أيْضاً أن الحاج أحمَد كان قد تحرَّك بين رفاقه فِي أوروبا قبل شهور مِن تاريخ انعقاد الاجتماع المذكور، وعقد سلسلة مِن اللقاءات فِي ألمانيا وبريطانيا، أهمها لقائه بالدّكتور سُليْمان عبدالله الضراط فِي ديسمبر/ كانون الأوَّل 1979م بألمانيا. ورُبّما السّياق يستدعي أن نذكر أن عمليّات الاغتيال التي بدأت بالسّيِّد محَمّد سَالم الرتيمي فِي روما فِي 21 مارس/ آذار 1980م كانت قد طالت عشرين معارضاً فِي روما ولندن وبيروت وبون وأثينا وميلانو وقبرص، وكان أخرها اغتيال الأستاذ عَلي أبوزيد داخل محله وسط لندن يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 1995م.
ويُضاف إلى ذلك، عدد مِن المحاولات الفاشلة أو المحاولات التي نجا المستهدفون منها بأعجوبة بعْد تعرضهم للإصابة مثلما حدث مع الدّكتور فيصل الزقلعي في عام 1980م حيث نجا مِن محاولة إغتيال دُبرت له في الولايّات المتَّحدة الأمريكيّة بعْد إصابته برصاصة في عينه. وزيادة على ذلك، عمليّات الخطف التي دبرها النظام ضدَّ معارضيه، وأشهرها عمليّة خطف الأستاذ منصُور رشيد الكيخيّا السّياسي المخضرم والمُناضل الحُقُوقي، مِن القاهرة يوم 10 ديسمبر/ كانون الأوَّل 1993م، والّذِي استشهد داخل المعتقل فِي عَام 1997م.
أَعُوْد بَعْد هَذا الاسْتِطْرَاد إِلى الحاج أحمَد إحواس الّذِي استقال مِن منصبه كقائم بأعمال السفارة الِلّيبيّة فِي غويانا فِي يناير/ كانون الثّاني 1981م. رفض أحمَد إحواس انقلاب سبتمبر مُنذ البداية، فاُبعد عَن الجيش، وحُددت إقامته، ثمّ عيّنه معمّر القذّافي هُو وشخصيّات أخرى فِي سفارات الدولة ومكاتبها فِي الخارج لأنه اعتقد أن وجودهم فِي البلاد قد يؤثر سلباً على حكمه ومسألة استمراره فِي السلطة فِي ذلك الوقت المبكر مِن عمر انقلابه المشئوم.
وبعْد ازدياد حملات الاعتقال ودخول القذّافي مرحلة الاغتيالات ضدَّ الِلّيبيّين في الدّاخل والخارج، رأي الحاج أحمَد ضرورة أن تعلن بعض العناصر الِلّيبيّة مواقفها الصريحة مِن القذّافي وتتصدى بشجاعة لممارسات نظامه الإجراميّة بكلّ الوسائل الشّرعيّة الممكنة. وَهَذا مَا أكده فِي مقابلته مع مجلّة المسلم، فقال: “.. مع تمادي القذّافي فِي ممارساته المنحرفة، ثمّ دخوله مرحلة الاغتيالات ضدَّ الِلّيبيّين في الدّاخل والخارج، أصبح مِن الضروري مواجهة هذا الواقع بطريقة فعّالة، فكان لزاماً على بعض العناصر الِلّيبيّة أن تعلن مواقفها الصريحة، وأن تتصدى بشجاعة للقذّافي وتخريبه وتحريفه بكلّ الوسائل الشّرعيّة المتاحة..”.
وَالحَاصِل، استقال الأستاذ أحمَد إحواس مِن منصبه كقائم بأعمال السفارة الِلّيبيّة فِي غويانا، وأعلن انضمامه إِلى صفوف المُعارضة الِلّيبيّة فِي الخارج فِي بيان جاء نصّه على النحو التالي:
***
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عرفت معمّر القذّافي بومنيار طالباً بالكليّة العسكريّة سنة 1965م عندما كنت مدرساً بها، ثمّ عرفته” ضابطاً بالجيش الِلّيبيّ حتَّى انقلاب عَام 1969م. عرفته شاذاً فِي تفكيره وتصرفاته. ومَا أشد دهشتي وقلقي عندما أصبح على رأس السّلطة فِي ليبَيا عبر انقلاب ستظهر الأيّام مِن كان وراءه.
لقد رفضت اقتراحاً فِي الأيّام الأولى للانقلاب بإرسال برقية تأييد حتَّى لا يفهم منها اعترافي بهذا الوضع المريب، كمَا عدلت عَن فكرة كتابة مذكرة إِلى القذّافي أنصحه فيها وأعرض له تصوري لمنهج التغيير المطلوب، وذلك لقناعتي أنه لا يؤمن بالحوار ولا يعدل عَن رأيه حتَّى ولو تبين له الحق فِي سواه.
لقد كان مِن الصعب علي وآنا أعرف جيداً مَنْ هُو القذّافي أن أعلن رأيي فيه إبّان ذلك التأييد العفوي مِن جماهير شعبنا الطيب، فاخترت أن أقوم بخدمة ديني وأمتي مِن أيّ موقع أكون فيه. ولقد علمت مِن مصدر موثوق ومقرب حرص القذّافي على بقائي خارج البلاد فكانت حياتي كلها تنقلاً بين السفارات، كان آخرها فِي غويانا بأمريكا الجنوبيّة.
كنت أتابع أخبار البلاد وأرى بعيني عندما أعود بين الحين والآخر الخراب الاقتصادي، والتفسخ الخلقي، والانحراف العقيدي والفكري، والفوضى الإداريّة، والتخبط السياسي، فضلاً عَن التذمر الشّعبي على كلِّ المستويات وفِي جميع القطاعات، وأتابع أخبار الإرهاب والتسلط والقهر والظلم ومصادرة الحريّات والأموال بشكل لم أسمع بمثله فِي التاريخ القديم والحديث لأمتنا.
لقد كانت تؤلمني مِن الأعماق حماقات القذّافي وتهجماته على كل عزيز، واستهتاره بكلِّ المقدسات والقيم، كمَا كنت استغرب ممن يتبنون أفكاره الباطلة ويروجون لها. وكنت أتساءل فِي نفسي عمّا يحدث وكيف يحدث وكيف يمكن مواجهته، كمَا كنت أدرك آن دوراً ايجابياً يتحتم علي القيام به، وقد تنامى لدي هذا الشعور مع تمادي نظام القذافي المتعجرف فِي ممارسته الوقحة لكل أشكال الظلم والطغيان التي أدَّت إِلى ارتفاع كثير مِن الأصوات المُعارضة له فِي الدّاخل والخارج وأصبح السكوت فِي نظري تقصير لا تبرره كلِّ الاعتبارات التي حالت دون إعلان موقفي منه إِلى الآن.
وإن فِي تجربة العالم مع القذّافي وفِي خذلانه للقضايا الإسْلاميّة والتحرريّة وتدخلاته فِي شئون الدول الأخرى وبالأخص الدول الأفريقيّة والعربيّة الشقيقة مَا يكفي للتدليل على الدور التخريبي الّذِي يقوم به والّذِي أدَّى إِلى تدمير سمعة ليبَيا ومكانتها بين أمم العالم.
لذلك فأنني وباسمي الشخصي أدين وبشدة كلِّ الممارسات الخاطئة التي قام ويقوم بها التسلط القذّافي العابث على الصعيدين الدّاخلي والخارجي. وأحس أنني أعبر بذلك عَن موقف الغالبية العظمى مِن الشّعب الِلّيبيّ المنكوب الّذِي مَا فتئ يسعى جاهداً للتخلص مِن هذا الكابوس المزعج بعْد أن تكشفت حقيقته مُنذ الأشهر الأولى للانقلاب النكد.
بناءً على مَا تقدم.. أعلن استقالتي مِن منصبي كمُستشار بأمانة الخارِجِيّة وكقائم بأعمال السفارة الِلّيبيّة فِي غويانا.. كمَا أعلن عَن عزمي للوقوف وبكلِّ مَا أملك مع كلِّ العاملين المُخلصين للعمل الجاد مِن أجل الإطاحة بهذا الطاغية الّذِي نكبت به بلادنا العزيزة لنعيد للشّعب الِلّيبيّ حريته المغتصبة لكي يختار نظام حياته وحكمه ضمن إطار عقيدة الإسْلام وشريعته الرّاسخة وليحقق آماله فِي العزةِ والكرامةِ والازدهارِ “والتقدمِ.
وَلِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ.. وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ“”.
أحمَد إبراهيم إحواس
مستشار بأمانة الخارِجِيّة والقائم بأعمال السفارة الِلّيبيّة / غويانا.
12 ربيع اول 1401هجري
18 يناير / كانون الثّاني 1981م.
***
وبَعْد استقالته، سألته مجلّة (المُسلم) عَن سبب تأخره فِي إعلان موقفه المُعارض للقذّافي ونظامه كلّ هذه المدة؟. أجاب إحواس، قائلاً: “.. أحبّ أن أؤكد للجميع بأنني لست سياسياً محترفاً.. ولست مِن طلاب الشهرة أو مِن الّذِين يرغبون فقط فِي تسجيل المواقف.. وإنّما قمّت باتخاذ موقفي هذا نتيجة لشعوري بأن اتخاذي لهذا الموقف وإعلاني عنه سيكون له أثراً إيجابياً يخدم مصلحة الشّعب الِلّيبيّ.. وسأحاول بإذن الله تعالى تحقيق المردود مِن خلال المشاركة الفعّالة فِي العمل على الإطاحة بالقذّافي وبكلِّ مَا يمثله فِي مجتمعنا مِن فوضى.. والعمل على إيجاد البديل الّذِي يرتضيه الشّعب الِلّيبيّ باختياره الحرَّ، والمبني على أصول عقيدته الرَّاسخة لكي يتحقق لهذا الشّعب الطيب بعض مَا يطمح إليه مِن آمال وطموحات..”.
وَالّذِي حدث، استقال الدّكتور محَمّد يُوسف المقريَّف مِن منصب سفير ليبَيا لدى جمهوريّة الهند فِي 19 رمضان 1400 هجري الموافق 18 يناير/ كانون الثّاني 1980م، وشكلت استقالته نقطة تحول هامّة فِي مسار العمل الوطنيّ بالخارجِ. واستقبل الِلّيبيّون المقيمون بالخارجِ استقالته بترحيب ودعم كبيرين، ونسخ نشطاء الطلبة فِي جمهوريّة مِصْر العربيّة والولايّات المتَّحدة الأمريكيّة والمملكة المتَّحدة أو بريطانيا، مئات النسخ مِن استقالته وأرسلوها إِلى الطلبة الِلّيبيّين الدّارسين فِي الخارج وصناديق بريد أهمّ مكاتب نظام القذّافي وأجهزته داخل ليبَيا وكافة سفاراته فِي العالم بالإضافة إِلى مؤسسات إعلاميّة وسياسيّة لدول متعددة فِي قارات العالم المختلفة.
تحرّك إِلى جانب الدّكتور محَمّد المقريَّف فِي البدايّة (6) ستة أشخاص عُرفوا حينذاك بإسم (الفريق)، والأساتذة هم: أحمَد إبراهيم إحواس، إبراهيم عبْدالعزيز صهّد، سُليْمان عبدالله الضراط، محمود محَمّد الناكوع، علي رمضان أبوزعكوك، عاشور الشامس.
عقد هذا الفريق سلسلة مِن الاجتماعات دامت لشهور عديدة، وأجروا إتصالات موسعة أو كمَا جاء فِي كُتَيِّب (على طريق الإنقاذ) الصّادر عَن جبهة الإنقاذ: “..عقدت اتصالات ولقاءات واجتماعات، استمرت أكثر مِن عام، وشملت عدداً كبيراً مِن الليبييّن داخل ليبَيا وخارجها، رجالاً وشيوخاً وشباباً، وموظفين رسميين، ودبلوماسيين وسياسيين سابقين، وشيوخ قبائل، وطلاباً وعسكريين، بهدف استطلاع وتحديد ملامح العمل الوطنيّ الّذِي يمكن أنّ يستجيب ويستوعب مختلف التصورات والطموحات الكفيلة بتحقيق الغايات والأهداف المرجوة..”.
استخلص هذا الفريق فكرة تأسيس كيان وطنيّ (الكيان) يكون بمثابة تيار شعبيّ يضم كافة ألوان الطيف السّياسي الِلّيبيّ، مِن خلال جولاته وحواراته مع تجمعات الِلّيبيّين فِي المهجر، وهُو الكيان الّذِي اتفق على تسميته فيما بعد باسم (الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا).
استجاب مع فكرة تأسيس كيان يكون الالتقاء فيه على أساس وطنيّ ويطرح برامج نضال لا برامج حكم، مئات الأشخاص، وقبل أنّ تتحول هذه الفكرة إِلى كيان تنظيمي رسمي مُعلن، ولذا، كانت الفكرة التي قامت عليها الجبهة محل اتفاق بين قطاع واسع مِن الِلّيبيّين المُقيمين بالخارجِ قبل أنّ يتمّ الإعلان عَن تأسيسها مِن العاصمة السّودانيّة الخرطوم فِي خريف عَام 1981م.
وبمجرّد مَا أعلنت الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا عَن تأسيسها، شرعت فِي تنفيذ برامجها النّضاليّة لأنّها ملكت قاعدة عريضة مِن البشر، وشخصيّات قياديّة موزعة على عواصم عديدة مِن دول العالم، ساعة الإعلان عن تأسيسها فِي التاسع مِن ذي الحجة 1401هجري الموافق 7 أكتوبر/ تشرين الأوَّل 1981م.
ويحدثنا الأستاذ علي رمضان أبوزعكوك عمّا قام به الأستاذ أحمَد إحواس يوم الإعلان عَن تأسيس الجبهة، فقال: “.. كان أحمَد يقوم بنفسه يوم الإعلان عَن الجبهة بتوزيع البيان التأسيسي فِي عرفات، ومنى وفِي رحاب مكّة المكرمة.. وفِي مدينة الرسول، ليزف البشرى لأبناء شعبه أن إخوانهم قد توكلوا على الله، وأسسوا الجبهة يوم التاسع مِن ذي الحجة 1401هجري الموافق للسابع مِن أكتوبر/ تشرين الأوَّل 1981م..”.
وَالْحَاصِل، أعلن الدّكتور محَمّد المقريَّف البيان التأسيسي للجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا، بصفته الناطق الرَّسمي باسم الجبهة آنذاك، وقد بثت (إذاعة السّودان) بيان الجبهة التأسيسي بصوت المقريَّف الّذِي بعثه مِن الأراضي المقدسة حيث كان يؤدي مناسك الحج، وكان إِلى جانبه: أحمَد إحواس وعقيل السّنوُسي.
وبَعْد ذاك، تشكلت (لّجنة قياديّة مؤقتة) لأجل تسيير العمل إِلى حين انعقاد المجلس الوطنيّ الأوّل، وضمت اللجنة كلّ مِن: محَمّد يُوسف المقريَّف، غيث عبْدالمجيد سيف النّصر، أحمَد إبراهيم إحواس، إبراهيم عبْد العزيز صهّد، محمود محَمّد الناكوع، علي رمضان أبو زعكوك، مُصْطفى القويري (1927م – 25 ديسمبر/ كانون الأوَّل 2012م)، محَمّد علي يحي معمّر (1949م – 7 يوليو/ تموز 1994م)، محَمّد الهادي الدويك، عبْدالمنعم الطاهر الهوني، محمود سَعْد تارسين.
وَبَعْد شهرين مِن إعلان التأسيس، شارك الأستاذ أحمَد إحواس ممثلاً للجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا فِي المؤتمر الأوَّل للإتحاد العامّ لطلبة ليبَيا – فرع الولايّات المتَّحدة، الّذِي انعقد فِي مدينة سانت لويس بولايّة ميزوري فِي ديسمبر/ كانون الأوَّل 1981م.
وألقى كلمة فِي افتتاح المؤتمر، وختمها بكلمات ستبقى فِي الذّاكرة والوجدان إِلى أبد الآبدين، فقال: “.. لن نتخلى عَن دورنا.. ولن نقعد مع القاعدين.. ولن نقنط مع القانطين.. والخيار الوحيد الّذِي نرضاه لأنفسنا.. هُو أن نعيش أحراراً أعزاء أوفياء.. أو نموت واقفين ونسقط سقطة الشهداء..”.
__________
المصدر: موقع ليبيا المستقبل