رجل من رجالات الوطني
إعداد شكري السنكي
العمل الإسْلامي .. نشاط إحواس الدعوي
انشغل أحمَد إحواس بقَضَايَا وطنه وَهُمُوِم شعبه، فناضل مِن أجل تحرير وطنه مِن نظام الظلم والجور والاستبداد، وإقامة النّظام الدّيمقراطي الدّستوري الّذِي يحترم الإنْسَان ويراعي حُقُوقه ويفتح له طريق الحريّة. ودافع عَن حُقُوق شعبه وشعوب أخرى مظلومة فِي بلدان العالم، وساند المُناضلين فِي العديد مِن البلدان، وزرع فسيلة الدّعوة فِي كلِّ البلاد.
وفِي فترة وجوده فِي عدن عاصمة اليمن الجنوبي (جمهوريّة اليمن الدّيمقراطيّة الشعبيّة) إبّان عهد النَّظام الشّمولي وحكم الحزب الواحد، وقبل الوحدة اليمنية التي جمعت بين الجنوب والشمال فِي جمهوريّة واحدة تحت اسم (الجمهوريّة العربيّة اليمنيّة) فِي 22 مايو/ أيّار 1990م، لعب أحمَد إحواس دوراً مهماً فِي دعم جهود المُناضلين اليمنيين وإيصال الكتاب الإسْلامي وكُتب الفكر المتنوعة التي كانت مصادرة وممنوعة فِي اليمن الجنوبي المحسوب على السوفييت إبّان الحرب الباردة بين الولايّات المتَّحدة والإتحاد السوفييتي.
والشّاهد، استثمر الحاج أحمَد وضعه الدّبلوماسي فِي خدمة الحريّات العامّة وقضايا الفكر والتنوير، وهذا ما أكده الأستاذ مُصْطفى محَمّد الطحّان الصّحفي اللبناني صاحب كتاب: (نظرات فِي واقع الدعوة والدعاة). فقد أكد الطحّان فِي كتابه على الدّور الّذِي لعبه إحواس فِي الدنمرك وماليزيا وعدن والصومال، قائلاَ: “.. لم تغب عني يا رفيقي أحمَد وأنت فِي الدنمرك أو ماليزيا، فقد كانوا يريدون أن لا تستقر فخيبت ظنهم فقد كُنْتَ تزرع فسيلة الدّعوة فِي كلِّ البلاد. وحينما وضعوك فِي عدن والصومال، رأوا أنهم نقلوك مِن زنزانة سجن ليبَيا الكبير إِلى سجن أكبر اسمه عدن والصومال.. ولم يعرفوا أبداً دورك فقد كان دور البطل!. وعندما امتلأت سجون عدن بالأحرار.. وصارت تحصي على إنسانها الحركة والسكنة.. يومها كُنْتَ الضمير الّذِي ينبض بالحيوية.. والشعلة التي تضيء الدرب للآخرين..”.
وَمَن نَاحِيَة أُخْرَى، كان أحمَد إحواس شديد الإيمان بضرورة وجود صوت ولوبي إسْلامي داخل بلدان العالم الحرّ أيّ الدّول الغربيّة، فعمل على إيجاد هذا اللوبي بغية التأثير علي صانعي ومتخذي القرار فِي تلك البلدان، والدّفاع عَن حُقُوق المُسلمين ومصالحهم. وساهم فِي نشر تعاليم الدّين الصحيحة وتوعيّة المُسلمين وتثقيفهم، وبناء المساجد فِي أوربا وأمريكا الجنوبيّة، وجعل جزءاً مِن نشاط تلك المساجد يتجه نًحْو استقبال غير المُسلمين، وتعريفهم بحضارة الإسْلام وقيمه النبيلة.
وفِي بداية فترة وجوده فِي كوبنهاجن ، تعرف أولاً على بعض المُسلمين، وبعْد ذلك دعاهم إِلى بيته للتعارف والاتفاق على مَا ينهض بالمُسلمين ويحمي مصالحهم وحُقُوقهم فِي الدنمرك، بالإضافة إِلى حثهم على التفكير فِي إيجاد مقر للاجتماع وإقامة شعائر الدّين. وبادر بعدئذ فِي عقد لقاء أسبوعي فِي بيته لتدارس أوضاع الدنمرك ومَا يشغل بال العالم ثمّ طرح قضيّة مِن قضايا الفقه الإسْلامي للنقاش بالإضافة إِلى قراءة بعض آيات الذكر الحكيم وإقامة الصلاة فِي جماعة.
ثمّ قام بمساعدة السّيِّد محَمّد عطية المصري الجنسيّة، باستئجار غرفتين فِي مركز المدينة لعقد لقاءات الجاليّة ونشاطاتها، وبعدما زاد العدد وتوسع النشاط، بادر بتجميع الأموال لشراء أوَّل مبنى خاصّ بالمُسلمين، والّذِي تمّ شرائه بعْد فترة بسيطة مِن انتقاله مِن كوبنهاجن إِلى عدن.
وَرُبّما أستطرد هُنا لأضيف بأن معمّر القذّافي حينما علم بنشاط أحمَد إحواس الدعوي، أرسل له لإنهاء أعماله العالقة فِي الدنمرك استعداداً للانتقال إِلى مكان أخر، وعندما علمت الجاليّة بهذا الخبر، حزنت كثيراً، وقررت إرسال وفد إِلى طرابلس لمحاولة إقناع القذّافي بالعدول عَن قراره، وذهب الوفد إِلى طرابلس وكان على رأسه السّيِّد زكريّا الدنمركي الجنسية، واجتمع الوفد بالقذّافي وقد وعدهم خيراً، وبعْد رجوعهم إِلى الدنمرك مباشرة فاجأهم بإرساله لبرقية ثانيّة تلزم أحمَد إحواس بمغادرة كوبنهاجن خلال أسبوع إِلى عدن لاستلام منصبه الجديد هُناك.
ومِن جديد، أفنى أحمَد إحواس عمره كله فِي خدمة قضايا الإسْلام والمُسلمين، ودعوة النَّاس بالحسنى إِلى الإسْلام حتَّى دخل عدد مِن الأوربيين والأمريكان إِلى الإسْلام على يديه، وكان منهم السّيِّد أبوإسماعيل وزوجته كذلك يشهد السّيِّد زكريا الدنمركي الجنسيّة ومحَمّد عطية المحامي المصري الّذِي كان مقيماً فِي كوبنهاجن، على جهود إحواس فِي مِضْمَارِ الدَّعوة إِلى دين الله تعالى.
وَمِن بين القَصَص التي تستحق الإشارة إليها، قصتان رواهما ليّ زهير حامد الشويهدي، الأولى وقعت فِي شهر ديسمبر/ كانون الأوَّل 1984م فِي مؤتمر رابطة المُسلم العربيّ بالولايّات المتَّحدة.. والثانيّة حدثت فِي عَام 1986 فِي مؤتمر إسْلامي بالولايّات المتَّحدة الأمريكيّة.
ففي مؤتمر رابطة المُسلم العربيّ بأمريكا الشماليّة، فِي مدينة دالاس بولايّة تكساس، المنعقد فِي شهر ديسمبر/ كانون الأوَّل مِن عَام 1984، كان الأستاذ زهير الشويهدي ومجموعة مِن أعضاء الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا يتقدمهم توفيق مصْطفى منينة وسَعْد عَبْدالله الأثرم (1957م – 7 نوفمبر/ تشرين الثّاني 1996م) وعبْدالسّلام سليم (تُوفي فِي التسعينيات)، يقومون بالتعريف بالقضيّة الوطنيّة وعرض منشورات الجبهة الوطنيّة لإنقاذ ليبَيا وتوزيعها على المُشاركين فِي المؤتمر، أيْضاً بعرض شرائط الفيديو التي تظهر مشاهد مِن التحقيقات والإعدامات التي تمّت فِي شهر رمضان المبارك لأعضاء وعناصر الجبهة، بعْد معركة مايو/ أيّار 1984 المجيدة التي خاضتها الجبهة مع نظام القذّافي العدواني المستبد.
كان زهير وتلك المجموعة، مسؤولون وقتذاك على القيام بهذا النشاط والمهمّة خلال أيّام انعقاد المؤتمر، وفِي هذه الأثناء جاء رجل إِلى الجناح الخاصّ بالجبهة، ويظهر مِن ملامحه أنه ليس بعربي إنّما يبدو أمريكياً أو أوروبياً، وقف أمام جناح الجبهة، وعيناه شاردتين فِي الحائط المزين بصورة كبيرة للشهيد أحمَد إبراهيم إحواس وتظهر خلفه رأيه قوَّات الإنقاذ.
وقف هذا الرجل أمام تلك الصورة لعدة دقائق، ثمّ التفت إِلى زهير الشويهدي، الموجود داخل الجناح عندئذ، وقال له: “.. أنا أعرف هذا الرجل ..!”. اعتقد زهير أن الرجل يقصد أحد رفاقه العاملين معه فِي الجناح، ولكنه التفت إِلى الخلف فلم يجد أحداً خلفه. عندها، سأل زهير الرجل: مَنْ هُو الّذِي تعرفه ؟. فأشار الرجل إِلى الصورة، وقال بلكنة أجنبية: (حاج أحمَد).
لم يصدق زهير مَا سمع، وفرح بالرجل فرحاً كبيراً ورحب به ثمّ أدخله داخل الجناح وأجلسه على الكرسي، وقال له: نعم هذه صورة الحاج أحمَد إبراهيم إحواس، الشهيد البطل، الّذِي استشهد مُنذ شهور داخل ليبَيا وهُو يقارع قوى الظلم والبغي والعدوان. فقال الرجل، رحمك الله يا أحمَد وأحسن مثواك وجعلك مِن أَصْحَاب الجَنَّة.. وسالت دموعه على خدّيه وهُو يبكي على فراقه. وكان الموقف مؤثراً أيما تأثير، ويدفع أيْضاً إِلى ضرورة معرفة مَا يعرفه هذا الرجل عَن شهيدنا البطل.
هُنا، سأل زهير الرجل سؤالاً مباشراً، فقال له: كيف تعرفت على الحاج أحمَد؟. فأجاب الرجل: “.. كُنَتُ فِي الدنمرك أنا وزوجتي، وكنّا نقوم بعزف الموسيقي فِي الشوارع فِي كوبنهاجن عاصمة البلاد. كنّا نقف أمام مكان يخرج منه شخص مرتين فِي اليوم، يذهب لمدة مِن الوقت ثمّ يعود إِلى المكان الّذِي خرج منه فِي البداية، وكان هذا الشخص يضع أحياناَ بعض النقود فِي الصحن الّذِي أمامي وأمام زوجتي. لقد كان هذا الشخص مختلف تماماً عَن الآخرين الّذِين يمرون علينا فِي الصباح والمساء.
وَفِي أحد الأيام، قررت أن أعرف حقيقة هذا الشخص، ففي يومٍ ما، جاء هذا الشخص ليضع بعض النقود كمَا يفعل فِي بعض الأحيان، فأمسكت بيده وقلت له: أريد ان أسألك مَنْ تكون، ومِن أيّ البلاد أنت؟. عندها طلب مني أن ألحق به، فلحقت به، وكانت المفاجأة، أنه دخل إِلى السفارة الِلّيبيّة فِي كوبنهاجن، ثمّ دخل إِلى المكتب الرئيسي بها، فإذ به السفير بنفسه. فقلت له: مُنذ فترة، وأنا أرصدك لأني رأيت فيك مَا لم اراه فِي بقية النَّاس.. فرجائي أن تقل ليّ: إِلى أين ِتذهب وترجع كل يوم. أخبرني، بأنه يذهب إِلى المسجد لأداء الصلاة الواجبة على كلِّ مسلم خمس مرَّات فِي اليوم الواحد.
كانت هذه هي المرَّة الأولى التي أسمع فيها عَن الإسْلام، وبحكم أن شخصيته أثرت فيّ كثيراً، ورأيت فيه شيئاً مختلفاً عَن غيره، وأحسست براحة حينما تحدثت معه، قادني هذا كله إِلى أن أطلب منه أن أدخل إِلى الإسْلام وأصبح مسلماً مِن الآن. حينها، قال ليّ: تريث قليلاً فلابُدَّ أن تقرأ وتتعرف على الإسْلام أولاً وبعدها تقرر الدّخول مِن عدمه لأنك لأبُدَّ أن تدخل عَن معرفة وقناعة تامّة.
وبعْد عدة جلسات مع الحاج أحمَد، قررت الدّخول إِلى الإسْلام فأصبحت مسلماً، وصرت أعرف فيما بعْد بإسم (أبوإسماعيل . وبعْد ذاك، أخبرت الحاج بأن زوجتي تريد الدّخول إِلى الإسْلام أيْضاً، فأخذها إِلى زوجته ورفيقة دربه أختنا الفاضلة الحاجة فاطمة ميكائيل لكي تجيب عَن أسئلة زوجتي وتعرُّفها وتعلُّمها الإسْلام، وقد فتح الله على زوجتي ودخلت هي الأخرى إِلى الإسْلام.
والقصّة الثانيّة فِي منطقة البحر الكاريبي، فِي غويانا أيّ جمهورية غويانا التعاونيّة، الواقعة على السّاحل الشّمالي لأمريكا الجنوبيّة، والتي وصلها الحاج أحمَد إحواس فِي عَام 1979م واستقر بها حتَّى يناير/ كانون الثّاني 1981م، حيث استقال فِي هذا التاريخ مِن منصبه كقائم بالأعمال فِي السفارة الِلّيبيّة بغويانا. كان بغويانا وقتئذ، جاليّة مُسلمة أصولها أفريقيّة وهنديّة ولكن كان ينقُصها بعض الجوانب وتحتاج إِلى تصحيح بعض المفاهيم وأن تتعلم بعض العبادات على النَحْو الصحيح.
عندما وصل الحاج أحمَد إحواس إِلى غويانا، سأل عَن الجاليّة المُسلمة والنشاط الاسْلامي بالمدينة، فعلم بأن شاباً مِن أهل البلاد كان قد أُرسل فِي بعثة دراسيّة إِلى الأزهر الشّريف حتَّى يتمكن، فيما بعْد، أن يعلم مواطنيه أصول دينهم الحنيف. والحاصل، هذا الشاب الّذِي أصبح رجلاً، كان مشاركاً فِي مؤتمر إسْلامي، عُقد فِي الولاياّت المتَّحدة الأمريكيّة فِي عَام 1986، حول العمل الإسْلامي فِي الأمريكتين، بصفته ممثلاً للمُسلمين فِي غويانا، وقد تحدث هذا الرجل عَن الحاج أحمَد بمحبة وذكر أعماله الجليلة ثمّ ترحم على روحه الطاهرة، سائلاً المولى عز وجل ان يتغمده برحمته ويغفر له ويدخله جنات عرضها السموات والأرض.
وقال هذا الرجل فِي تسجيل لدى الأستاذ زهير الشويهدي نسخة منه: “.. فِي أحدى الأيّام، جاء إِلى غويانا، رجل مِن الشّرق الأوسط أسمه أحمَد إبراهيم إحواس كسفير لدولته عندنا فأتصل بالمُسلمين وتعرف عليهم وعَن أحوالهم وسألهم هل عندكم علماء أو قيادات شابه فأخبروه بأن هُناك شاب منهم يدرس فِي الأزهر الشّريف. أتصل الحاج أحمَد بيّ، وبعْد السلام والتعريف بنفسه، سألني على الفور، عَن دراستي الجامعيّة بالأزهر، فأخبرته بأنني أكملت الشهادة الجامعيّة والآن أفكر فِي الدّراسات العليا. فقال ليّ: أعتقد أن مَا درسته يكفي لتعليم أهلك والعمل بينهم لأنهم فِي حاجة ماسة لك، وأنت أقدر مِن غيرك على العمل بينهم لأنك تملك قدراً من العلم يؤهلك للقيام بدور مهم، ولأنك تعرفهم وتعرف طباعهم وعاداتهم وتقاليدهم وكلِّ شيء عنهم. اقتنعت بوجهة نظر الحاج أحمَد ووافقت علي الرجوع إِلى غويانا.
وبعد وصولي إِلى بلدي، تعرفت علي الحاج أحمَد إحواس، وعملنا سوياً وبدأنا فِي التحرَّك الجاد لأجل تعريف المُسلمين بدينهم وحُقُوقهم، ثمّ بدأ الحاج أحمَد بإقامة الحلقات واللقاءات لتعليم المُسلمين تعاليم دينهم الصحيحة وتوعيتهم وتثقيفهم، وكان يستعين أحياناً ببعض أصدقائه مِن الِلّيبييّن والعرب والمُسلمين فِي تنفيذ هذه البرامج والمهام..”.
ثمّ يضيف هذا الرجل الغوياني الجليل، فيقول: “.. يرجع للحاج أحمَد إحواس الفضل بعْد الله سبحانه وتعالي، فِي نشر تعاليم الدّين الصحيحة فِي بلادنا ومَا نعيشه مِن صحوة إسْلاميّة. لقد حقق هذا الإنجاز لأنه رجل ذو علم ومثقف ومخلص وصادق ومتواضع جدّاً. وبعدما قدم لنا هذا الرجل الجليل الوقور مَا قدم، ناداه واجب الجهاد فِي بلاده ليبَيا، فلبى نداء الواجب وكوّن مجموعة ليبيّة ثمّ قادها فِي عمليّة عسكريّة بطوليّة استهدفت نظام معمّر القذّافي الباغي الظالم، واستشهد فوق ثرى ليبَيا يوم السّادس مِن مايو/ أيار 1984م، فرحم الله أحمَد إحواس رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته..”.
وَفِي الخِتَام، تصادف صديقي علي فرج جبريل يوماً فِي مدينة أتلانتا بولايّة جورجيا بمجموعة مِن الأشخاص، مِن بينهم مَنْ هُو غوياتي، فحينما عرفوا أن الشخص الّذِي تصادفوا معه ليبيّاً، صاح أحدهم فرحاً بما سمع، قائلاً: “.. لليبَيا مكانة كبيرة فِي نفسي، فأحمَد إحواس ذلك الرجل الرَّائع التقي هُو مَنْ علمني تعاليم ديني وقراءة القرآن الكريم على النَحْو الصحيح..” وفِي السّياق نفسه، قال زهير الشويهدي: “.. أن المُسلمين مِن أهل غويانا الجنوبيّة حينما يلتقون بالِلّيبيّين فِي الولايّات المتَّحدة الامريكيّة، يرحبون بهم خير ترحيب ويفرحون بهم كثيراً ثمّ يسردون عليهم أعمال أحمَد إحواس الجليلة، ودوره المميز فِي العمل العامّ ومجالات التعليم والتوعية والتثقيف. وإكراما لشهيدنا البطل، فإنهم يقومون مُنذ استشهاده بإرسال أحد الحجاج كلِّ عام ليحج عَن الشهيد أحمَد إحواس..”.
______________
المصدر: موقع ليبيا المستقبل